x

نقيب الزراعيين يطالب الحكومة بالتوسع في غابات المانجروف على سواحل البحر الأحمر (صور)

«خليفة»: يساهم في زيادة الدخل القومي والترويج السياحي وحماية الشواطئ
الخميس 13-12-2018 15:57 | كتب: متولي سالم |
مشروع التوسع في غابات المانجروف علي سواحل البحر الأحمر مشروع التوسع في غابات المانجروف علي سواحل البحر الأحمر تصوير : آخرون

طالب الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين والأستاذ بمركز بحوث الصحراء، بتنفيذ مشروع قومي للتوسع في زراعة غابات المانجروف بامتداد سواحل البحر الأحمر على خليج السويس وجنوب سيناء، للمساهمة في زيادة الدخل القومي والإنتاج السمكي والترويج السياحي ومواجهة تآكل هذ السواحل، وحماية الاستثمارات السياحية والمناطق العمرانية بهذه المناطق، فضلا عن تحملها الظروف البيئية غير المناسبة مثل ملوحة المياه والتربة والملوثات الأخرى.

وشدد «خليفة»، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، على أهمية تطبيق ضوابط صارمة لتنفيذ المشـروعات السـياحية والمجتمعـات العمرانيـة علـى سـواحل البحار غير المدروسة، والحد من المخلفات الناتجة عن النشـاطات البحريـة، المرتبطة بحركة السفن، والرعـى الجـائر، ونقص التوعية بأهمية ودور المانجروف.

وأضاف أنه يجري حاليا تنفيذ مشروع لإعادة تأهيل مواقع المانجروف الموزعة على طول ساحل البحر الأحمر بتمويل من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في 6 مواقع على ساحل البحر الأحمر لتنفيذ أنشطة المشروع منها ثلاث مناطق في القلعان وحماطة جنوب مرسى علم، وثلاث مواقع جنوب سفاجا، حيث تم إنشاء عدد (2) صوبة لإكثار أشجار المانجروف في سفاجا وحماطة، موضحا أنه تم استزراع 30 ألف شتلة من أشجار الشورة، وعدد 18 شتلة من أشجار القندل في المواقع المختارة، وتوزيع دعوات إرشادية على السائحين في مرسى علم لدعوتهم للمشاركة في زراعة المانجروف.

ونبه «خليفة» إلى أن أشجار المانجروف تقوم بوظيفة حماية السواحل عن طريق الحد من تآكلها بفعل الأمواج والأعاصير وحركتي المد والجزر القوية، وتعد بمثابة خط الدفاع الثاني بعد الشعاب المرجانية، فهي تلعب دوراً حيوياً في حماية الشواطئ من الموجات المتكررة، وتأثير العواصف أو تأثير موجات «تسونامي» على هذه المناطق.

مشروع التوسع في غابات المانجروف علي سواحل البحر الأحمر

مشروع التوسع في غابات المانجروف علي سواحل البحر الأحمر

مشروع التوسع في غابات المانجروف علي سواحل البحر الأحمر

مشروع التوسع في غابات المانجروف علي سواحل البحر الأحمر

مشروع التوسع في غابات المانجروف علي سواحل البحر الأحمر

مشروع التوسع في غابات المانجروف علي سواحل البحر الأحمر

مشروع التوسع في غابات المانجروف علي سواحل البحر الأحمر

وأوضح نقيب الزراعيين أن أشجار المانجروف تعمل على تنقية المياه من المعادن الثقيلة، كما تتميز بقدرة فائقة على امتصاص وتخزين الكربون بمعدل أسرع تجعلها حيوية في مكافحة تغير المناخ، وتوفر أشجار المانجروف مناطق حماية للنحل من الظروف القاسية، مثل الطقس البارد والجفاف والأمطار الموسمية والفيضانات، فعندما تزهر أشجار المانجروف فإن الرحيق الموجود في أزهارها يستخدم لإنتاج العسل ويكون ذو نوعية ممتازة، ونكهة قوية، ولذيذ للغاية، كما تلقى أنواع العسل الناتج عن زهور المانجروف الإقبال لتميزه بالجودة وخصائصه الصحية الكبيرة وارتفاع أسعاره مقارنة بالأنواع الأخرى من العسل.

ولفت إلى أن بيئة المانجروف تمثل نظاما بيئيا متكاملا حيث توجد النباتات (الأشجار، الحشائش البحرية)، والمغذيات العضوية، والبكتريا، والطحالب، والديدان، والقشريات، والجلد شوكيات، والأسماك الفقارية، والأسماك اللافقارية، والثدييات، والسلاحف البحرية، والهوام البحرية، والأصداف، والطيور، والزواحف (السحالي)، والحشرات، موضحا أنه يوجد في مصر نوعان من أشجار المانجروف ينموان بطول ساحل البحر الأحمر هما الشورة أو القرم أو ابن سينا، نسبة إلى العالم المسلم الشهير (ابن سينا) ويسمى أحياناً بالمانجروف الرمادي وهو الأكثر انتشاراً، والنوع الآخر هو القندل أو الريزوفورا ويسمى أحياناً بالمانجروف الأحمر نظراً لصبغته الأرجوانية التي تستخرج من القلف.

وأوضح نقيب الزراعيين أن النظم البيئية لأشجار المانجروف توفر حيزاً حيوياً لأكثر من 2000 نوع من الأسماك واللافقاريات والنباتات الهوائية في مختلف أنحاء العالم، حيث تدعم مصايد الأسماك التجارية والمعيشية، من خلال عملها كمناطق حضانة لصغار الأسماك، وكمناطق تغذية للأسماك الكبيرة، كما أنها توفر المأوى والحضانة للجمبري، والأنواع البحرية الأخرى، وتعد مورد رزق للآلاف من الصيادين الصغار على السواحل.

وأشار «خليفة» إلى أن أشجار المانجروف تعد بيئة مناسبة لمعيشة وتغذية وتكاثر الأسماك الاقتصادية والهامة في البحر الأحمر مثل أسماك المرجان، أسماك البوري، والسيجان، والقاصة، والبياض، وسرطان البحر، والأنشوجة، وسمك النهاش، كما أن بيئة المانجروف المائية تناسب معيشة الأنواع المهددة بالانقراض كعروس البحر، السلاحف البحرية، أسماك الراية، موضحا أن أشجار المانجروف تلعب دوراً هاماً في دعم إنتاجية الشعاب المرجانية القريبة، والحشائش البحرية التي هي أيضاً مناطق صيد تجارية هامة.

وأشار إلى القيمة الاقتصادية لأشجار المانجروف والتي ترتبط بإنتاج أنواع عالية القيمة من الأسماك بقيمة تعدت 130 مليون دولا سنويا، كما تعد غابات المانجروف من أكثر المناطق جذبا للسياحة والسياح، فهي تحتوي على أشجار المانجروف البديعة، وكذلك الحياة البحرية المتنوعة (الطيور، السرطانات)، والنظم البيئية الأخرى المجاورة لأشجار المانجروف، والمتكاملة معها مثل (المستنقعات المالحة والشعاب المرجانية والحشائش البحرية )، وتعد الثروات المتمثلة في الشعاب المرجانية والأسماك الملونة وأسماك القرش وعروس البحر والدرافيل وغيرها من الكائنات البحرية النادرة هي التي صنعت قطاع السياحة بمحافظة البحر الأحمر والذي بات النشاط الاقتصادي الأول بالمحافظة وتفوق كثيرا على صناعة البترول الموجودة بالمنطقة خاصة فيما يتعلق بتوفير فرص العمل وتشكيل مجتمع عمراني كبير ساهم كثيرا من تقليل حجم البطالة في شتي محافظات مصر‏.

‏ فوفقا للإحصائيات المؤكدة تبين أن ‏85 %‏ على الأقل من إجمالي السائحين الأجانب الوافدين من مختلف دول العالم للبحر الأحمر يقومون برحلات غطس من أجل التمتع بالكائنات البحرية المشار إليها‏، ويقدر الدخل السنوي لمتر الشعاب المرجانية بنحو ‏300‏ دولار والأسماك الملونة التي تعيش داخل هذه الشعاب تدر هي الأخرى دخلا هائلا، وتلعب عروس البحر الموجودة بمنطقة أبودياب بالبحر الأحمر وعدة مناطق أخرى دورا مهما في دعم الاقتصاد القومي المصري، حيث تدر آلاف الدولارات يوميا عن طريق مشاهدة الغطاسين، كما تقدم الدرافيل القاطنة بمنطقة شعاب صمداي جنوب مرسي علم وغيرها من الكائنات البحرية الأخرى القاطنة بمياه الغردقة وسفاجا والقصير الكثير من الدعم المباشر وغير المباشر للدخل القومي‏.‏

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية