أعلنت مجلة الآثار الأمريكية «Archaeology Magazine» عن اختيار القناع الفضي المذهب لكاهن الإله موت والإلهة نيوت والمكتشف بجبانة سقارة الأثرية، في يوليو الماضي، كأحد أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2018، والمصنفة ضمن الاكتشافات الأكثر جذبا للأنظار هذا العام، بالإضافة إلى وضع صورة القناع على غلاف المجلة لنسخة يناير- فبراير 2019.
وأوضح الدكتور رمضان البدري، رئيس البعثة الأثرية المصرية الألمانية التابعة لجامعة توبنجن، أنه كان قد أعلن الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، والدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في 14 يوليو الماضي، خلال مؤتمر صحفي عالمي عن نجاح البعثة الأثرية المصرية الألمانية، في الكشف عن هذا القناع الذي كان يغطي وجه أحد المومياوات الموجوده داخل ورشة كاملة للتحنيط ملحق بها عدد من حجرات الدفن تضم مومياوات تعود إلى عصر الأسرتين السادسة والعشرين والسابعة والعشرين (664- 404 ق.م).
وأضاف البدري أن القناع يعد هو الأول من نوعه من مكتشافات منطقة آثار سقارة منذ عام 1905 وفي مصر منذ عام 1939، ويتفرد في أنه مصنوع من الفضة المغطاة بطبقة من الذهب وعيونه مطعمة بحجر أسود (ربما عقيق أسود)، ورخام مصري، وأوبسيديان (زجاج بركاني)، وتبلغ مقاساته حوالي 23× 18.5 سم، ووزنه قبل تنظيف العوالق 267.96 جرام، مؤكدا أنه كان لمثل هذه الأقنعة الفضية والمطلية بالذهب في عصر الدولة القديمة معنى ديني عميق، من خلال ما أشارت إليه النصوص الدينية المصرية إلى أن عظام الآلهة مصنوعة من الفضة، وجسدها وجلدها مصنوع من الذهب، وكان قناع المومياء هو خطوة نحو تحول المتوفى إلى إله.
وأشار إلى أن البعثة تعكف الآن على إعداد مشروع بحثي وترميمي للقناع، بالإضافة إلى توثيق وترميم ورشة التحنيط وحجر الدفن، ومن المقرر أن يفتح الفريق المصري الألماني أربعة توابيت كبيرة محكمة الغلق في غرف دفن كلا من تاديهور وإيوت وآيبوت وتجانيميت في مطلع عام 2019، لذا نتوقع المزيد من الاكتشافات العظيمة.
ويذكر أن البعثة كانت قد نجحت في الكشف أيضا عن ثلاثة مومياوات ومجموعة من الأواني الكانوبيةً المصنوعة من الكالسيت ( الالباستر المصري) وعدد من تماثيل الاوشابتي المصنوعة من الفاينس الأزرق وأواني لزيوت التحنيط مكتوب عليها باللغة المصرية القديمة، فضلا عن الورشة الكاملة للتحنيط والتي تتميز بأنها ذات تخطيط معماري مستطيل ومدخل في الركن الجنوبي الغربي، ومشيدة من الطوب اللبن وأحجار جيرية غير منتظمة الشكل. وتشمل مباني الورشة بئر خبيئة التحنيط، بعمق 13 م وينتهي بحجرة أسفل الأرض، وضع غيها أواني فخارية مدون عليها بالخط الهيراطيقي والديموطيقي أسماء لمواد وزيوت التحنيط. وتضم الورشة أيضاً حوضين محاطين بجدران من الطوب اللبن، أغلب الظن أن أحدهما خُصصت لوضع ملح النطرون والآخر لإعداد لفائف المومياء الكتانية. ومن أهم عناصر ورشة التحنيط البئر المعروف اصطلاحاً بـ «K24». ويقع في منتصف ورشة التحنيط، وتبلغ أبعاده حوالي3 م× 3.50م، ويصل لعمق 30 م. وهو بئر ذو طبيعة خاصة، حيث يشمل على عدة حجرات دفن منقورة في الصخر على أعماق متباعدة، بالإضافة إلى مومياوات وجدت في منتصفه.