x

«نساء التحرير» يرفضن «أسف العسكري»: موقف متأخر ولم يعتذر عن قتل المتظاهرين

الثلاثاء 20-12-2011 23:00 | كتب: عزة مغازي |
تصوير : محمد هشام

رفضت معظم المشاركات في المسيرة النسائية، التي وصلت مساء الثلاثاء إلى ميدان التحرير، ما جاء في رسالة المجلس العسكري رقم 91 وإبدائه «الأسف» لنساء مصر تجاه ما سماها «التجاوزات» التي تعرضن لها خلال أحداث مجلس الوزراء.

كانت مسيرة نسائية شارك فيها عدة آلاف من السيدات والرجال، للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين وسحل المتظاهرات في اشتباكات شارعي «الشيخ ريحان» و«مجلس الشعب»، قد وصلت لميدان التحرير انطلاقا من دار القضاء العالي، مرورا بنقابة الصحفيين وشارع «طلعت حرب».

ورفض معظم المشاركين ما جاء ببيان المجلس العسكري من «أسف شديد لسيدات مصر العظماء لما حدث من تجاوزات في الأحداث الأخيرة»، حسب نص البيان.

وقالت منى أحمد حسن، مرشدة سياحية: «لا جديد في البيان، فهو يكتفي بإبداء الأسف عن التجاوزات التي يقوم بها في حق المواطنين، ولو أنه يأسف فعلا لانتهاك الأعراض وإراقة الدماء، لما أقدم على أي من أفعاله التي يشهد عليها الآن العالم أجمع».

ورأت منى أحمد في صياغة البيان «كارثة أخرى»، فهو: «يكتفي بإبداء الأسف وكأنه طرف مراقب، لا طرفا فاعلا تلوثت يداه بالدماء وأقدم جنوده على سحل وتعرية الفتيات»، حسب قولها.

ووجدت أماني الأمير، ربة منزل، في بيان «العسكري» «تجاوزا جديدا في حق من تعرضن للسحل، فهو يفصلهن عن غيرهن من المتظاهرين، ويعتبرهن استثناءً، ولم يعتذر عن إراقة الدماء».

ويرى محمد غريب، (57 عاما)، جاء من المنصورة للمشاركة في اعتصام مجلس الوزراء، أن البيان «محاولة جديدة للتضليل، من خلال المطالبة بالهدوء سعيا لإتمام الانتخابات البرلمانية، وكأن المتظاهرين يسعون لإعاقتها».

وبدأت هدى عبدالعظيم حديثها لـ«المصري اليوم» بالتأكيد على كونها «ست بيت ومش متعلمة»، لكنها رغم ذلك ترفض بيان المجلس العسكري، الذي تبادله المتظاهرون سريعا في الميدان، معتبرة أنه «حقنة مسكنة»، فالمجلس وفقا لرؤيتها «أبدى أسفه مرارا، لكنه رغم ذلك لم يتوقف سواء عبر الشرطة العسكرية أو المدنية عن قتل المتظاهرين واعتقالهم، وزاد عليها الآن سحلهم وتعريتهم».

وتساءلت: «ولما هو آسف كان عرّى البنت ليه؟ ولماذا يطلق يد أتباعه لنهش عرضها في الفضائيات وعلى الإنترنت؟».

وطالبت هدى المشير بأن ينزل بنفسه إلى الميدان حتى يعرف حقيقة من فيه من ثوار، مضيفة: «قولوا للمشير إنت سبت في كل بيت في مصر جرح».

وأكدت بقاءها في «التحرير» مع شباب الثوار حتى تتحقق مطالبهم ويتم تطهير مؤسسة الشرطة وكل المؤسسات الفاسدة في مصر.

أما المهندسة داليا بدر، المشاركة في المسيرة فقالت إن «رد الفعل في الميدان بعدما انتشر بيان المجلس العسكري هو السخرية والغضب، فالمجلس أصدر بيانه متأخرا جدا»، مرجحة أن يكون بيان «العسكري» «استجابة للضغط الشعبي الغاضب بعد نشر صورة الفتاة التي جرى سحلها وتعريتها على يد جنود من الجيش بلباسهم الرسمي، وبعد أن تحولت هذه الصورة إلى فضيحة دولية في حق المجلس».

وأضافت أن المجلس العسكرى «كان أولى به أن يعتذر عن قتل المتظاهرين المستمر منذ فجر الجمعة الماضي»، لكنه اعتبر تعرية الفتاة هو «الحدث الوحيد المستحق لأسفه».

وقالت:«عضو المجلس العسكري رفض أن يعتذر في المؤتمر الصحفي، وقال إنه سيبحث الأمر وقد يحقق فيه، قال هذا بمنتهى التعالي، لقد انتهى الأمر وإبداؤهم للأسف لا معنى له».

كان المجلس العسكري، قد أصدر بياناً على صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»، مساء الثلاثاء، يبدى فيه أسفه لسيدات مصر لما جرى خلال الاشتباكات الجارية بالقرب من ميدان التحرير.

كما طالب المجلس في البيان بـ«استعادة الهدوء لفترة زمنية»، حتى يتمكن من الكشف عمن سماهم «عناصر البلطجة المندسة والمأجورة التي تهدف في المقام الأول بجانب التخريب إلى الإساءة إلى الثوار».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية