أكد المهندس عمرو نصار، وزير التجارة والصناعة، أن اجتماعات منتدى التفاوض الرابع عشر الخاص بمفاوضات منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية «AfCFTA»، التي استضافتها القاهرة خلال الفترة من 5 إلى 8 ديسمبر 2018، واجتماع كبار المسؤولين السابع خلال يومي 9 إلى 10 ديسمبر 2018، واجتماع وزراء التجارة الأفارقة خلال يومي 12 و13 ديسمبر 2018، شهدت أجواء إيجابية متميزة.
وأسفرت الاجتماعات عن التوصل إلى توافق حول عدد كبير من الموضوعات التفاوضية العالقة، خاصة فيما يتعلق بآليات تحرير التجارة فى السلع في القارة الأفريقية، مشيراً إلى أن نتائج الاجتماعات تم وضعها جميعا في إطار حزمة تكاملية تحت مسمى «حزمة القاهرة».
وقال الوزير إن «الاجتماعات شهدت حضورا قويا من كافة الدول الأفريقية بوجود حوالي 30 وزيراً من وزراء التجارة الأفارقة، ومفوض التجارة بالاتحاد الأفريقي، ورؤساء التجمعات الإقليمية الأفريقية، حيث أشادت الوفود بالتنظيم الجيد لفعاليات الاجتماعات».
ولفت «نصار» إلى أن اجتماعات القاهرة أسفرت عن التوصل إلى توافق حول مسائل شديدة الصعوبة كانت محل خلاف بين الدول الأعضاء لمدة تزيد على عامين من التفاوض، مشيرا إلى أن أهم الموضوعات التي تم التوصل فيها إلى توافق من كافة الوفود المشاركة تضمنت موضوعات تحديد آليات تحرير التجارة في السلع والخدمات بين الدول الأفريقية، بما يساهم في فتح هذه الأسواق أمام صادرات الدول الأعضاء، كما تم الاتفاق على الآلية والتوقيتات التي سيتم فيها هذا التحرير، التي تهدف إلى التعجيل بعملية التحرير كخطوة أساسية للتكامل الأفريقي وصولا لإقامة سوق أفريقية موحدة.
وأوضح وزير التجارة والصناعة أن هذه هي المرة الأولى التي تقوم الدول الأفريقية بالتفاوض فيما بينها حول تحرير التجارة في الخدمات، خاصة في القطاعات الخمسة ذات الأولوية التي تم الاتفاق على البدء في تحريرها كمرحلة أولى، وتشمل السياحة والنقل والاتصالات والخدمات المالية وخدمات قطاع الأعمال، لافتا إلى أن المفاوضات المتعلقة بتحرير التجارة في الخدمات تعتبر في غاية الأهمية للقطاعات الخدمية المصرية التي تعد أكثر تقدماً عن مثيلاتها في دول القارة، لما تتميز به من تنافسية عالية ودرجة كبيرة من الانفتاح، ولاسيما في القطاع المصرفي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث ستتيح الفرصة للقطاع الخدمي في مصر للنفاذ لكافة أسواق الدول الأفريقية.
ونوه الوزير إلى أن الأفضليات الممنوحة في مجال تحرير التجارة في الخدمات غير مسبوقة، ولم يتم منحها من قبل لأي من الدول الأخرى خارج القارة، وهو ما يعطى مصر الأسبقية في التواجد القوى والفعال في هذه الدول، ونقل الخبرات المصرية إليها.
وقال «نصار»: إنه «تم الاتفاق على إصدار إعلان وزاري مشترك يحث الدول الأفريقية بالعمل الجاد لإعداد رؤية مشتركة لتفعيل دور منظمة التجارة العالمية فى دعم الدول الأفريقية ضماناً لتأكيد الدول الأفريقية على أحقيتها في الاندماج في النظام التجاري الدولي».
من جانبهم، أكد وزراء التجارة الأفارقة أن ما تم التوصل إليه في إطار اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية يعتبر دفعة قوية لإلزام العالم للإنصات لصوت أفريقيا وسماع مطالبها.