بدأت قوات الأمن الفرنسية انتشارها فى العاصمة باريس وعدد من المدن الحيوية، الجمعة، استعدادا للجولة السادسة من مظاهرات أصحاب «السترات الصفراء» التى تواصل احتجاجاتها على غلاء المعيشة وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
أخبار متعلقة
وأطلقت دعوات للتظاهر فى 3 أماكن فى باريس، فى ساحات «ليتوال» و«الأوبرا» و«لاديفونس» وأيضاً، أمام «قصر فرساى» الذى أغلق أبوابه خوفا من تعرضه للتخريب وأعمال السلب والنهب خلال الاحتجاجات المقررة اليوم.
وبدا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون غير سعيد رغم احتفاله أمس بعيد ميلاده الـ44، بينما يحاول احتواء الاحتجاجات، فكتب رسالة طويلة نشرها على موقع «تشينج»، يستعرض فيها الإجراءات الحكومية التى أطلقها الأسبوع الماضى، من دون أن يتردد فى دعوة بريسيلا لودوسكى، التى كانت وراء إطلاق حملة توقيعات على التماس ضد الضريبة جمعت 1,15 مليون توقيع، للاتصال به عن طريق البريد الإلكترونى.
وكان الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون ردّ فى وقت سابق على المتظاهرين المحتجين على زيادة الضريبة على الوقود بالقول «أنتم على حق».
ووصف ماكرون الالتماس الذى يورد عدة طرق لمحاربة التلوث الناتج عن الوقود الأحفورى من دون الحاجة إلى زيادة الضرائب بأنه «تشريع المواطنين».
وكتب ماكرون متوجها إلى من وقعوا الالتماس بالقول: «تلقيت رسالتكم، وأنا أجيب عليها بشكل مباشر، أنتم على حق».
وذكّر الموقعين بأن حكومته ألغت الضريبة، وأنه لا زيادة فى أسعار الوقود أو الكهرباء خلال فصل الشتاء.
على المستوى العملى، صادقت الجمعية العامة الفرنسية (البرلمان) على إمكانية أن تدفع الشركات مكافأة استثنائية معفاة من الضرائب للموظفين الذى يتقاضون حتى 3600 يورو، وهى إحدى التدابير الطارئة استجابة لحركة «السترات الصفراء».
وأقر هذا التدبير بغالبية كبيرة استجابة لقرار الحكومة تشجيع الشركات على منح حتى 31 مارس، هذه المكافأة المعفاة من الضرائب بالكامل حتى ألف يورو ويستفيد منها الموظفون الذين يتقاضون أقل بثلاث مرات من الحدّ الأدنى للأجور أى أن يصل إلى 4563 يورو مجمل دخلهم قبل الضرائب والاقتطاعات فى العام 2019.
ويمكن لربّ العمل أن يقرر بشأن منح هذه المكافأة حتى 31 يناير.
واعتبرت وزيرة العمل مورييل بينيكو أن هذه المكافأة «لا تحلّ كل المشاكل، بالطبع، لكن يستفيد منها أكثر الموظفين تواضعاً».
وفيما أكد ماكرون أن خفض استهلاك الوقود الأحفورى الذى يساهم بالتغير المناخى هو ضرورة، أضاف أنه «لا يجب أن يتعارض حل مشكلات العالم مع حل مشكلات نهاية الشهر»، فى إشارة إلى غضب حركة «السترات الصفراء» حول كلفة المعيشة فى فرنسا وصعوبة تأمين الاحتياجات الأساسية.
وبعد أسابيع من الاحتجاجات كل سبت فى كل أنحاء البلاد التى تخلل بعضها أعمال عنف وأسفرت عن 9 قتلى، أعلن ماكرون مزيدا من التنازلات، من بينها زيادة 100 يورو لخمسة ملايين يتقاضون الحد الأدنى من الأجر وإلغاء ضريبة مقررة على رواتب المتقاعدين.
ومن المتوقع طرح هذه التنازلات فى الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ للتصويت قبل عيد الميلاد.
