x

انهيار الهدنة يعيد اليمن لأجواء الحرب القبلية

الثلاثاء 31-05-2011 20:14 | كتب: أيمن حسونة, وكالات |
تصوير : أ.ف.ب

فى الوقت الذى بدأت فيه مدينة تعز بجنوب اليمن فى تشييع جنازات 57 من ضحايا الهجوم على ساحة الحرية والذى قادته قوات الحرس الجمهورى، التى يقودها أحمد على صالح، نجل الرئيس اليمنى، انهارت الهدنة الهشة التى أنهت أياما من معارك الشوارع بين قبيلة حاشد النافذة فى اليمن وقوات الأمن التابعة للرئيس على صالح، مما يدفع البلاد مرة أخرى إلى أجواء الحرب القبلية.


قالت مصادر إن انفجارات عنيفة تدوِّى واشتباكات تدور بجانب وزارة الداخلية والشرطة العسكرية ومحيط منزل شيخ مشايخ قبيلة حاشد، الشيخ صادق الأحمر والمؤسسات الحكومية القريبة منه. وذكرت المصادر أن قوات على صالح أطلقت عشرات القذائف والصواريخ من جبل نقم على منزل الأحمر ومحيطه، مما أسفر عن انفجارات فى المنزل والمنازل المجاورة، وسقوط 3 قتلى فى صفوف أنصار الأحمر.


وأكدت المصادر أن إطلاق نار كثيفا مستمراً بين أنصار الأحمر وقوات الرئيس امتد إلى شوارع قريبة. وأفاد شهود عيان بأن أنصار للأحمر استعادوا مبنى وزارة الإدارة المحلية، وسيطروا على مبنى للحزب الحاكم فى حى الحصبة بالعاصمة صنعاء، فيما حاولت لجنة الوساطة بين أنصار الأحمر وقوات الرئيس صالح التدخل لإيقاف الاشتباكات ولكنها لم تنجح.


وتسببت المعارك الليلة قبل الماضية فى صنعاء فى إنهاء اتفاق الهدنة، الذى سرى فى مطلع الأسبوع وقتل أكثر من 115 شخصا الأسبوع الماضى، فى معارك دارت فى المدن بين الجانبين بالرشاشات وقذائف المورتر والقذائف الصاروخية فى أشرس معارك منذ بدء الاحتجاجات التى تطالب بتنحى على عبدالله صالح من الرئاسة قبل 4 أشهر.


جاء ذلك فيما أطلق الحرس الجمهورى النار على محتجين عند محاولتهم دخول ساحة الحرية فى مدينة تعز بجنوب البلاد مجددا ليبلغ عدد القتلى خلال الساعات الـ24 الماضية 57 شخصاً، إضافة إلى جرح نحو 1000 آخرين.


وقال نشطاء يمنيون إن المواجهات تواصلت بين القوات الحكومية والمتظاهرين فى تعز وسقط خلالها 3 قتلى، فيما بدأت المدينة فى تشييع جنازات القتلى، فيما دعت قوى المعارضة إلى تنظيم احتجاجات تشمل البلاد كلها خلال ساعات، احتجاجا «مجزرة تعز».


وفى الجنوب تحاول القوات الحكومية والسكان إخراج مقاتلى القاعدة ومتشددين إسلاميين آخرين من مدينة زنجبار الجنوبية التى سيطروا عليها فى مطلع الأسبوع، وقالت وكالة الأنباء اليمنية إن 21 جنديا يمنيا قتلوا فى الاشتباكات التى جرت بينما قصف سلاح الجو اليمنى بالقنابل المدينة الساحلية قرب خليج عدن ويعيش فيها نحو 20 ألفاً.


وقال سكان إن الجثث ملقاة فى الشوارع وأضرمت النيران فى البنك الوطنى اليمنى وأن الانفجارات تهز المدينة التى فر منها معظم سكانها.


واتهم زعماء المعارضة الرئيس صالح بالسماح بسقوط مدينة زنجبار فى أيدى القاعدة لإثارة القلق فى المنطقة فى مسعى من جانبه للحصول على مساندة.


وسياسيا، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى كاثرين اشتون أن استخدام القوة فى تعز باليمن قد «صدمها»، وكررت مطالبة الرئيس على عبدالله صالح بالتوقيع «فورا» على اتفاق انتقال السلطة بمبادرة من مجلس التعاون الخليجى. وقالت أشتون فى بيان: «آن الأوان الآن لتوقيع عرض وساطة مجلس التعاون الخليجى وتطبيقه، دون ذرائع جديدة». وينص هذا الاتفاق على تنحى الرئيس اليمنى الذى يحكم البلاد منذ 32 عاما. وقد رفض صالح الأسبوع الماضى توقيع هذا الاتفاق وحذر المعارضة من مغبة اندلاع «حرب أهلية».


وفيما ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن الخارجية البريطانية تعد ورقة محاكمة الرئيس اليمنى أمام محكمة دولية إذا ما استمرت قواته فى استهداف مدنيين فى اليمن، بينما هو يتمسك بالسلطة، كشفت منظمات حقوقية يمنية عن قيامها بإعداد ملف اتهام عاجل ضد الرئيس اليمنى وأركان حكمه يتضمن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية