x

«تركيا» تحتضن أول ملتقى يجمع المعارضة السورية فى المنفى منذ اندلاع الثورة

الأربعاء 01-06-2011 19:17 | كتب: اخبار |
تصوير : وكالات


فى أول وأكبر تجمع لهم منذ اندلاع الثورة السورية قبل 10 أسابيع، احتضنت مدينة أنطاليا الساحلية التركية، مؤتمراً موسعاً جمع زعماء المعارضة السورية المنفيين فى شتى أنحاء العالم، بهدف توحيد صفوفهم، لمواجهة الحرب التى يشنها نظام البعث ضد انتفاضة الشعب المطالبة برحيله.


يضم المؤتمر، الذى بدأ الأربعاء، ويستمر لمدة يومين تحت شعار «الشعب يريد إسقاط النظام»، مختلف القوى السياسية السورية، من يسار وإسلاميين ومستقلين، إضافة إلى مثقفين ورجال أعمال، ليصل بذلك عدد المشاركين فيه إلى قرابة 400 شخصية من قيادات ومسؤولين «إعلان دمشق»، وهو الائتلاف الوطنى الذى تأسس عام 2005.


وشهدت أنطاليا على مدار اليومين الماضيين توافد الشخصيات السورية من أكثر من 30 دولة أجنبية طردوا إليها أو اختاروها كمنفى اختيارى. وكان لشيوخ العشائر ووجهاء القبائل السورية حضور بارز فى المؤتمر، فضلا عن عدد كبير من أبناء الجولان المحتل، وأحد أحفاد سلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسى.


ولم يخل المؤتمر من محاولات «البعث» لإفساده، إذ توافد العشرات إلى مطار أنطاليا، رافعين صور الأسد، ومرددين شعارات مناوئة لمؤتمر المعارضة. ووصف منظمو المؤتمر هؤلاء بـ«شبيحة النظام»، الذى جاءوا للتشويش وإثارة القلاقل. كما حاول بعضهم الاحتكاك مع المعارضين القادمين، إلا أن الأمن التركى تدخل للحول دون وقوع اشتباكات بين الطرفين وقام بتأمين الوصول الآمن للمعارضين إلى مقر انعقاد المؤتمر، الذى فرض عليه طوق أمنى مشدد منذ عدة أيام.


وعلمت «المصرى اليوم» أنه تم استبعاد أحد المشاركين فى المؤتمر بعد وصوله، بعد أن تم اكتشاف أنه موفد من دمشق ويتبع فرع مكافحة الإرهاب، الذى يرأسه اللواء رستم غزالة.


وقال أنس العبدة، رئيس حركة العدالة والبناء، رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق فى المهجر، لـ«المصرى اليوم»، إن المؤتمر «محاولة لجمع أكبر طيف وطنى ممكن، خاصة فى تلك اللحظة التاريخية التى نعيشها. الثورة السورية هى قاسمنا المشترك».


واعتبر العبدة أن «أبرز ما يميز المؤتمر مشاركة الشباب، فهناك أزيد من 60 شابا جاءوا من داخل سوريا وشاركوا فى الثورة»، وأضاف «هم إضافة نوعية، لأنهم القيادة الحقيقية للثورة وهم من يضحى ويعمل على الأرض، وعملنا الأساسى هو دعمهم».


ونفى العبدة نفياً قاطعا ما أشيع عن تشكيل مجلس انتقالى أو حكومة ظل تنتج عن المؤتمر، وقال «لن يتطرق المؤتمر إلى ما يسمى مجلس انتقالى أو حكومة ظل على الإطلاق. هذا غير موجود وغير مطروح فى برنامج المؤتمر». كما نفى وجود أى تمويل أمريكى أو غربى «هذا المؤتمر مؤتمر وطنى سورى وبتمويل سورى وبامتياز».


بدوره، قال النائب السابق فى مجلس الشعب ومعتقل الرأى السابق محمد مأمون الحمصى «كنا نتمنى أن يعقد المؤتمر فى بلد عربى، حاولنا بالقاهرة، لأنها قلب العالم العربى، لكن أخوتنا المصريين اعتذروا، ونحن نتفهم ذلك». وأسف الحمصى على «الصمت العربى بسبب المصالح والعلاقات». واعتبر أن موقف جامعة الدول العربية حيال الملف السورى «أعطى النظام مزيداً من الوقت.. ما يحصل فى سوريا شىء مخزٍ لا توازيه جرائم النازية والفاشية».


وشدد على أن أولوية المؤتمر «إيقاف حمامات الدم»، والتأكيد على «رفض التدخل العسكرى الخارجى»، مع ضرورة إيجاد آلية فورية لحماية المدنيين من جرائم القتل والإبادة التى يتعرض لها الشعب السورى.


أما الممثل الرسمى لجماعة الإخوان المسلمين فى سوريا ملهم الدروبى، الذى يتمتع بكاريزما سياسية ملفتة للانتباه، فشدد على أن جماعته تشارك بشكل رسمى فى المؤتمر «الجماعة جزء ومكون أساسى من الشعب السورى نتكامل مع الداخل وندعمه بكل ما نستطيع».


جاء ذلك رداً على سؤال «المصرى اليوم» حول دور الجماعة فى الثورة السوريةـ وعما إذا كان يعتقد أن لجماعته حضوراً فى الشارع السورى بعد تغيبها قرابة 30 عاماً. وأكد أن سبب عدم حضور المراقب العام الجديد للجماعة محمد رياض شقفة فعاليات المؤتمر هو تعرضه لحادث مرورى أدى لكسر ساقه.


إلا أن الدروبى لم يعط تبريراً مقنعاً لغياب المراقب العام السابق على صدر الدين البيانونى عن المؤتمر، والموجود حالياً فى اسطنبول، نافيا وجود أى خلافات بين أجنحة الجماعة، ما يسمى الكتلتين الحموية والحلبية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية