فجر، الثلاثاء الماضي، طلبت السيدة نعمات عبدالرحيم، 80 عامًا، من ابن شقيقتها أحمد رضوان، سمكرى سيارات، الحضور إلى منزلها في منطقة بولاق الدكرور بالجيزة، بغرض مساعدته بإعطائه حذاءين جديدين «تعالى حبيبي خد رزق العيال»، حضر ابن الأخت في منتصف الليل، ليرد جميل الخالة له، بالقتل والسرقة «ضربها بإيد الهون، وسرق حلقها الذهبى، ونحو 2000 جنيه»، بحسب شريف أحمد، حفيد المجنى عليها، لـ«المصرى اليوم».
أخبار متعلقة
اشتبهت الشرطة في «شريف»، موظف بمرور فيصل، بادئ الأمر، ليحتجز 8 أيام: «كنت بقول للضباط نعمات تبقى أمى وليست جدتى، لا يمكن أكون قتلتها»، رجاء ردده حفيد نعمات كثيرًا حتى ألقى بالقبض على المتهم، الذي اعترف بجريمته: «ابنى يحتاج إلى علاج بـ900 جنيه كل 10 أيام، يعانى من نقص وصول الدم إلى المخ، ويحتاج إلى تنشيط للدورة الدموية».
ذهبت «نعمات» إلى قدرها بقدميها، فكانت يوم الجريمة تجلس في شقة حفيدها «شريف»، المتزوج ولديه 3 أطفال، والذى يقطن معها بذات العقار: «أرجوكى شكلك مريضة، نامى عندى»، يؤكد حفيد المجنى عليها أنه بالفعل أحضر «بطانية» ليغطى جسد جدته المريضة بالسكرى: «يا ستى عندى بدل السرير تلاتة».
لتصر صاحبة الـ80 عامًا على عودتها إلى شقتها بالطابق الثانى: «يا ابنى أنا لا أخلد إلى النوم سوى في فرشتى كما تعودت، المهم تخلى بالك من زوجتك وأولادك»، هكذا ودعت المجنى عليها الجميع.
حضر المتهم «أحمد» من منزله في منطقة أبوقتادة، في تمام الواحدة صباحًا، طرق باب خالته طرقًا خفيفًا، كما روى هو نفسه خلال تمثيله الجريمة: «فتحت خالتى الباب، وأخذتنى في حضنها كالعادة، ورحبت بى»، من فوره قال المتهم للعجوز المُسنة: «أريد مبلغًا من المال 1000 جنيه أو 500 جنيه أي شىء لأجل ابنى المريض، ممكن يموت منىّ».
باغتت المجنى عليها ابن شقيقتها سمكرى السيارات: «أنا ابنى مات بالسرطان، ولا أستطع إنقاذه بمليم»، قال المتهم ذلك وهو يمثل الجريمة، ويستمع «شريف» إلى اعترافاته، وبكى جدته: «أبويا وأمي انفصلا وعمري 4 سنوات، وهى التي ربتني، كانت تجرى ورائي في الشارع بالأكل، وتحملني إلى الحضانة والمدرسة».
حرصت المجني عليها على توثيق ذكرياتها مع عائلتها، فهذه صورتها مع زوجها وابنها والد شريف الذي مات بالسرطان، قبل عامين، وهذه صورتها مع شقيقتها صباح، والدة المتهم: «انظروا كانت جدتي تحرص على ارتباطها بالعائلة، لتقتل على يد ابن شقيقتها!»، يقول «شريف» متأثرًا عندما رأى السرير الذي كان ينام عليه إلى جوار جدته «قبل زواجي كنت أنام هنا».
اتهم سمكرى السيارات خالته المجنى عليها بـ«البخل»، وقال إنها حريصة على كل جنيه «بتخاف تصرف قرش من فلوسها»، فيما نفت «أم أحمد»، زوجة حفيد المجنى عليها، الأمر قائلة: «أحيانًا كنا نقترض منها أموالاً، ولم تبخل علينا».
كانت «نعمات» تقبض معاشًا شهريًا بدلاً من ابنها «موظف» المتوفى بالسرطان، بخلاف قيمة إيجار شقق سكنية، لذا أضحت مثار طمع الكثيرين، يقول وليد عادل، وهو ابن شقيقة الضحية المسنة، إن المتهم أحمد ذات مرة سرق من شقة خالته أسطوانة غاز «تصور أنه بإمكانه سرقتها كل مرة».
حلت الشرطة لغز الجريمة، عن طريق التوصل إلى محل صاغة، باع المتهم له الحلق الذهبى الخاص بالمجني عليها بمبلغ 4300 جنيه، يقول صاحب المحل إن المتهم كان في غاية الرعب «لم يفاصل معي في قيمة البيعة، أخذ الفلوس وهرول».
تقابل الحفيد «شريف» مع المتهم بقتل جدته، وهو خاله في ذات الوقت، داخل حجز قسم شرطة بولاق، سأل «الأول» المتهم عن سبب حضوره إلى القسم: «إيه اللى جابك هنا؟».. ليجيبه المتهم: «عادى اشتبهوا فىَ زيك بالظبط»، بعد دقائق استمع شريف لاعترافات المتهم ليثار غاضبًا: «لو كنت أعرف إنك القاتل كنت تخلصت منك، قتلت أمي وكل حاجة بحياتي».
عندما أجرت الشرطة تحقيقاتها مع الحفيد كان بسبب مشاجراته الأخيرة مع المجني عليها: «كنت اتعصبت عليها في مرة، وحطمت لها خلاطا كهربائيا، وعقب ذلك احتضنتها وصالحتها».
وقال «وليد» في شهادته للنيابة العامة، إنه كسر باب شقة خالته واكتشف جثتها مسجاة على الأرض»، فكان الجميع يطرق بابها لمدة يومين دون إجابتها، ولم يعثروا على أداة الجريمة، ليقول المتهم إنه ألقى بها «يد الهون» من أعلى أحد الكباري، وأرشد عن ملابسه «سويت شيرت» الملطخة بدماء العجوز، لتأمر النيابة بمضاهاتها بدماء المجني عليها والمتهم، وتطلب تقرير الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة.
