x

ورشة عمل «الصحافة الأورومتوسطية»: أوروبا تساند الدول العربية فى التحول الديمقراطى.. وإشادة بـ«ثورات» المنطقة

الثلاثاء 31-05-2011 18:40 | كتب: شارل فؤاد المصري |
تصوير : حسام فضل


أدت التغيرات التى يشهدها النظام الدولى، سواء على المستوى الاقتصادى أو السياسى إلى حتمية إعادة إحياء العلاقات الأورومتوسطية، ومع انطلاق «الاتحاد» من أجل المتوسط الذى انطلق فى قمة باريس يوم 13 يوليو 2008 ومع الدفعة التى أحدثتها عملية برشلونة والتوقعات التى أيقظها مولد الاتحاد من أجل المتوسط البواعث من وراء هذا المشروع كانت ومازالت موجودة وأكثر إلحاحاً، عقدت اللجنة الدائمة الأورومتوسطية للسلطة المحلية والإقليمية بالتعاون مع المعهد العالى للصحافة فى باليرمو بإيطاليا والمركز المتوسط للدراسات الثقافية ملتقى إعلامياً فى الفترة من 2-6 مايو الماضى بمدينة «مازارا» بجزيرة صقلية جنوب إيطاليا، بهدف توثيق الروابط بين الشعوب المتوسطية وإرساء الحوار بين الثقافات والحضارات والأديان.


الملتقى الإعلامى ناقش مسألة الشراكة الأورومتوسطية وآليات الاتحاد الأوروبى، إلى جانب تأثير السياسة الأوروبية على بلدان المتوسط الجنوبية والشرقية. كما تم تقديم حصيلة الشراكة الأوروبية المتوسطية وبخاصة عملية برشلونة.


من جانبه، قال المستشار عدلى حسين، النائب الأول للجنة الشراكة الأورومتوسطية، إن منطقة الأورومتوسطية والعالم بأسره سيدخل مرحلة جديدة بعد مقتل أسامة بن لادن قائلاً: «لا نعرف كيف ستكون الأمور!».


وأضاف: إن رجال الإعلام سيقع عليهم عبء كبير جداً فى قيادة الرأى العام والتغيير والتبصير والأخذ بيد العالم إلى بر الأمان.


وطالب حسين الصحفيين بأن يقوموا بهذا الدور، الذى وصفه بالخطير وتحديداً فى هذه الأيام، خاصة أن ما يدور فى العالم العربى يلقى بتأثيراته على كل دول العالم.


وأكد حسين أهمية الإعلام والمهنية والحرفية فى تناول الموضوعات قائلاً: إن الإعلاميين يحتاجون إلى ضمانات فى الحصول على المعلومات وعلى قدر من الحصانة يحميهم حتى لا يتعرضوا لمشكلات قد تؤدى إلى المساس بحياتهم.


وأضاف أن الإعلام يساهم فى تكوين الأساس الصحيح للديمقراطية فى البلدان النامية، لأنه يجب أن يكون للناس الحق فى اختيار حكوماتهم ومصيرهم وشكل الديمقراطية التى يرغبون فيها وأن يكون لهم الحق أيضاً فى حماية تاريخهم.


وأضاف أنه يجب أن تتم خدمة الناس دون تمييز، من خلال الأفكار والآراء التى يطرحها الإعلاميون لمجتمع مفتوح وضرورة احترام الاختلاف، وقال حسين: إن أجيالاً جديدة تتكون الآن على ضفة المتوسط تتطلب توعية وثقافة جديدة ومختلفة.


وأعرب عن مخاوفه إزاء توسع الاتحاد الأوروبى فى اتجاه الشرق، خاصة أن الاعتمادات المالية المرصودة من جهته لبلدان شرق أوروبا تقدر بنحو 41 مليار يورو مقابل 6 مليارات تقريباً فقط لبلدان الجنوب.


ورشة العمل التى تم عقدها حول «الصحافة الأورومتوسطية» وشاركت فيها «المصرى اليوم» والوفد والأهرام والأخبار والجمهورية ووكالة الأنباء التونسية، تناولت موضوعات مختلفة، مثل دور الجمعيات الأورومتوسطية والاتحادات من أجل المتوسط ومعاهدة برشلونة والمقارنة بين الصحافتين العربية والأوروبية.


من جانبه، قال فرانسيسكو ساماريثانو، رئيس الجانب السياسى فى اللجنة الأورومتوسطية للشراكة «كوبيم»، إن هذه الورشة تعد تجربة نخطط لأن يتم تحويلها إلى منهج تتم دراسته لمنح درجة الماجستير، على أن تعقد كل عام فى «مازارا» وتكون مفتوحة أمام الصحفيين من الدول الأخرى، مشيراً إلى أن هذه المبادرة ما هى إلا إحدى الإشارات العديدة التى تحترم مشاعر الصداقة التى يكنها القائمون على «كوبيم» لدول شمال أفريقيا. كما أشاد المشاركون بالثورات التى اجتاحت البلاد العربية التى تتطلع إلى الحرية والديمقراطية.


وأكدوا أن أوروبا تساند هذه الدول فى مسارها الانتقالى نحو الديمقراطية ولا تريد أن تصدر ديمقراطية بعينها أو نموذجاً محدداً ولكن على كل دولة أن تختار ما يناسبها.


وأشاروا إلى أنه يجب ألا تأخذ الفترات الانتقالية نحو الديمقراطية وقتاً طويلاً، مع حث بلدان جنوب المتوسط على أن تجد حلولاً سريعة لإنجاح ثوراتهما والحفاظ على مكتسباتها.


وفى مبادرة من المستشار عدلى حسين تقرب وجهات النظر فى حوار الأديان اقترح أن تقوم مؤسسات المجتمع المدنى لدول حوض البحر المتوسط بدور الوسيط فى استئناف الحوار بين الأديان بين الشرق والغرب وتقريب وجهات النظر بشأن استمرار الحوار الذى كان قد تعرض لأزمة شديدة فى الآونة الأخيرة بعد تصريحات بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر واعتراض مؤسسة الأزهر عليها واعتبارها تدخلاً فى الشأن السياسى الداخلى.


يذكر أن مؤسسات المجتمع المدنى اتفقت على الابتعاد عن الدخول فى العقائد والاقتراب من نقاط الاتفاق بين الأديان وأن يتم تعزيز التواصل تحت مسمى حوار الثقافات.


كما تم الاتفاق على توجيه الجزء الأكبر من الاهتمام فى هذا الشأن إلى فئة الشباب بعقد ندوات مشتركة ومعارض ومؤتمرات ومسابقات ثقافية ورياضية.


وفى هذا الشأن رحب المطران ماجافيرو، أسقف «مازارا» بالفكرة وأعلن عن استعداده لرعاية واستضافة المؤتمر التنسيقى الأول، مؤكداً أمله فى أن يتفهم العالم الإسلامى هذه الخطوة بحسن نية من جانب بابا الفاتيكان.


يذكر أن ورشة عمل الملتقى الإعلامى دارت فيها نقاشات طويلة، كان أهمها السؤال الذى تم توجيهه للمطران ماجافيرو حول مقتل أسامة بن لادن من قبل الأمريكيين، حيث انتقد ذلك بقوله: «إن الثأر لا يحقق عدلاً».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية