حذر حزب «إسرائيل أرضنا» اليميني الإسرائيلي،من التطورات السياسية في مصر بعد ثورة 25 يناير، ودعا لإعادة احتلال شبه جزيرة سيناء، زاعما أنها جزء لا يتجزأ من الأراضي الإسرائيلية التي أوصت التوراة شعب إسرائيل باستيطانها.
وعقد الحزب مؤتمرا جماهيريا حاشدا، الأحد، دعا إليه المستوطنين الإسرائيليين الذين تم إخلاؤهم من مستوطنة «يميت» بسيناء قبيل رفع العلم المصري على مدينة طابا. ووزع الحزب بيانا بعنوان «إعادة احتلال سيناء»، اشتمل على كلمة ألقاها يسرائيل آريئيل حاخام مستوطنة يميت الإسرائيلية، طالب فيها بإعادة احتلال سيناء فورا، وزرعها بالمستوطنين اليهود، تنفيذا لأوامر التوراة.
وأعلن المؤتمر عن صدور كتاب تذكاري جديد بمناسبة مرور 30 عام على انسحاب آخر جندي إسرائيلي من سيناء بعنوان «سلام دون سلام»، يوثق الجهود التي بذلتها وما زالت تبذلها الأحزاب الدينية واليمينية الإسرائيلية ضد الانسحاب من سيناء، ومطالبها بإعادة احتلالها، ويقع الكتاب في 600 صفحة من القطع المتوسط، ويضم مجموعة من الخرائط والمشروعات التي تطالب الأحزاب الإسرائيلية بتنفيذها في سيناء.
وفي كلمته أمام المؤتمر دعا الحاخام يسرائيل آريئيل لإعادة احتلال شبه جزيرة سيناء، محذرا من تداعيات ثورة 25 يناير على الأوضاع السياسية والإستراتيجية لإسرائيل خلال السنوات العشر المقبلة. وقال «السلام مع مصر ليس كنزا استراتيجيا، ولكنه شوكة في حلق إسرائيل. وها هي مصر بعد الثورة تقود اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس لتدمير إسرائيل، وتفتح معبر لرفح أمام الفلسطينيين، وما زالت الأنفاق تنقل السلاح إلى حركة حماس في قطاع غزة».
وأضاف الحاخام الإسرائيلي «لن ننسى أن سيناء جزء من أرضنا المقدسة التي تلقينا فيها التوراة وألواح العهد، تلك الأرض التي أوصانا الرب بإخضاعها لحكم إسرائيل. كفانا 30 عاما من خداع الذات، فلن ينهض شعب إسرائيل إلا باحتلال سيناء، وضمها لأراضينا تنفيذا لوصايا الرب».
فيما صرح اللواء حييم آراز الذي أشرف على عملية إخلاء المستوطنات الإسرائيلية من سيناء في كلمته أمام المؤتمر، أنه قام بعملية الإخلاء في الصباح الباكر، وفي نفس اليوم جلس مع زملائه في الجيش يعدون خطة لإعادة احتلال سيناء. وأضاف اللواء آراز «بعد مرور 30 سنة على انسحاب الجيش الإسرائيلي تماما من سيناء، يبدو أن أحلام السلام تنهار، وأننا نندفع بسرعة نحو مرحلة جديدة في العلاقات المصرية الإسرائيلية. يجب أن نزيل الغشاوة من عيوننا، لنعلم أننا عشنا 30 عاما من خداع الذات. لقد تضاعفت قوة مصر عشرات المرات منذ توقيع اتفاقية السلام، وصارت تمتلك واحد من أكبر الجيوش في العالم، ويضم جيشها حوالي نصف مليون مجند، و5 آلاف دبابة، وحوالي ألف طائرة حربية، وآلاف المدافع، وعشرات السفن، والغواصات. واستبدلت مصر السلاح السوفيتي المتهالك بسلاح أمريكي متطور. واستفادت من المساعدات الأمريكية السنوية التي بلغت مليارات الدولارات. وشقت الأنفاق أسفل قناة السويس، وحفرت الخنادق العسكرية بطول سيناء وعرضها».
وأضاف الجنرال الإسرائيلي: «مصر لم تحترم بندا واحدا في اتفاقية السلام، السياح المصريون ممنوعون من زيارة إسرائيل، والسفارة الإسرائيلية في القاهرة تحت حصار المتظاهرين، ورجال الأمن، ومازالت القاهرة تشكل أكبر قلاع معاداة السامية في العالم».