منذ الاستبعاد المفاجئ لأحمد حسن كوكا المحترف بنادى باوك اليونانى من قائمة المنتخب الوطنى لكرة القدم التى شاركت فى مونديال روسيا 2018 ولم يتحدث اللاعب نهائيا عن الأسباب الحقيقية التى دفعت الجهاز الفنى السابق بقيادة هيكتور كوبر المدير الفنى لاتخاذ القرار.
فضل «كوكا» الصمت والابتعاد عن الإعلام وعدم الإدلاء بأى تصريحات فى هذا الشأن، حتى بدأ يتردد اسمه داخل جدران القلعة الحمراء فى الفترة الأخيرة ليساهم فى انتشال ناديه من الكبوة التى يمر بها مؤخرا، فى الوقت الذى أكد فيه المقربون من اللاعب أنه يرغب فى استكمال تجربته الاحترافية سواء بالاستمرار فى الدورى اليونانى على سبيل الإعارة أو بالعودة إلى فريقه الأساسى سبورتينج براجا البرتغالى.
«المصرى اليوم» حاورت النجم المصرى عبر الهاتف وحاصرته بكافة الأسئلة التى مر بها خلال مسيرته الاحترافية، فجاءت إجابته صريحة وصارمة، وأكد أنه لا يمانع فى العودة للأهلى إذا كان المسؤولون يرغبون ذلك، لافتا إلى أنه تعرض للظلم باستبعاده من المنتخب الوطنى وأشياء أخرى فى هذا الحوار.
■ بداية.. هل ستستمر مع باوك اليونانى فى المرحلة المقبلة أم ستعود إلى الدورى البرتغالى؟
- عقد الإعارة ينتهى بنهاية الموسم الجارى.. وسأعود بعد ذلك إلى سبورتينج براجا، خصوصا أننى واجهت بعض الصعوبات التى تعرضت لها بسبب الإصابات أكثر من مرة، وهو ما تسبب فى ضياع أول 6 أشهر مع باوك، لكننى أسعى لتحسين الأمور خلال الفترة المقبلة.
■ ما هو الفارق بين الدورى البرتغالى واليونانى والمصرى، رغم أنك لم تتمكن من اللعب فى البطولة المحلية بشكل كبير؟
- الدورى البرتغالى به العديد من المميزات أولها أنه يتسم بالتنظيم فى المسابقات والملاعب مميزة جدا، أما الدورى اليونانى فالفرق الكبيرة إمكانياتها أعلى بكثير من الفرق الصغيرة سواء فى الملاعب أو أمور أخرى، ولا أستطيع تقييم الدورى المصرى، لأننى لم ألعب فيه نهائيا ولم أتواجد سوى على دكة البدلاء فى مباراة واحدة فقط كانت أمام وادى دجلة فى عهد مانويل جوزيه المدير الفنى الأسبق للأهلى، وكان وقتها عمرى 17 عاما، وكان سمير كمونة مدربى فى فريق الناشئين صاحب الفضل فى تصعيدى للفريق الأول.
■ ماذا كانت علاقتك بمانويل جوزيه؟
- مانويل جوزيه كان مقتنعا بإمكانياتى جدا.. وكان يحثنى على بذل أقصى جهد فى التدريبات وقال لى: «اتمرن كده على طول».. وتدربت مع الفريق الأول حتى اختارنى ضياء السيد، المدير الفنى الأسبق لمنتخب الناشئين، الذى كان يضم محمد صلاح ومحمد الننى وعمر جابر وأحمد حجازى من أجل المشاركة فى مونديال الناشئين، وشاركت فى بعض المباريات الودية فى معسكر بالبرتغال، حتى شاهدنى بعض الوسطاء الأوروبيين وعرضوا علىّ اللعب فى الدورى البرتغالى بعدما انبهروا بأدائى، لكننى أبلغتهم اننى ألعب فى أكبر ناد بمصر ولا أرغب فى الرحيل، لكنهم اتصلوا بوالدى «رحمه الله» الذى كان يعمل طيارا وأبلغهم بصعوبة احترافى لسنى الصغيرة، وأننى ألعب فى أكبر ناد.
■ إذن.. لماذا قررت الاحتراف الخارجى؟
- فوجئت بعد عودتى من المشاركة مع المنتخب الوطنى للناشئين فى بطولة العالم باستبعادى من الفريق الأول وإعادتى للتدريب مع فريق الناشئين، وسط ضغوط كبيرة من المقربين منى بخوض تجربة الاحترف الخارجى، أملا فى إيجاد فرصة كبيرة تدفعنى لإظهار إمكانياتى، خصوصا أن الأهلى كان به مجموعة من أبرز اللاعبين فى مركزى وكان يتم الاعتماد عليهم بشكل كبير على رأسهم أسامة حسنى وعماد متعب، خصوصا أننى عندما سافرت لم أكن مرتبطا بعقد مع النادى.
■ ما الصعوبات التى واجهتها فى بداية احترافك.. ومن أكثر المساندين لك فى ذلك الوقت؟
- واجهت صعوبات عديدة أهمها أن راتبى كان ضئيلا جدا فى بداية احترافى بأوروبا، فضلا عن أننى تعرضت لموقف صعب جدا لن أنساه عندما شب حريق فى الشقة التى كنت أقطن بها.. فاضطررت لصرف كل ما أملك حتى أعالج المشكلة التى واجهتنى، ولا أنسى مساندة والدى «رحمه الله» من أجل تخطى المحنة التى تعرضت لها وشدد علىّ وقتها بضرورة الاستمرار فى الاحتراف ورفع اسم عائلتنا عاليا وعدم التفكير فى العودة نهائيا.
■ كيف ترى عودتك للمنتخب الوطنى مرة أخرى؟
- أعتقد أن الأمور مختلفة بشكل كبير داخل المنتخب الوطنى، تحت قيادة الجهاز الفنى الجديد، بقيادة خافيير أجيرى، فالرجل يمتلك شخصية قوية وفكرا كرويا كبيرا جدا، ولا يتاثر بالإعلام نهائيا ومختلف عن أى مرحلة سابقة أو أى مدرب تعاملت معه فى فترة سابقة، بالإضافة إلى أن كلامه مختلف مع اللاعبين من أول معسكر ولديه رؤية فنية ولا يجامل أحدا.. وأعتقد أن المنتخب الوطنى سيحقق بطولة أمم أفريقيا فى عهده.
■ هل تعرضت للظلم فى عهد «كوبر» بعد استبعادك من قائمة المونديال؟
- دعنى أؤكد لك أننى كنت مع المنتخب الوطنى فى كافة المباريات.. وأول مباراة لى أساسيا كانت ودية أمام زامبيا فى دبى وسجلت فى هذا اللقاء هدفين وفزنا باللقاء بنتيجة 3-0، ثم مباراتى تشاد التى أهلتنا للدخول فى دورى المجموعات للتصفيات المؤهلة للمونديال.. المباراة الأولى خسرنا بهدف مقابل لاشىء، والمباراة الثانية كانت فى مصر وفزنا برباعية نظيفة سجلت خلالها هدفين.
■ إذن ماذا حدث؟
- لعبت مباراة سيئة أمام نيجيريا بسبب سوء أرضية الملعب والحر الشديد، وتعرضنا لانتقادات لاذعة فى بعض وسائل الإعلام، خصوصا اللاعبين غير المنتمين للأهلى أو الزمالك، وبعدها جلست احتياطيا طوال فترة انضمامى للمعسكرات السابقة باستثناء مباراة أمام جنوب أفريقيا وظهرت فيها بمستوى مميز، وكانت من أفضل المباريات التى لعبتها معه على حد وصفه.. لم أشارك أساسيا معه نهائيا حتى فى أمم أفريقيا.. وفى مباراة المغرب لعبت آخر 10 دقائق كنت سببا فى تسجيل هدف الفوز الذى أحرزه محمود كهربا بعدما ارتطمت الكرة بصدرى ووصلت إلى «كهربا» الذى سجلها هدفا.
■ ألم تثر أى مشاكل مع «كوبر» حتى يقرر استبعادك؟
- مطلقا.. لم أثر مشكلة واحدة فى المعسكرات.. لم أعترض على قرار استبعادى أساسيا.. كنت ألتزم بتعليماته داخل وخارج الملعب.. لم أشارك أساسيا فى التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم باستثناء مباراة الكونغو التى أهلتنا إلى المونديال، وأكد فى أحد الفيديوهات الخاصه به أننى كنت من أفضل اللاعبين فى هذه المباراة، وكل اللاعبين أشادوا بى، وقالوا إننى بذلت جهدا كبيرا.. وبعد التأهل للمونديال شاركت أساسيا أمام البرتغال وظهرت بمستوى طيب، ثم قام كوبر بتغيير التشكيل بأكمله فى المباراة الثانية أمام اليونان التى خسرناها.
■ لكنك لم تكن تسجل أهدافا كثيرة مع المنتخب الوطنى فى عهد كوبر؟
- المشكلة أن رأس الحربة كان يعانى مع كوبر بسبب الخطة الدفاعية التى كان يعتمد عليها، لأنه كان يعتمد على أن يكون رأس الحربة محطة أساسية للاعب الذى سيحضر من الخلف، وكنت أبذل أقصى جهد فى التدريبات حتى تم الإعلان عن أسماء المستبعدين وفوجئت وقتها بوجود اسمى ضمن المستبعدين.
■ ماذا فعلت؟
- بالتأكيد تعرضت لصدمة كبيرة لم أتعرض لها فى حياتى ولم أصدق أننى من المستبعدين.. فقد كنا كلاعبين نعلم أن المستبعدين سيكونون من العناصر الجديدة، وحتى اللاعبون لم يصدقوا نهائيا.
■ لماذا لم تسأل «كوبر» عن قرار استبعادك؟
- توجهت إليه وسألته وأبلغته أننى كنت ملتزما طوال المعسكرات الماضية ولم أقصر نهائيا، خصوصا أنه لم يضم رأس حربة بدلا منى حتى أقول إنه مقتنع به عنى، لكنه اكتفى بالاعتذار لى فقط.
■ هل تعتقد أن هناك شخصا آخر غير كوبر وراء استبعادك؟
- لا أعرف.. لكنه هو المسؤول أمام الجميع وهو صاحب القرار النهائى باعتباره المدير الفنى.. ولا يمكن الجزم بأن هناك شخصا آخر وراء استبعادى.
■ ماذا كان رد فعل بقية اللاعبين وتحديدا محمد صلاح؟
- قلت لك إن جميع اللاعبين لم يصدقوا وعلى رأسهم محمد صلاح الذى اتصل بى وقال لى «ماتزعلش والقادم أفضل فى المرحلة المقبلة».
■ بالمناسبة.. ما رأيك فى تألق محمد صلاح فى تجربة الاحتراف.. وهل سيحصد لقب أفضل لاعب فى أفريقيا للمرة الثانية على التوالى؟
- «صلاح» يجنى ثمار جهد ومثابرة وصبر سنوات سابقة.. وهو لا يفكر فى أى شىء سوى فى التألق مرحلة بعد الأخرى.. وأؤكد لك أنه الأحق بلقب أفضل لاعب فى أفريقيا لأنه يستحقه.
■ البعض يردد أنه كان يستحق لقب أفضل لاعب فى العالم الذى حصده «مودريتش» فى العام الماضى؟
- صلاح يستحق الأفضل فى العالم سواء فى الموسم الماضى أو الحالى وهو قادر على تحقيقه خلال الفترة المقبلة، لأنه يجتهد ويساند الجميع.
■ هل تنصحه بالاستمرار مع ليفربول أم الرحيل عنه بنهاية الموسم؟
- لا يمكن لأحد أن ينصح «مو» باتخاذ قرار مثل هذا.. فهو الوحيد المنوط بتقرير مصيره وفقا لرؤيته والأحداث والظروف التى يمر بها.
■ أخيرا.. البعض يرشحك للعودة للأهلى؟
- أنا تحت «أمر الأهلى» فهو بيتى وتربيت فيه منذ أن كان عمرى 6 سنوات ولن أتأخر عنه فى أى وقت.