غمرت محمد سعد، بائع الملابس، سعادة تحدث عنها الجميع، ظل الشاب العشرينى يرقص على أنغامها ليلة زفافه على «غادة»، ابنة بلدته فى الفيوم، حضرا للعيش داخل بيت عائلة فى عزبة عزرائيل بالهرم بالجيزة، والذى شهد مقتل العروس، بعد عام ونصف العام من الزواج، على يد «سعد». ماتت الفرحة بشق المتهم بطن زوجته، ليموت طفلهما الأول، قبل أيام من مولده: «كانت هتولد الأسبوع المقبل»، يروى ذلك «أحمد»، شقيق المتهم.
لم يستطع «أحمد» الاسترسال كثيرًا، وحكى تفاصيل الجريمة التى أدت لمغادرة عائلته المنزل الذى شهد الفصل الأخير فى حياة الزوجين، اكتفى بقوله: «أستغرب ما حدث، أخى كان يحب زوجته كثيرًا، وفى ساعة شيطان استل سكينًا وطعن زوجته، وأنا صحوت على أصوات صراخها واستغثت بالجيران».
«لست رجلاً وما فى بطنى ليس من صلبك»، تلك الجملة برر بها المتهم «سعد» جريمته، خلال تحقيقات نيابة حوادث جنوب الجيزة، وقال: «كنت بشك فى مراتى منذ البداية، أراها كثيرًا تتحدث فى التليفون».
دحض الجيران، وأقرباء المتهم والمجنى عليها، تلك الرواية التى قدمها «سعد» كدافع للجريمة: «غادة كانت الأدب نفسه، حرام ما يُقال عليها»، حينما سمع الجيران، ومنهم رشا سمير، أصوات صراخ «غادة» ظنوا أنها آلام المخاض قبل الولادة وقالوا: «لم نتوقع قتلها والجنين».
كانت «أم سمر»، تقف فجر الخميس، على بوابة منزلها تنظف مدخل العقار، وتستمع إلى أصوات تشاجر الزوجين، لأول مرة كما تقول: «عمرنا ما سمعنا حس لـ(غادة وسعد)، منذ زواجهما»، قالت السيدة الخمسينية، لنفسها: «يا رب اهدى الحال بين الناس». فور أن دلفت «أم سمر»، كما يناديها الجيران، إلى منزلها، استمعت لصراخ «أحمد»، شقيق المتهم: «إلحقونى أخويا بيموت مراته»، عادت الجارة، لتطل على منزل «سعد»، كان الجيران متجمهرين أمام المنزل، جميعهم لم يصدق: «سعد قتل مراته، حرام عليه».
ظل «سعد» هادئ الأعصاب، إلى أقصى درجة، حتى مع بكاء أمه الحاجة نادية، وهى تردد: «حرام عليك يا ابنى عملت فينا كده ليه؟»، لم يجب الابن، وهو يعمل بتجارة الملابس مع أخيه ولديهما محل بشارع العريش التجارى، كانت تتصور الأم أن المشاجرة بسبب مصروفات المنزل، وانتظر قدوم الشرطة التى ألقت القبض عليه، ومثل الجريمة أمام النيابة أمس، وهو يقول، بحسب خالته أم خالد: «أمسكت سكين المطبخ وشققت به بطن غادة.. استفزتنى بقولها أنت لست رجلاً، وما فى بطنى ليس ابنك».
منذ قدوم «غادة»، وهى من عائلة أم المتهم، إلى عزبة عزرائيل، ولم يرها أحد فى الشارع كثيرًا: «كنت بتمشى دائمًا مع حماتها، وتكتفى بإلقاء السلام»، بحسب دينا، إحدى الجارات، فإن الزوج «سعد» كان حابس مراته المجنى عليها بين 4 جدران، ويأمرها بعدم الاختلاط بأحد، ويشدد على خروجها فقط رفقة والدته «نادية»، غير أن المجنى عليها كانت صغيرة السن «عمرها 18 عامًا، لا يُعقل أن تكون الشيطانة الخائنة التى تحدث عنها الزوج»، تؤكد الجارة، متأثرة بمقتل الشابة وجنينها ببطنها. لا يتوقع على سليمان، حلاق، وصديق المتهم، أن تكون خيانة الزوجة سببًا لقتلها: «الست غادة كانت محترمة جدًا، لو شخص واقف إلى جوار منزلها تهرول إلى شقتها لو كانت تقف فى الشرفة»، لذا يؤكد سليمان، أن تكون ظروفًا مادية أصابت صديقه أدت إلى ضيق خلقه «ظروف شغله كانت سيئة جدًا خلال الآونة الأخيرة». لم يحضر أقرباء الزوجة إلى منزل سعد عقب الجريمة، كانوا فى حالة ذهول عندما استلموا جثتها من مشرحة زينهم، لم يصدقوا مصيرها هكذا بعد فترة زواج قصيرة للغاية «هنتابع قضيتها فى النيابة والمحكمة، ونريد القصاص بالقانون، وبنتنا أشرف من أى أحد»، هكذا قال «سليمان»، واصفًا حال أهل «غادة» بعد وقوع الجريمة.