x

«زي النهارده».. وفاة فرانز فانون 6 ديسمبر 1961

الخميس 06-12-2018 05:43 | كتب: ماهر حسن |
الفليسوف والطبيب النفسي فرانز فانون - صورة أرشيفية الفليسوف والطبيب النفسي فرانز فانون - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

فرانز فانون طبيب نفسانيّ وفيلسوف اجتماعي فرنسي أسود، من مواليد فور دو فرانس بجزر المارتنيك في 20 يوليو 1925، وقد عرف بنضاله من أجل الحرية وضد التمييز والعنصرية.

خدم خلال الحرب العالمية الثانية في جيش فرنسا الحرّة وحارب ضد النازيين والتحق بالمدرسة الطبية بمدينة ليون،وتخصّص في الطبّ النفسي ثم عمل طبيباًعسكرياً بالجزائرفي فترةالاستعمار الفرنسي ،وعمل رئيساً لقسم الطبّ النفسي بمستشفى البليدة بجوانفيل في الجزائر وانخرط مذ ذاك الحين في صفوف جبهة التحريرالوطني الجزائرية وعالج ضحاياطرفي الصراع، على الرغم من كونه مواطناً فرنسياً.

وفي 1955 انضم كطبيب إلى جبهة التحرير الوطني الجزائريةوغادر سرّاً إلى تونس،وعمل طبيباً في مشفى منوبة، ومحرراً في صحيفة»المجاهد«الناطقة باسم الجبهةكما تولى مهمات تنظيمية مباشرة، وأخرى دبلوماسية وعسكرية ذات حساسية فائقة.

وفي 1960 صارسفير الحكومة الجزائرية المؤقتة في غانا إلى أن توفي «زي النهاردة» في 6 ديسمبر 1961عن 36 سنة بمرض سرطان الدم ودفن في مقبرة مقاتلي الحرية الجزائريين ويعتبر فانون أحد أبرز من كتب عن مناهضة الآخرين في القرن العشرين.

ألهمت كتاباته ومواقفه كثيراً من حركات التحرر في أرجاء العالم،ولعقودٍ عديدة وقد آمن بأن مقاومةالاستعمار تتم باستعمال العنف فقط من جهة المقموع، فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ومن أشهر كتبه معذبوا الأرض ترجمة الدكتور سامي الدروبي والدكتورجمال الأتاسي، وجلد أسود، وقناع أبيض وهناك مجموعة من أفكار فانون تفسر توجهه النفسي والفلسفي ومنها قوله إن «شعوب العالم الثالث التي تركتها الدول الغربية وحكمت عليها بالتقهقر إلى الوراء، أو على الأقل بالجمود في مكانها، بسبب أنانيتها واستئثارها بالإنسانية عليها أن تتطور على أساس الاكتفاء الذاتي الجماعي».

ومن ذلك أيضا قوله :«تُخطئ تلك الشعوب إن هي استنجدت بالبلاد الرأسمالية إنها قويةٌ بحقها وبعدالة مواقفها، وعليها أن تشرح للبلاد الرأسمالية وجوب الكف عن تصوير شعوب العالم الثالث في صورة موجة تهدد بابتلاع أوروبا كلها وقوله إن «العالم الثالث لا يريد أن ينظم حملة جوع واسعة على أوروبا، وكل ما يطلبه من هؤلاء الذين أبقوه عبداً ذليلاً خلال قرون عديدة، هو أن يساعدوه على رد الاعتبار للإنسان في كل مكان إلى الأبد ولكن على دول العالم الثالث ألا تبلغ من السذاجة حد الاعتقاد بأن هذا الفعل الإنساني سيتحقق بمساعدة الحكومات الغربية وحسن نيتها، إن هذا العمل العظيم الذي يبتغي إعادة إدخال الإنسان إلى العالم،الإنسان كله، إنما يتم بمعونة الذات الغربية التي كثيراًما تحالفت، للأسف الشديد مع الآخر الغربي/العالمي في معضلات المستعمرات ومن أجل تحقيق ذلك لابد أن تقررالذات الغربية أولاً أن تستيقظ من سباتها، وأن تنفض أدمغتها، وأن تكف عن تمثيل ذلك الدورغير الإنساني الذي تستعذب تمثيله من دون أدنى شعوربالمسؤولية وهو دورالحسناء النائمة في الغابة!».

وقوله:«ينبغي أن لا تُضلل تنازلات الآخر الغربي الذات المناضلة عن الحقيقة، وأن لا تعميها عنها، فهذه التنازلات ليست إلا تنازلات لاتمس جوهرالأمرفي حقيقتها،حتى ليمكن أن يُقال،أن تنازلاً لا يمس الجوهرما لم يتناول الثقافة الاستعمارية في جوهرها».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية