عندما استوقفت السيارات فى إحدى إشارات قصر النيل، ظنها البعض «شَحَّاتة»، لكن مظهرها لم يعكس هذا، فالفتاة التى بدأت عامها العشرين ألحت فى طَرْق زجاج السيارات، ورغم الإهانات والتوبيخ الذى تعرضت له، واصلت محاولاتها، ومع كل استجابة كانت تشعر بأن جهدها لن يضيع هباء. «داليا علاء» استقبلت عبارات الاستهجان التى تلقتها من أصحاب السيارات وأكثرها: «ملكيش أهل يربوكى» بابتسامة
وإجابة: «بالعكس أنا باعمل كده عشان ربونى وعارفة إن الساكت عن الحق شيطان أخرس».. ثم تبدأ فى تعريف محاورها بهدفها من النزول إلى الشارع وهو حسب ما قالت: «عايزة أعرّف الناس بحقوقها وحقوق المتظاهرين التى ضاعت على يد ضباط الجيش». محاولات «داليا» لم تكن مفردة، بل صاحبها عدد من أصدقائها، انشقوا عن مسيرة خرجت من أمام كلية طب عين شمس حزنا وتأبينا لشهيد الجامعة علاء عبدالهادى والشهيد الشيخ عماد عفت، لكن «داليا» وعدداً من أصدقائها ضلوا طريقهم فإذا بهم فى التحرير، ومنه إلى قصر النيل، واستغلوا الزحام وتوقف المرور على الكوبرى فى تحويل الإشارة إلى درس فى حقوق المتظاهرين.