برر المطرب وائل جسار تراجع نسب الاستماع إلى الأغنيات فى الفترة الأخيرة لانشغال الناس بالأزمات الاقتصادية العالمية وتوفير لقمة العيش. وقال جسار فى حواره لـ«المصرى اليوم» الأغنية الجميلة أصبحت عملة نادرة ومن الصعب العثور عليها حاليا وسط هذه الظروف وأن المستقبل للأغنية السينجل، وأن الألبومات فى طريقها للاختفاء، وشدد على أنه تأخر فى خطوة التمثيل لكنه اقترب منها وأنه يجهز حاليا لأغنية باللهجة المصرية تعد استمرارا للشكل الغنائى، الذى قدمه من قبل فى أغنية «غريبة الناس»، وأضاف: أرفض أن يتقوقع المطرب فى لون غنائى واحد وعليه أن يجرب ويدخل فى تجارب وألوان موسيقية وغنائية مختلفة.
وذكر أنه سيحضر إلى القاهرة لإحياء حفل رأس السنة والاتفاق على مشاريع فنية جديدة.. وإلى نص الحوار:
■ طرحك مؤخرًا لأغنية «ليلة هنا» هل يأتى بديلا عن إصدار ألبوم جديد؟
- بالفعل هى أغنية من كلمات عبير أبوإسماعيل وألحان نور السعد وتوزيع أحمد أمين، كلماتها مختلفة كثيرًا وتحمل معانى دافئة وجميلة وهى باللهجة اللبنانية، تدعو للحب والمودة وعدم الهجرة أو الابتعاد، وأنا دائما ما أحب هذا المعنى منذ أن قدمت «غريبة الناس»، تلك الاغانى التى تأتى على الوجع، لأننا نعيش زمن الأخ لا يسأل عن أخيه، وأتمنى من كل قلبى أن تسود الألفة والمحبة بيننا وبعضنا كأهل وكعالم، واخترت كلمات أغنية مصرية من المقرر أن أقوم بتسجيلها قريبًا، ستطرح سينجل كذلك، لن أكشف عن تفاصيلها حاليًا ولكنها مفاجأة لجمهورى فى مصر الذى أحترمه ودائما ما يدعمنى ويساندنى منذ بداياتى ويحترم كذلك اختياراتى.
■ وماذا عن ألبوم جديد؟
- «السينجل» هو المستقبل والألبومات الغنائية سوف تختفى مع الوقت، لأسباب عديدة أولا التكاليف الضخمة التى يحتاجها إنتاج الألبوم وفى المقابل العائد ضعيف جدًا، والنتيجة خسارة للمنتج وللمطرب، إذن فالاتجاه السليم إلى السينجل والاهتمام بطرح كل أغنية على حدة والترويج لها بشكل سليم وتصل بشكل أسرع للجمهور، لأننا نعيش زمن رواج الأغنية، ودائما ما نلاحظ رواج أغنية أو اثنتين فقط فى الألبوم على حساب باقى الأغانى، فلماذا نضيع الوقت والجهد والميزانية.
■ وماذا عن حفلك فى رأس السنة بالقاهرة؟
- المفترض أن أتواجد فى القاهرة خلال أيام للاتفاق على العديد من الحفلات، ولكن إن شاء الله سوف أحيى حفل عيد رأس السنة فى القاهرة كعادة كل عام.
■ هل بالفعل ستدخل عالم التمثيل قريبًا؟
- خطوة فى رأيى تأخرت بعض الوقت، ولكنه القدر والنصيب وكما يقول المثل «كل تأخيرة وفيها خيرة»، ولكنى أشعر بأن لدى طاقات وقدرات تمثيلية يمكن أن أعكسها من خلال الشاشة سواء فى السينما أو التليفزيون، ولكنها تحتاج إلى تدريب وجرأة، وأتمنى خوض التجربة لكن هناك ما يدفعنى للوراء ويشعرنى بالتردد، وسيكون القرار الفاصل فى ذلك الشأن حينما يعرض على سيناريو جيد وبه كافة الجوانب التى تدفعنى للتمسك به ويكون قريبا لنفسى وروحى، وتوقعى أنها اقتربت كثيرًا.
■ لماذا لا تجد الأغنية فى السنوات الأخيرة رواجا كبيرا؟
- لانشغال الجمهور بالسياسة والاقتصاد وأمور حياتهم ومعيشتهم ليس على مستوى الوطن العربى فقط، ولكن على مستوى العالم كله، وهو برأيى كان صاحب تأثير كبير على الفنون والاستماع إلى الأغانى، الناس باتت تفكر فى أشياء أخرى متعلقة ب_«لقمة العيش»، هذا برأيى سبب تراجع معدلات الاستماع للأغانى.
■ لكن هناك من يؤكد على وجود أزمة فى الكلمات والألحان؟
- أتفق مع هذا الرأى، ومع احترامى لكل الملحنين، ولكن الأغانى الجميلة باتت عملة نادرة، وهناك فراغ فى الإبداع، والأغنية القوية لم تعد متواجدة، وكانت أغنية «3 دقات» هى الأخيرة التى صاحبها صدى كبير ومشاهدة عربية مرتفعة، وكان ذلك لعدة أسباب وعوامل أثرت على نجاحها منها الفنانة يسرا بالتأكيد التى شاركت فى غنائها.
■ ما سر تأثرك بالعندليب عبدالحليم حافظ وتغنى له فى حفلاتك؟
- لأنه مدرسة بالنسبة لى، فى إحساسه وأغانيه، التى ظلت خالدة منذ زمن، تربيت عليها وأعتبره قدوة فى الفن ومدرسة عميقة فى الإحساس وأحب له كل أغانيه خاصة بحلم بيك أنا بحلم بيك، وتأثرت كذلك بالموسيقار محمد عبدالوهاب وأم كلثوم ووديع الصافى وفيروز.
■ حققت قاعدة جماهيرية كبيرة فى مصر كيف قرأت ردود الفعل عليها؟
- هذا ليس كلامى ولكنها الأرقام والاستفتاءات الموثقة التى حكمت بذلك، وبكل تواضع ومحبة وليس غرورا، حسبما جاءت الإحصاءات أننى والحمد لله الأكثر شهرة ونسب استماع فى أم الدنيا، وأنا دائما ما أثنى على الجميع، وأدعم وأساند كل فنان صاحب فن محترم وجيد وأقول إنه الأفضل، وقد يكون هذا الأمر أثار حفيظة البعض وأزعجهم.
■ لماذا تفضل الأغانى الرومانسية العاطفية على حساب الأغنية الوطنية؟
- أنا ضد أن يحصر المطرب صوته فى نمط غنائى واحد، وأفضل ودائما ما أبحث عن أغان مختلفة فى الكلمات والألحان عن كل ما قدمته وأن أجتهد على نفسى فيها حتى أجيدها وأقدمها باحتراف، ارفض فكرة «التقوقع» وتصنيف المطرب فى إطار أو لون غنائى بعينة لان ذلك يقيد حريته ومدرستى هى الشمولية فى الغناء، وأنا فى بداياتى تأثرت بجدى والأغانى الدينية وطرحت ألبوما دينيا فى مقتبل مشوارى، لكنى كنت أستمع إلى الأغانى العادية وهو ما دفعنى إلى التوجه للأغانى ذات الطابع الرومانسى والأكثر تماسًا مع القلب والمجتمع، وجدى اختار طريقه فى الإنشاد والأغانى الدينية.
■ ما النمط الغنائى الذى تتجاهله وترفض أن تغنيه؟
- أى كلمات غير مقتنع بها أرفض أن أغنيها، حتى وإن كانت لدى القدرة على الإبداع فيها، لأن اقتناعى بها هو ترمومتر نجاح بالنسبة لى، ورفضت كثيرًا منهج المجازفة بالدخول إلى ألوان غنائية لا أشعر بها.
■ غبت عن مهرجان الموسيقى العربية 13 سنة حتى شاركت فى دورته الماضية لماذا كل هذا الغياب؟
- بالفعل 13 سنة منذ أن قدمت أغنية مشيت خلاص وحققت نجاحا كبيرا، ولكن إدارة المهرجان تواصلت معى كثيرًا على مدار تلك الأعوام بشكل متتال، وكنت أعتذر لانشغالى وتعاقدى على حفلات ما بين أمريكا وأستراليا وغيرها، وكان لى شرف كبير أن أغنى على خشبة المسرح الكبير فى دار الأوبرا المصرية، صاحب الفضل الكبير على فى بداياتى ومنحى مزيد من الثقة، وهو صاحب رهبة لأى مطرب، لأنه يحتاج لقدرات ومقومات خاصة لمن يقف ويغنى عليه، ومهرجان الموسيقى «عالمى» وصاحب مردود قوى عربيًا، والحمد لله قدمت حفلا فى الدورة 27 سأظل أتذكره طول عمرى.
■ ما الذى تتمناه فى 2019؟
- أن يعم السلام على وطننا العربى والعالم كله، وأن يوفقنى الله فى اختياراتى وتحقق أعمالى جماهيرية كبيرة وأن تجد طريق الحب فى قلوب الجمهور.