x

احتجاجات لليوم السادس بالسودان.. والجيش يؤكد التفافه حول القيادة

الإثنين 24-12-2018 21:12 | كتب: اخبار |
مظاهرات في السودان - صورة أرشيفية مظاهرات في السودان - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

تتواصل الاحتجاجات الشعبية فى السودان لليوم السادس على التوالى رفضا لارتفاع أسعار الخبز وغلاء المعيشة، وشهدت مدينة المناقل بولاية الجزيرة، وسط السودان، مظاهرات حاشدة، أمس، بينما اعتقلت قوات الأمن عددا من المحتجين، كما تجددت الاحتجاجات فى الولاية الشمالية بمدينة عبرى، وتم إغلاق السوق الرئيسية بالمدينة.

وانطلقت مساء أمس الأول تظاهرات حاشدة من ملعب «الجوهرة الزرقاء» فى أم درمان، من قبل الجمهور الذى شهد مباراة الهلال السودانى مع الأفريقى التونسى، وندد الجمهور بالنظام الحاكم، على خلفية الأزمة الاقتصادية الخانقة التى تمر بها البلاد، وتوجه المتظاهرون من ملعب الهلال فى أم درمان، صوب العاصمة الخرطوم، وعبروا الجسر الرابط بين المدينتين على نهر النيل، وقال شاهد عيان من وكالة «رويترز» إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع، بعد أن أغلق المحتجون شارعا رئيسيا فى قلب العاصمة الخرطوم، فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، وأوضح أن المتظاهرين تجمعوا عقب المباراة وهتفوا قائلين: «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«حرية حرية»، وسط وجود كثيف لقوات الأمن التى طوقت الشوارع الرئيسية حول الملعب، ونشرت 30 شاحنة لقوات الأمن.

وأعلن الجيش السودانى موقفه من الأزمة، وأكد فى بيان، مساء أمس الأول، التفافه حول قيادته السياسية، وحرصه على مكتسبات الشعب وسلامة المواطن، وعمله ضمن منظومة أمنية واحدة ومتجانسة، وصدر البيان، عقب الاجتماع الدورى لقادة القوات المسلحة بالخرطوم.

وطالب أعضاء فى البرلمان السودانى بضرورة إجراء تحقيق عن قتل عدد من المتظاهرين، وطالب نائب رئيس قوى التغيير بالبرلمان، عبدالعزيز دفع الله، بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق فى مقتل بعض المحتجين، ومحاسبة الجهات التى وجهت بإطلاق الرصاص عليهم، واعتبر مطالب المحتجين مشروعة، وحق التظاهر مكفول بالدستور، بينما أعلن الحزب الشيوعى السودانى المعارض أن السلطات اعتقلت سكرتير الحزب بالخرطوم، بعد اقتحام منزله.

وأقر رئيس القطاع السياسى بحزب المؤتمر الوطنى الحاكم، عبدالرحمن الخضر، بالأزمة الاقتصادية فى السودان وقال: «ما حدث من احتجاجات، كانت من صنع أيدينا»، فى إشارة للحكومة والحزب، جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية، وأضاف الخضر، خلال اجتماعه مع اللقاء التنويرى لقيادات الحزب بولاية القضارف: «علينا ألا ندفن رؤوسنا فى الرمال ونواجه تداعيات تلك الأحداث، ونعترف بأخطائنا»، وأقر بوجود أزمة عميقة لا يمكن إنكارها، أرجعها إلى انفصال جنوب السودان، ونقلت عنه صحيفة «المجهر» السودانية، أن الحزب الحاكم لن يتنازل لأى حزب آخر عن أى دائرة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأوضح أن حزبه لديه تحالفات مع عدد من الأحزاب، سيعلنها خلال أيام.

بدوره، كشف نائب رئيس القطاع السياسى بالمؤتمر الوطنى الحاكم، محمد مصطفى الضو، عن دولة «لم يسمها» عرضت عليهم تقديم مساعدات عاجلة، تشمل القمح والوقود، مقابل قطع علاقات الخرطوم مع قطر وتركيا وإيران، وقال حسبما نقلت عنه صحيفة «آخر لحظة» السودانية، أمس، إن الدولة المعنية أعلنت جاهزيتها لحل أزمة السودان الراهنة، بشرط قطع العلاقات أولا مع تلك الدول.

وأعلن البنك السودانى المركزى طرح فئات جديدة للعملة «20 - 500» جنيه، يبدأ تداولها فى منتصف يناير المقبل، وذكر محافظ بنك السودان، محمد خير الزبير، أن تكلفة طباعة الفئات الجديدة بلغت 200 مليون دولار، وأقر بتدهور سعر الصرف، وارتفاع التضخم، وأكد وجود أموال فى خزائن بمنازل المواطنين، لا يرغبون فى إيداعها بالمصارف.

على صعيد متصل، استدعت وزارة الخارجية السودانية، السفير الكويتى لدى الخرطوم، بسام محمد مبارك القنيدى، على خلفية ما تناقلته وسائل الإعلام، حول طلب السفارة الكويتية، من مواطنيها عدم زيارة السودان، كما دعت الكويتيين الموجودين بالسودان لمغادرة البلاد، وذكرت وكالة السودان للأنباء «سونا»، أن السفير الكويتى أوضح أن هذا الإجراء لم يكون مقصودا به إشارات ذات بعد سياسى، أو أن الأوضاع فى السودان غير آمنة، والقصد منه تنبيه بعض المواطنين الكويتيين، الذين يأتون إلى السودان دون علم السفارة، لممارسة أعمال خيرية، أو للصيد والتجارة، لوجود أحداث فى بعض الولايات، وحتى لا تتعرض حياتهم للخطر.

كما حذرت السفارة السعودية فى الخرطوم، أمس، رعاياها من التواجد بمناطق الاحتجاجات والاحتكاك بالمتظاهرين، ونشرت أرقام هواتف وطلبت من رعاياها التواصل فى حالات الطوارئ.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية