وصف الفنان ظافر العابدين تجربته فى عضوية لجنة تحكيم المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ40 بالحلوة برشا، وقال فى حواره لـ«المصرى اليوم» إنه استمتع، واستفاد من مشاهداته لأفلام ومزاملته لأعضاء ينتمون لبلدان وثقافات مختلفة، وهو ما سيؤثر على اختياراته المقبلة بدون شك.
وأضاف أن اختيار أعضاء لجان تحكيم من الشباب ميزة للمهرجان، خاصة أن السينما الحالية أصبحت شابة لأن معظم صناعها من الشباب، وهذا لا يقلل من أهمية تواجد السينمائيين الكبار، وهو ما حدث فى اللجنة التى كان أحد أعضائها، برئاسة المخرج الكبير بيل أوجست.
وشدد على أن معايير اختيار الأفلام كانت ثابتة بالنسبة لأعضاء اللجنة، والقرارات كانت تخرج بالتشاور والتصويت عليها، وذكر أنه لن يتواجد على شاشة رمضان المقبل لارتباطه بتصوير عمل عربى، وينتظر تجربة سينمائية مختلفة، تمنى أن يقدمها فى العام الجديد 2019 .
■ كيف كانت كواليس اختيارك فى لجنة تحكيم مهرجان القاهرة؟
- لا أعرف كواليس اختيارى، ولكن كل ما حدث هو أننى تلقيت اتصالًا هاتفيًا من رئيس المهرجان المنتج محمد حفظى أخبرنى فيه بوجودى ضمن أعضاء اللجنة والتى ترأسها المخرج بيل أوجست وبالطبع وافقت على الفور.
■ كيف رأيت اختيار نجوم وسينمائيين شبان فى لجان التحكيم هذا العام؟
- فى البداية معنى كلمة شاب أن يكون فى العشرينيات من العمر، وهناك شباب فى العشرينيات صنعوا أفلاما، واستطاعوا بها أن يذهبوا إلى كل مهرجانات العالم ويحصدوا الجوائز، فالشاب حاليًا أصبح له وجهة نظر ومن لديه 70 سنة لديه أيضَا وجهة نظر، فكيف نقدم التوزان فى المجتمع من خلال مشاركتهم سويًا؟ فالسينما تتغير ومواضيعها أصبحت أقرب لسن الشباب والتعامل معهم وتقدم قضايا شابة تمثلنى وتمثل سنى وتلمس أشياء داخلى لذلك أرى أن هناك توازنا فى اختيار لجنة التحكيم فى مهرجان القاهرة السينمائى من بيل أوجست عمره يقترب من السبعين وعضو آخر فى الخمسينيات وسيدات أقل سنًا، فكلنا تفكير مختلف، وننتمى لثقافات مختلفة من كل بلد، من الفلبين ومصر وتونس وأفكارنا مختلفة.
■ ما المعايير التى اعتمدت عليها خلال عضويتك للجنة التحكيم؟
- مكونات الفيلم؛ حيث إنه مكون من إسكريبت، وهذا يبنى عليه العمل، ثم الممثلين، والإخراج، ووجهة النظر الإخراجية التى تظهر الصورة، ثم الصورة السينمائية إضافة إلى مقاييس عالمية للفيلم، وأيضًا مصداقيته بقدر ما وصلنى من مشاعر وأحاسيس تجاهه إضافة إلى الإضاءة والموسيقى، وكذلكإحساسى بالقضية التى يقدمها والأهم ذوقى، فكل منا يأتى من ثقافة وبلد مختلفة، ولكنّ كلًا منا له رؤية مختلفة للعمل.
■ هل اختلفتم فى لجنة التحكيم الدولية على أى عمل؟
- لم يوجد اختلاف، ولكن كان بيننا حوار، وكان مهمًا جدًا، فرئيس اللجنة بيل أوجست فائز بعدة جوائز عالمية، ولديه أسلوب فريد فى إدارة اللجنة من خلال الاستماع لكل عضو وإعطائه الحرية فيها، ولو هناك وجهات نظر مختلفة، كان يستوعبها، ولكن كان القرار فى النهاية بالتصويت، وهذا هو عامل الحسم دون وجود أى اختلافات، وكان هناك رقى كبير فى التعامل، وهذا مهم فى الفنانين، لأن مهنة الفن والتمثيل مهنة راقية بها احترام الآخر، وهذا ما كان حادثًا بيننا، لأن الموضوع هنا هو احترام الآخر ولا يوجد خلاف، فنحن كنا أمام مستوى مهم من الأفلام أمام أعضاء وجنسيات كثيرة فى اللجنة منهم لبنان والأرجنتين والفلبين ومصر وتونس، ونحن هنا كنا أمام مشاعر إنسانية وهذا مهم فى مهرجان دولى وكبير يجمع ثقافات كثيرة.
■ وما رأيك فى مستوى الأعمال التى كانت داخل المسابقة من 16 فيلمًا؟
- كانت أعمالًا جيدة وحلوة ومختلفة فى المستويات، وهناك اختلاف فى الثقافات، ما يعطينا ثقافات مختلفة.
■ هل هناك فيلم لمس قلبك؟
- لا أستطيع ذكر اسمه، ولكن كلها دخلت قلبى بدرجات متفاوتة، فأنا داخل اللجنة محايد تمامًا أمام كل الأعمال ولا أستطيع ذكر اسم عمل.
■ دائما جدول أعمالك منشغل بين إنجلترا ومصر وتونس وبعض المشاركات لك فى الدول العربية.. فكيف وفقت بين ذلك أثناء تواجدك فى القاهرة السينمائى؟
- كان مهمًا جدًا مشاركتى فى القاهرة السينمائى وتواجدى فى مصر، وكان شرفًا لى تواجدى فى مهرجان دولى مثل القاهرة ومصر خاصة، وخلال تواجدى كان لا بد من التركيز حتى أعطى الحق لكل الأفلام لأننى شاهدت كل الأفلام فى القاعات مع الجمهور، وكانت تجربة مهمة.
■ وكيف رأيت الدورة الأربعين من القاهرة السينمائى؟
- متميزة جدًا ليس من الأفلام فقط ولكن من تواصل صناع السينما والماستر كلاس لنجوم عالميين والضيوف ومن أهم استديوهات هوليوود وورش الكتابة، وإضافة إلى وجود ملتقى سينمائى لأن المهرجان ليس أفلامًا فقط، بل صناعة وتعريفًا لصناعها واختلاط التجارب وهذا كان موجودًا.
■ وماذا أضافت عضوية لجنة التحكيم لظافر؟
- تواجدى مع أناس مختلفين وثقافات وأعمار مختلفة ووجهات نظر مختلفة خلق حالة من الإثراء لى كفنان وحتى طريقة التفكير أيضًا ورؤية أفكار الأعضاء جعلت التجربة غنية بالنسبة لى، وسعدت جدًا بهذه التجربة التى أصفها بأنها حلوة «برشا».
■ هل مشاهدة الأفلام والثقافات المختلفة وتحكيمها ستؤثر فى اختيارات ظافر المستقبلة، سواء فى السينما أو الدراما التليفزيونية؟
- أحلى ما حدث هو تأثرى بالحقيقة داخلى وهذا ما بين أن لغة السينما هى لغة قلوب، ومن الممكن أن تؤثر الأعمال على اختياراتى ولكن حاليًا لا أستطيع الجزم بذلك إلا بعد فترة وسيكون ذلك تراكميا من فهم تفاصيل العمل المعروض على أكثر وتفتح فى عقلى وجهات نظر أخرى، لذلك بالتأكيد هناك تأثير.
■ وأين السينما من ظافر عابدين؟
- كان لدىّ مشروع سينمائى خلال الفترة الماضية وبعده تم تغيير الشركة، ودخلت تصوير المسلسل، وكنت سأصور فيلم «أوف رولد» فى دبى، ونظرًا لأن العمل يحتاج لمتطلبات كبيرة لأنه يتحدث عن عالم السيارات فتم تأجيلة للسنة المقبلة، ويشارك فيه مى عمر ومحمد لطفى وهو ينتمى للأكشن وهذا ما كنت أتدرب له.
■ وهل سيكون لديك عمل رمضان المقبل؟
- لن يكون لدىّ عمل رمضانى داخل مصر فى 2019، ولكن سيكون لدى عمل خارج مصر وحتى الآن لم يعلن عن أى تفاصيل.
■ عدم وجود مسلسل رمضانى فى مصر هل كان باختيارك؟
- كان باختيارى، منذ فترة، ولم يكن قرارًا، ولكن كان لدى مشروع خارج مصر، وارتبطت به لأنه أعجبنى، ولكنى لن أعلن عنه إلا عندما تقرر الشركة المنتجة الإعلان عنه وعن أبطاله، فأنا عملت من قبل فى عدة دول عربية مثلا مع نجدت أنزور، وعملت ايضًأ فى لبنان ولدى تجارب فى العالم العربى كثيرة، فأصبح العمل خارج القاهرة صعبا توفيقه مع عمل هنا.
■ هل تسعى دائما للتواجد فى رمضان داخل مصر بعد نجاحك هنا خلال السنوات الماضية؟
- بالطبع دائما ما أسعى لذلك بتقديم عمل مختلف وجيد مثل «الخروج، وتحت السيطرة، وحلاوة الدنيا، وليالى أوجينى»، لكن هذا الموسم بالفعل عرض على عمل جديد عربى اضطررت أن أغادر الدراما المصرية بسببه.
■ ولماذا لم تظهر فى السينما المصرية بعد فيلم «أبوشنب»؟
- أنا بالتأكيد سأحاول أن يكون لدىّ فيلم فى مصر فى 2019، فأنا أتمنى أن يكون الفيلم مناسبًا، ففى بعض الأحيان تأتى إلى أعمال فى توقيتات غير مناسبة، فأنا عندما أنتهى من دراما رمضان أكون بعدها مع عائلتى فى إنجلترا، وفى بعض الأعمال يكون لدىّ أعمال خارج مصر، فالأفلام تعيش، وتدوم، ولكن لا بد أن تكون مناسبة وقوية.
■ بما أنك ذكرت عائلتك.. كيف توفق بينهم وبين التصوير؟
- حقيقى هذه هى ضريبة العمل، بالتأكيد عملى فى التمثيل أخذ كل وقتى من عائلتى، وفى الآخر لا بد من تواجد التوازن، فيكفى أننى لم أكن موجودًا وقت وفاة والدى، فأنا لو لم أكن ممثلًا لأحببت أن أكون لاعب كرة قدم.
■ كيف تفسر وجود عائشة بن أحمد فى عضوية لجنة تحكيم بإحدى مسابقات القاهرة السينمائى؟
- عائشة بن أحمد زميلة، ولمَ لا؟ فبالتأكيد هم رأوْها إضافة، ولديها وجهة نظر، ولديها أعمال كثيرة قدمتها فى تونس.