التقى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، مسؤولي لجنة البر على مستوى كنائس وإيبارشيات الكرازة المرقسية.
وعُقد اللقاء بمسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وتضمن كلمة للبابا عن «الأبوة والعمل الاجتماعي» وقال فيها إن العمل الأول للأب الكاهن أن يكون قائدا للعمل الروحي بكل أشكاله بروح الأبوة، فمن الممكن أن يكون الأب الكاهن متعدد المواهب في أنشطة كثيرة كالوعظ والافتقاد والألحان لكن ما يبحث عنه الإنسان في الأب الكاهن هو الأبوة والرعاية بكل صورها.
في بعض الأحيان تختلط المعاني بين الأبوة والشعبية التي كضربة شيطانية، فبعض الآباء الذين وقعوا في كسر القوانين وعدم الطاعة قد استندوا على شعبيتهم. الأبوة عمل به تنفتح السماء أما الشعبية وكأنك تطيح بمكانتك بعيدا عن السماء فالمسئولية الروحية والأبوية هي التي تحفظ روح الكنيسة والخدمة.
أما بالنسبة للمسئولية الأجتماعية: فالكنيسة تخدم المجتمع التي فيه دون النظر لأي إعتبار آخر. وتتشكل خدمة المجتمع داخل الكنيسة لكن ما يدمرها هو الذات والرعاية الجتماعية لكيما تنجح يحتاج الأنسان أن يتخلى عن ذاته فالله يستخدمنا ليس لفضل منا لكننا اداة لخدمة المجتمع نحن يد الله والفضل يرجع لصاحب اليد.
من يتصدى للعمل الأجتماعي ينبغي أن يتخلى عن ذاته وان يكون له تمام اليقين إنه مجرد وسيلةُ.
نحن مجتمع نامي ومصر بها مشاكلها الأقتصادية والكنيسة جزء من هذا المجتمع وتتأثر به.والعمل الأجتماعي يحتاج دائما أن نعمل «معا» وهي كلمة لطيفة جدا بحسب
حروفها نقسمها لثلاثة عناصر:
1/ الميم: محبة حقيقية بعيدة عن ذات الأنسان محبة المسيح التي أنسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا ...فهي الوقود والدافع ...حقيقية وليست إجتماعية أو خارجية لكنها من الداخل ... نشعر بضعفاتهم ونشاركهم آلامهم
2/ العين: علاقات التعاون، فنحن جسد المسيح الواحد نتعامل مع الجميع في كل المستويات لكن أهمها أن تكون علاقات تعاون نقية وسليمة. في التاريخ الكنسي لو كان هناك عطية مالية عليها علامة إستفهام كانت تستخدم لشراء حطب لفرن الكنيسة ولا تقدم للناس.فأحيانا العطية المالية يكون بها بركة لأن ورائها محبة وتخلو منها عندما لا يوجد محبة. فالعطية ليست بالقدر المالي لكن بالبركة ...فلا تفرح بأي عطية.
3/ الألف: أمانة. الأمانة الشديدة جدا فيما يقدمه المسؤول عن الخدمة الإجتماعية. إنتبهوا فمن الممكن إن يكون هناك أصحاب مصالح وتعامل الكنيسة لا يصح أن يكون فيه ذلك. أمانة كاملة فهذه عشور وتبرعات فهذه أموال مقدمة في صورة عبادة. فهي موجهه لله مباشرة فأنت مجرد ساع بريد. ليس لنا حرية التصرف بها حسب الهوى الشخصي فهي لا تخصك. الأمانة هي الكلمة الحاكمة في كل مسئوليتنا في الوقت والصلوات والعلاقات والمعاملات والأعترافات.
فالأمانة في الوصية أخذت شكل الأمر «كن أمينا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة» فكلمة كن موجه شخصية بإستمرارية إلى الموت وخصوصية. وبها إيضا إلتزام هي ليست عملية إختيارية.
إذن «معا» تبدأ بالمحبة وتستمر بالعلاقات وتكتمل بأمانتنا مشروع الرعاية الإجتماعية مشروع ضخم بدأ من خمسة سنوات ونجاحه يعتمد عليكم الآباء الأساقفة والكهنة والخدام العاملين. وهذا العمل الأجتماعي يجب أن يكون تنموي وهذا هو الهدف الأكبر فرفع الأسرة من بالوعة الفقر ليس بإعطاء مسكنات بل بإجتهاد لنخرج الأسر من هذه الدائرة وهذا هو مقياس نجاح الخدمة بل وأيضا الوقاية من الفقر حتى لا تقع فيه أسر أخرى.
التعامل مع الفقر يحتاج حكمة وإمانة ومحبة وتدبير وكيف أن تكون الكنيسة وسيلة لتقليل عدد الفقراء. فالفقر أمر خطير يولد المرض والجهل والعنف والتفكك. نجاحك في إنقاذ الأسر من دائرة الفقر معادلة صعبة لكن بالنعمة تستطيع أن تصنع كل شيء.