اهتمت الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح الأحد بقرار القاهرة فتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة بشكل دائم. ووصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الخطوة المصرية في هذا الشأن بأنها «تحول استراتيجي» في العلاقة بين مصر وحركة حماس، فيما اهتمت «معاريف» بما قالت إنه «اتصالات سرية» بين الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والإسرائيلي شيمون بيريز للوصول لصيغة مشتركة تضمن عدم توجه السلطة الفلسطينية في سبتمبر المقبل إلى الأمم المتحدة للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية، هذا بينما كشفت «هاآرتس» عن الجهود التي تبذلها إسرائيل لمواجهة «أسطول الحرية 2»، والمتوقع وصوله غزة منتصف الشهر المقبل.
«معاريف»
تحت عنوان «اتصالات متقدمة بمعرفة نتنياهو» ذكرت صحيفة «معاريف» أن اتصالات سرية تجري بين الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريز، ونظيره الفلسطيني محمود عباس، وقالت الصحيفة إن بيريز وعباس أجريا اتصالات من وراء الكواليس لفترة طويلة، شملت تبادل رسائل ومكالمات تليفونية، ولقاء في لندن للعمل على بلورة صيغة مناسبة تمنع السلطة الفلسطينية من التوجه إلى الأمم المتحدة في سبتمبر المقبل للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة.
وأشارت الصحيفة أن الاتصالات تمت بعلم نتنياهو، وأن الخطة كانت تقتضي أن يطرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برنامجاً خلال زيارته لواشنطن لتمهيد الطريق أمام اتفاق إسرائيلي – فلسطيني جديد، إلا أن نتنياهو غير رأيه في «اللحظة الأخيرة»، ولفتت الصحيفة إلى انتقاد التيارات السياسية المختلفة للرئيس الإسرائيلي الذي «لا يملك صلاحية التدخل في الشئون السياسية».
وتحت عنوان «المعبر مفتوح» قالت «معاريف» إن «أربعة أعوام من الحصار انتهت أمس (السبت)»، وأضافت الصحيفة أن مئات من الفلسطينيين وصلوا إلى معبر رفح بحافلات «أعدتها حماس»، وتوجهوا إلى سيناء «بدون رقابة دولية» و«بدون أي وجود يذكر لقوات الأمن المصرية».
وذكرت «معاريف» أن فتح معبر رفح يمثل «فشلاً» للمخابرات الإسرائيلية، التي لم تكن قادرة على توقع هذه الخطوة، وأضافت الصحيفة أن هذا الفشل يضاف إلى عدد من الأخطاء الاستخبارية الأخرى فيما يتعلق بمصر، والتي كان من بينها تصريح رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس جلعاد، الذي قال فيه إن نظام مبارك مستقر، وذلك قبل أيام قليلة من اندلاع الثورة المصرية. كما لفتت الصحيفة لتصريح سابق لـ«جلعاد» أدلى به قبل أسابيع، وقال فيه إن لا نية لدى المصريين لفتح معبر رفح.
وعددت الصحيفة عدد من الأحداث التي تشير إلى فشل المخابرات الإسرائيلية، من بينها اتفاق المصالحة بين فتح وحماس «الذي وقع رغم أنف إسرائيل»، واقتحام سفينة مرمرة التركية التي كانت تحمل مساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة، بالإضافة إلى اقتحام عدد كبير من الفلسطينيين من سوريا ولبنان للحدود مع إسرائيل.
«يديعوت أحرونوت»
قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن إسرائيل «تحاول فهم الوضع الجديد»، وذلك بعد تجاهل لجنة متابعة مبادرة السلام العربية لها، ودعوتها للتوجه للأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل، بالإضافة إلى تجاهل مصر لها وتقريرها فتح معبر رفح، وهو الأمر الذي علقت عليه مصادر أمنية إسرائيلية للصحيفة بأنه «يعبر عن تحول استراتيجي في العلاقة بين مصر وحماس، يجب دراسة أبعاده».
وقالت مصادر «يديعوت أحرونوت» الأمنية، إن «أكثر ما يقلق» إسرائيل ليس فتح معبر رفح، وإنما تقليص السيطرة الأمنية المصرية على سيناء بعد ثورة 25 يناير، ووجود أنفاق في نفس الوقت «تعمل على مدار الساعة»، وهو ما قد يتسبب في «مأساة أمنية حقيقية لإسرائيل». ونقلت الصحيفة عن مصادرها قولها: «السؤال الكبير المزعج هو ماذا يحدث بين مصر وحماس، هذا شيء مثير للقلق الحقيقي».
«الحرب ضد التدخين (في إسرائيل) تبلغ ذروتها»، هكذا قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في عددها الصادر الأحد، مشيرة إلى قيام نائب وزير الصحة الإسرائيلي بعرض خطة على الحكومة الإسرائيلية في اجتماعها اليوم، للتقليل من عدد المدخنين في إسرائيل، وذلك بعد ظهور إحصائيات تشير إلى وفاة 10 آلاف إسرائيلي سنوياً بسبب التدخين، وتقضي الخطة بـ«منع بيع السجائر في الماكينات»، و«منع بيعها بأسعار مخفضة في الأسواق الحرة في المطارات»، و«منع التدخين في محطات الأتوبيس والقطار»، ورفع الضرائب على السجائر.
«هاآرتس»
قالت صحيفة «هاآرتس» إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نجح في تجنيد كندا، و«إحباط» دعم مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى لإجراء مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس حدود العام 1967.
وقالت الصحيفة إن زعماء مجموعة الثماني لم يذكروا في بيانهم الختامي، بعد اجتماعهم في فرنسا نهاية الأسبوع الماضي، حدود 1967 بشكل صريح، بعد ضغط من رئيس الوزراء الكندي «ستيفن هاربر»، الذي رفض مقترح البيان الختامي الذي كان يتضمن حدود 67 صراحة. وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية الإسرائيلي «أفيجدور ليبرمان» شكر نظيره الكندي «جون بيرد» مؤكداً له أن «كندا صديق حقيقي لإسرائيل».
ومن ناحية أخرى، ذكرت «هاآرتس» أن إسرائيل تبذل جهوداً كبيرة لمنع «أسطول الحرية 2»، والذي من المتوقع أن يصل غزة في منتصف يونيو المقبل، وقالت الصحيفة إن السكرتير العام للأمم المتحدة بان كين ممون، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوربي كاثرين أشتون، طالبا تركيا بإلغاء رحلة الأسطول، ونقل المساعدات عبر «القنوات القانونية».
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، يجال بلمور، قوله إن حملة الضغط الدبلوماسية «قوية جداً» ومن «جهات رفيعة المستوى» إلا أنها قد لا تمنع إبحار الأسطول، لكنها في نفس الوقت تشكل «خطابا سياسيا واضحا ضد المتضامنين».