خيّم التوتر الأمنى على الأوضاع فى اليمن عندما عاش سكان العاصمة صنعاء ليلة جديدة على أصوات الرصاص المتبادل بين قوات الأمن والمسلحين من رجال زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر فى مواجهات أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والمصابين.
وذكرت مصادر من مستشفى الجمهورية أن المؤسسة تلقت 37 جثة خلال الليل غالبيتها لجنود من القوات الموالية للرئيس اليمنى على عبدالله صالح ولمقاتلين قبليين، واستمرت المعارك فى حى الحصبة بشمال صنعاء طوال الليل حسب سكان المنطقة.
وتزامن ذلك مع استيقاظ سكان العاصمة على أصوات قذيفتين استهدفتا مقر اللواء على محسن الأحمر الذى انضم إلى حركة الاحتجاج المعارضة للرئيس اليمنى، وذلك خلال المعارك الدائرة بين القوات الحكومية وأنصار «حاشد» والمستمرة على مدار يومين متصلين بعد انهيار الهدنة. وأكد مصدر مقرب من اللواء الأحمر أن القذيفتين سقطتا من الجهة الغربية خارج العاصمة على مقر الفرقة المدرعة الأولى بقيادة اللواء المنشق شمال ساحة التغيير، مركز حركة الاحتجاج فى صنعاء، وأسفر الحادث عن إصابة 4 من رجال اللواء الأحمر وتم نقلهم إلى المستشفى الميدانى.
وجاءت هذه التطورات عشية اتهام النظام اليمنى اللواء المنشق بالمشاركة فى المعارك الدائرة فى صنعاء مع القوات الحكومية إلى جانب أنصار «حاشد» وتهديده بقصف مقار المعارضة.
وفى سياق متصل، سيطر الغضب على عموم محافظة تعز من كل النواحى والمديريات والقرى وتم إعلان حالة العصيان المدنى، حيث تجمع آلاف المحتجين فى عدة مناطق لتسيير مظاهرات تهتف بسقوط نظام صالح ومحاكمته مع رموز نظامه المسؤولين عن أعمال القمع والقتل بحق المتظاهرين.
وفى واشنطن ، ندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر بـ«الهجمات العشوائية» التى تنفذها قوات الأمن اليمنية ضد المتظاهرين فى تعز، فيما أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون عن صدمتها إزاء استخدام القوة فى تعز، ودعت الرئيس اليمنى إلى التوقيع دون تأخير على خطة المصالحة التى اقترحتها دول مجلس التعاون الخليجى. وقررت إيطاليا الثلاثاء إغلاق سفارتها فى اليمن مؤقتا وسحب العاملين هناك بسبب المخاطر التى تهدد السفارات الغربية.