فى أول رد فعل على خطاب المجلس العسكرى، خرج مئات من طلاب جامعة القاهرة فى مسيرة إلى ميدان التحرير، منددين بما حدث من عنف من المجلس العسكرى ضد المتظاهرين، فيما استنكر سياسيون بيان «العسكرى» ووصفوه بـ«البائس» و«الشبيه ببيانات مبارك».
تظاهر مئات الطلاب فى جامعة القاهرة ردا على خطاب المجلس العسكرى حول أحداث مجلس الوزراء وشارع قصر العينى، منددين بما حدث من عنف من المجلس العسكرى ضد المتظاهرين، وطاف المتظاهرون أرجاء الجامعة لحث زملائهم على الانضمام إليهم، رافعين لافتات: «يسقط يسقط حكم العسكر» و«اقتل واحد اقتل 100 ثورتنا ثورة شعبية»، رافعين صور شهداء الأحداث وعلم مصر، مرددين هتافات ضد المجلس العسكرى: «قتلوا شيخنا وقتلوا مينا.. آدى جيشنا اللى بيحمينا» و«ارحل يا طنطاوى وارحل يا عنان» و«خمسة ستة.. فساد فى كل حتة» و«يا زمايلنا ضموا علينا الحرية ليكو ولينا» و«سامع أم شهيد بتنادى مين هايجيب حق ولادى». وعقب تنظيم المسيرة داخل الجامعة، خرج الطلاب فى مسيرة إلى ميدان التحرير.
ومن ناحية أخرى، قال جورج إسحاق، المنسق العام الأسبق لحركة «كفاية»، إن المؤتمر الصحفى وخطاب اللواء عادل عمارة جاء «بائسا» للغاية وغير متوازن، «وكنت أتمنى منه عرض صور الشباب الذى تم ضربه وسحله بمنتهى العنف والقسوة والهمجية»، مشيرا إلى أن اللواء عمارة بسبب تبريره للعنف المفرط وهجومه على الثوار يزيد من مشاعر العداء للمجلس العسكرى فى الشارع المصرى، كما أن أضعف الإيمان عرض جانبى الحقيقة وليس عرض وجهة نظر أحادية.
وقالت الناشطة السياسية، أسماء محفوظ، إن خطاب اللواء عادل عمارة لا يختلف كثيرا عن خطابات الرئيس السابق مبارك، ويحتوى على المصطلحات نفسها مثل: «طرف ثالث وبلطجية وتخريب»، مشيرة إلى أن المؤتمر الصحفى اتسم بالديكتاتورية والغطرسة اللتان تعكسان حالة الضعف لدى المجلس العسكرى.
وأكدت «محفوظ» أن كل تلك الاتهامات الموجهة للثوار يعتبرونها ثمنا للحرية، لأن الذى يستطيع التضحية بحياته من أجل حرية وطنه لن يهتم بالاتهامات التى يتم إطلاقها ضده، وأضافت: «أتوقع انقساما فى ردود الأفعال بعد هذا المؤتمر بين أبناء الشعب، لكننى واثقة فى وعى الناس وقدرتهم على النزول مرة أخرى للمطالبة بالحرية».
من جانبه، اعتبر محمد الخولى، الخبير الإعلامى، عضو المجلس الاستشارى، أن بيان المجلس العسكرى حول الأحداث يؤكد تمسكه برؤيته وروايته لما حدث يوم الجمعة الماضى، بأنها بدأت بمناوشات بين المعتصمين وأحد الضباط المكلفين بحراسة مجلس الشعب. وأضاف «الخولى»: «ما يثير علامات الاستغراب فى الخطاب هو الإصرار على وجود طرف ثالث وأصابع خفية، وهذا يمثل عملية تبرئة مما حدث حتى للفاعل الحقيقى».