سقط أكثر من 50 قتيلا سوريا وعشرات الجرحى فى مجزرة جديدة خلال اليومين الماضيين غالبيتهم من المدنيين، بينما قالت صفحة الثورة السورية على «فيس بوك» إن الإضراب لايزال ساريا ويلقى استجابة واسعة فى حمص وإدلب ودرعا والعديد من ضواحى دمشق. وأضافت أن المتاجر بدأت الإضراب وأن المتظاهرين يغلقون هواتفهم 4 ساعات يوميا بعد الظهر، فيما تواصلت الاشتباكات الدامية بين الجيش والجنود المنشقين فى عدة مدن، وأدلى المعتقلون المفرج عنهم بإفادات بتعرضهم لشتى أنواع التعذيب لدرجة إصابتهم بالشلل على يد قوات الرئيس السورى بشار الأسد. وواصلت قوات الأمن السورية حملاتها القمعية بحق المتظاهرين، ولقى 6جنود حكوميين مصرعهم باشتباكات مع منشقين فى حمص، بينما سقط عدد من القتلى المدنيين الأحد، وأصيب 29 برصاص القوات الأمنية فى إدلب، وذلك بعد مقتل 42 غالبيتهم مدنيون فى حمص ودرعا وحماة.
من جانبه، دافع الرئيس بشار الأسد عن موقف بلاده إزاء المبادرات الرامية إلى إنهاء أزمتها المستمرة منذ مارس الماضى، وقال إنها تعاملت بإيجابية مع جميع المقترحات، وذلك بعد أن لوحت جامعة الدول العربية بالتوجه إلى مجلس الأمن لتبنى مبادرتها الخاصة بسوريا. وذكر بيان رئاسى أن «الأسد» أكد، خلال لقائه الوفد العراقى، أن «سوريا تعاملت بإيجابية مع جميع المقترحات التى قدمت لها، وأن من مصلحتها أن يعرف العالم حقيقة ما يجرى فى ظل التشويه وقلب الحقائق الهادفين إلى إفشال أى أفق للحل»، بينما أعلن الوفد العراقى أنه أجرى محادثات جيدة فى دمشق وأنه سيعرض نتائجها على الجامعة العربية فى القاهرة.
وكان رئيس الوزراء القطرى حمد بن جاسم قد قال إن الجامعة العربية تعتزم مطالبة مجلس الأمن بتبنى مبادرتها الخاصة بسوريا، لافتا إلى أن الأمر بحاجة إلى موافقة الأغلبية فى اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الأربعاء المقبل، وقال: «لا نتحدث عن تدخل عسكرى ولا نريد أن تتعرض سوريا لأى عمل يضعفها». بدوره، قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى إن نقطة الخلاف الوحيدة بين الجامعة وسوريا حول مفهوم حماية المدنيين والمواطنين العزل» بينما قال نائبه أحمد بن حلى إن «وفد سوريا لن يحضر اجتماع الجامعة السبت المقبل فى القاهرة وأنه لن يتم التوقيع على بروتوكول بعثة المراقبين».
بدورها، قالت صحيفة «لوموند» الفرنسية إن مشروع القرار الروسى فى مجلس الأمن يظهر أن موسكو تفكر فى مرحلة ما بعد الأسد. وأكدت ضرورة التحضير لهذه المرحلة التى يمكن أن تأتى بشكل أسرع مما هو متوقع. وأضافت أن تركيا يمكن أن تلعب دورا محوريا فى فترة ما بعد الأسد.
وعلى صعيد متصل، ذكرت صحيفة «السياسة» الكويتية تحت عنوان «حشود عسكرية تطوق سوريا من تركيا والأردن وإسرائيل والعراق»، أن تقريرا استخباريا أوروبيا كشف أن سوريا «تشهد للمرة الأولى هذا الحشد الهائل من الاستخبارات الدولية والعربية وعملائها، بما يؤشر على اقتراب نهاية النظام البعثى»، وأضافت: «مكاتب وسائل الإعلام الرئيسية فى الغرب أصدرت تعليمات لمراسليها ومكاتبها فى الدول المحيطة بسوريا للتأهب توقعاً لأحداث دراماتيكية خلال الأيام القليلة المقبلة».
ونشرت صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية مقابلة مع ضابط قال إنه منشق عن المخابرات العسكرية السورية، ويدعى «أبوعلى»، مؤكدا أن قوات الأمن «ليست لديها مشكلة فى تعذيب طفل حتى الموت، وأنها تطلق النار على المتظاهرين»، وقال إن أساليب التعذيب تشمل الصدمات الكهربائية، والضرب على الوجه، وتقليع الأظافر وانتزاع الشعر.
وتحدث سوريون اعتقلتهم قوات الأمن عن مشاكل نفسية وعاهات جسدية مستديمة يعانون منها إثر تعذيبهم، مشيرين إلى تهم «خيالية» وجهها لهم المحققون، وإجبارهم على تسجيل اعترافات تليفزيونية عن ارتباط بجماعات مسلحة وقوى أجنبية لقلب نظام الحكم، ووصفوا الأوقات التى قضوها داخل مؤسسات الأمن بأنها «أوقات سوداء»، واتهموا السلطات بممارسة التعذيب لدرجة تصيبهم بالشلل. وقالت الهيئة العامة للثورة: «إن 112 شخصاً من الذين قضوا تحت التعذيب من حمص، و22 شخصا من دمشق وريفها، و 19 من إدلب، و12 من حماة». وأكدت الهيئة وجود أعداد «هائلة» من المعتقلين يعذبون يوميا لنحو 14 ساعة باستخدام مختلف الأدوات والوسائل.
وفى تونس، بحث المجلس الوطنى السورى برنامجه السياسى، وتشكيل ورش لبحث تشكيل المكاتب ومن بينها مكتب العلاقات الخارجية ومكتب الحراك الثورى والإعلامى والمكتب الاقتصادى والمالى والقانونى وحقوق الإنسان. وقالت المتحدثة باسم المجلس: «إن النظام السورى يراوغ ويشترى المهل والفرص من أجل مزيد من القتل»، مضيفة أنه على مجلس الأمن أن يتحمل مسؤولياته فى حماية المدنيين.