قبل أشهر من تنازله عن العرش، أعرب إمبراطور اليابان، أكيهيتو، عن «ارتياحه العميق»، لأن الفترة التى كان فيها إمبراطوراً لم تشهد حروبا، مشيراً إلى الأرواح التى زهقت خلال الحرب العالمية الثانية، بينما قدم أكثر من 75 ألف شخص احتشدوا فى القصر لتقديم التهنئة له فى عيد ميلاده الـ85 الذى حلّ أمس.
وفى خطاب سجل مسبقاً بمناسبة عيد ميلاده الـ85، أشاد الإمبراطور بالشعب اليابانى والإمبراطورة ميشيكو التى بقيت إلى جانبه 60 عامًا فى القصر، وألقى أكيهيتو خطابا لعشرات الآلاف الذين قدموا لتهنئته بعيد ميلاده، ملوحين بأعلام البلاد وهم يرفعون هواتفهم الذكية لتصويره وهو يقف رفقة زوجته وأكبر أبنائه الأمير ناروهيتو وأفراد العائلة الإمبراطورية فى شرفة القصر. وذكر البلاط الإمبراطورى أن القصر شهد احتشاد 75490 شخصًا وهو أكبر عدد يحضر عيد الميلاد خلال عهد أكيهيتو الممتد منذ 3 عقود والمعروف بعهد «تحقيق السلام».
وتحدث الإمبراطور عن الحرب العالمية الثانية و«عدد الضحايا الذى لا يحصى» خلال النزاع الذى أطلقته اليابان باسم والده هيروهيتو الذى توفى فى 1989، وأكد أهمية تعليم التاريخ للأجيال الصاعدة «بدقة»، وقال: «أعتقد أنه من الأهمية بمكان ألا ننسى أن عددا لا يحصى من الأرواح زهقت خلال الحرب العالمية الثانية وأن السلام والازدهار تحققا فى اليابان ما بعد الحرب بفضل التضحيات والجهود التى بذلها الشعب اليابانى وأنه يجب نقل هذا التاريخ بدقة إلى الأجيال التى ولدت بعد الحرب».
وأضاف: «أشعر بارتياح كبير لأن العهد الإمبراطورى الحالى تشارف على نهايته فى اليابان دون حروب». وقال: «إن قلبى مع من فقدوا أفرادا من أسرهم أو أحباء لهم أو من تكبدوا خسائر ويعانون الآن فى حياتهم» فى إشارة لضحايا الكوارث الطبيعية. وسيعتلى ناروهيتو، الابن الأكبر للإمبراطور أكيهيتو، عرش اليابان خلفا لوالده فى أول مايو المقبل، وأكد أكيهيتو أن حكمه اتخذ شكل سعى لتحديد دور الإمبراطور كرمز للدولة، بموجب الدستور السلمى للبلاد.
وأكيهيتو الذى ولد فى 23 ديسمبر 1933، أول إمبراطور اعتلى العرش بموجب دستور 1947 الذى أملته الولايات المتحدة بعد هزيمة اليابان، وشكر الإمبراطور الإمبراطورة ميشيكو التى كانت «من عامة الشعب واختارت هذه المسيرة إلى جانبى وطوال 60 عاما خدمت بإخلاص العائلة الإمبراطورية وشعب اليابان». وخضع الإمبراطور لجراحة فى القلب وعلاج من سرطان البروستاتا، وآخر مرة تخلى فيها إمبراطور يابانى عن العرش كانت عام 1817.