ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كلمة رسمية، الاثنين، أمام لجنة الخارجية والأمن بالكنيست يلخص فيها نتائج زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، وأكد فيها أنه حاول أن يعبر عن القضايا محل إجماع القوى السياسية في إسرائيل أثناء إلقاء خطابه أمام الكونجرس.
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في كلمته أمام لجنة الخارجية والأمن، من سيطرة جماعات إرهابية إسلامية على شبه جزيرة سيناء. وقال: «تواجه مصر صعوبات حقيقية في بسط سيادتها على سيناء، والسيطرة عليها.. وقد رأينا ذلك في الانفجارين الذين ضربا خط تصدير الغاز. والواقع أن جماعات الإرهاب الدولي صارت تمرح في سيناء، ويزداد نشاطها على المنطقة الحدودية بين سيناء وقطاع غزة».
وتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي، خلال كلمته، للثورات التي يشهدها العالم العربي، وقال: «هناك حالة اضطراب هائلة في جميع أنحاء العالم العربي، ويجب أن ندير سياساتنا بشكل مسؤول. فنحن لا نعرف ماذا سيحدث في هذه الدول، لكننا نرحب بالاتجاهات الديمقراطية، وإن كنا لا نعرف متى وكيف سيحدث ذلك».
وعبر نتانياهو عن قلقه من «تحالف حركة حماس مع حركة الإخوان المسلمين في مصر، مشيرا إلى أن حركة حماس بدأت تنقل نشاطها من دمشق إلى القاهرة، نتيجة الاضطرابات التي يشهدها الشارع السوري، ويوفر لهم الإخوان المسلمون مجالا للحركة، بعدما بدأوا يلعبون دورا كبيرا في أعقاب نجاح الثورة المصرية. واختتم نتانياهو كلمته بالتأكيد على أن إسرائيل تشعر بالقلق من التطورات الإقليمية التي تجري حولها، خاصة في مصر والأردن».
من جانبه، قال اللواء محمود خلف، الخبير العسكري، إنه ليس من حق أي من المسؤولين الإسرائيليين الحديث بهذا الشكل عن سيادة مصر وأمنها، موضحا أن قادة إسرائيل وفي صدارتهم نتانياهو تعودوا على هذه اللهجة الاستفزازية والتصريحات العدوانية تجاه مصر بعد الثورة، وأشار إلى أن هذه اللهجة إنما تعبر عن الحالة النفسية السيئة التي تمر بها إسرائيل حكومة وشعبا بعد تزايد الموجات الثورية في العالم العربي خاصة مصر، على الرغم من تأكيدات المجلس العسكري بالتزام مصر بتعهداتها أمام المجتمع الدولي، وأكد أن هذه التصريحات تأتي ضمن خطة إسرائيلية لتشويه صورة مصر الثورة أمام المجتمع الدولي.
وأضاف خلف في تصريحاته لـ «المصري اليوم» أن عبارات نتانياهو وكلامه غير موضوعي ولا يعبر عن حقيقة ما تشعر به إسرائيل تجاه الأوضاع الأمنية في سيناء، مؤكدا أن إسرائيل لم تقم بأي استنفار أمني على الحدود، قائلا: «لو كان المسؤولون في إسرائيل قلقين بشأن ما وصفوه زيادة النشاط الإرهابي في سيناء لقاموا بدفع قواتهم على الحدود ورفع درجة الاستنفار الأمني في هذه المنطقة، وهذا تصرف كانت ستقوم به أي دولة في نفس الموقف، لكن هذا لم يحدث».
وأشار إلى أنه لا يمكن الفصل بين خطاب نتانياهو أمام الكنيست الإسرائيلي وخطابه أمام الكونجرس وكذلك خطاب أوباما، موضحا أنها مجرد خطابات وتصريحات لطمأنة الشعب الإسرائيلي الذي أصبح يقف أمام مستقبل لا يحمل له مؤشرات جيدة في ظل الثورة المصرية والاحتجاجات السورية التي تهدد بسقوط النظام السوري والمجيء بسلطة إرادة شعبية.
وقال الدكتور إبراهيم البحراوي، أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، إن مواقف نتانياهو وتصريحاته محاولة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة لتشويه صورة الثورة المصرية أمام العالم، مؤكدا أن نتانياهو يحاول إقناع أوروبا وأمريكا بأن هذه الثورة ستجلب نظاما على غرار النظام الإيراني، وبالتالي يجب أن تتوقف دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن تقديم المعونات والمساعدات لمصر.
وأضاف البحراوي «أننا سنرى خلال الفترة القادمة عدة محاولات أخرى من الجانب الإسرائيلي لصنع رأي دولي معادٍ للثورة والشعب المصري»، موضحا أنه يجب أن نكون واقعيين فالتفجيرات والعمليات الانتحارية تحدث داخل إسرائيل وأمريكا وليست سيناء هي المكان الوحيد الذي وقعت فيه، قائلا: «نحن نمر بفترة تتسم بدرجة من الانفلات الأمني في أنحاء الجمهورية وليس سيناء فقط وبالتالي يجب أن تتحرك قوى المجتمع لفرض سيادة القانون في كل الأراضي المصرية ومن ضمنها سيناء».