استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، الأحد، وفدًا من صندوق تحيا مصر، واستمع خلال اللقاء لشرح مفصل لأنشطة الصندوق، وخططه لرفع المعاناة عن كاهل الفئات الأكثر احتياجا بالمجتمع، تحت شعار «حياة كريمة للإنسان المصري» والتي تتضمن عدة محاور منها مكافحة العشوائيات والمناطق السكنية غير الآمنة والتي تهدد حياة سكانها، وخدمات الرعاية الصحية التي يوفرها الصندوق وأبرزها برنامج مكافحة فيروس سي.
وقام قداسة البابا بإجراء تحليل «فيروس سي» في رسالة لتشجيع المواطنين على إجراء التحليل، وتدعيما للمبادرة القومية للقضاء على الفيروس، وقال: «إن هذا الفيروس أخذ يأكل في صحة المصريين وعافيتهم، ونجح الصندوق في تنفيذ المبادرة الرئاسية لمكافحة المرض والحد من انتشاره بإتاحة الفرصة للكشف المبكر عن الإصابات بين المواطنين، وتوفير العلاج للحالات المكتشفة».
وأضاف: «إنجاز الصندوق في مكافحة المرض هو إنجاز لكل المصريين الذين قاموا بالمساهمة بتبرعاتهم في الصندوق حتى وإن كانت قليلة، فالقليل مع القليل يزيد ويصبح كثيرا، والنتيجة لذلك أن مصر حصلت على استحسان العالم في القضاء على هذا الفيروس اللعين».
وحول محور العشوائيات الذي يساهم فيه الصندوق بعدة مشروعات، لتوفير حياة آمنة وكريمة لسكان تلك المناطق المهددة للحياة، أكد البابا تواضروس أن «العشوائيات أعاقت جهود الدولة في التنمية، وأنتجت حياة ومستوى معيشيا متدنيا للغاية، وظهرت الأمراض الاجتماعية التي نعاني منها الآن، وحقق الصندوق خطوة مهمة بتوفير حياة يعيشها سكان تلك المناطق الآن في أماكن جديدة بصورة حضارية توفر حياة أفضل لأبنائهم».
واستعرض وفد الصندوق نتائج الأنشطة في مكافحة ظاهرة أطفال بلا مأوى والتي ينفذها من خلال دوره في البرنامج القومي لحماية أطفال بلا مأوى، وعبّر قداسة البابا عن اهتمامه بمكافحة هذه الظاهرة، وقال: «إن الأطفال هم نصف الحاضر ولكنهم كل المستقبل، فأطفال بلا مأوى يمثلون صورة من الاعتداء على الإنسانية، لذلك فإن المجتمع الناجح هو من يقاوم هذه المشكلة ويوفر حلا لها على المستوى الاجتماعي والأسري، وأن صندوق تحيا مصر له يد قوية وعاملة في هذا المجال، وأتمنى أن تنتهي هذه المشكلة من حياة المصريين» .
وأشاد قداسة البابا تواضروس بجهود الصندوق لرفع المعاناة عن كل هذه الفئات، التي تعتبر أكثر احتياجا للتكاتف والمشاركة لتوفير حياة كريمة لهم، مؤكدًا أن الصندوق هو صندوق مصري خالص لخدمة المصريين في كافة ربوع مصر، فهو صندوق يتشارك المصريون فيه لخدمة المصريين في كل المجالات.
ودعا قداسة البابا تواضرس الثاني كافة المصريين لتدعيم نشاط الصندوق والمساهمة فيه وقال: «هذا الصندوق أنشئ من أجل المصريين وبتبرعات المصريين وهو تعبير عن التماسك القوي الذي يربط كل المصريين»، مختتما كلامه بمقولة :«تحيا مصر».