أُسدل الستار على فعاليات الدورة الـ40 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، برئاسة المنتج محمد حفظى، أمس الأول، وتباينت ردود الفعل بين إيجابيات وإضافات جديدة لرصيد المهرجان حققتها إدارته برئاسة محمد حفظى هذا العام، وبين سلبيات رآها البعض من المآخذ التى يجب وضعها فى الاعتبار خلال الدورات المقبلة، وأشادوا باختيار الأفلام المشاركة والتنظيم، وتفاعل الجمهور، بينما اعتبروا أن قلة الأفلام المصرية المشاركة لا تخص إدارة المهرجان بل ترجع للأفلام المقدمة، وانتقدوا عدم وجود مطبوعات تقدم معلومات عن الفنانين أو الدورات السابقة.
ماجدة خير الله: كانت موفقة.. وأتمنى زيادة الوعى بالحفلات الصباحية
الناقدة ماجدة خير الله أكدت أن المهرجان بشكل عام كان موفقًا وقويًا فى كافة البرامج المقدمة سواء فى اختيار الأفلام المشاركة، داخل المسابقة أو خارجها، أو آفاق، والندوات، أو أسبوع النقاد، لافتة إلى أن كافة البرامج ظهرت بصورة جيدة، بالإضافة إلى التفاعل الجيد للجمهور، واختيار المكرمين، والندوات.
وعن انتقاد قلة مشاركة وتواجد الأفلام المصرية، أشارت «خير الله» إلى أن مهرجان «كان» يحتوى على عدد كبير من الأفلام، وليس شرطا أن تكون لنفس الدولة ولكن تكون هناك مشاركة، وأضافت: فى مهرجان القاهرة كان لدينا فى كافة البرامج أفلام مصرية قوية، وهذا هو إنتاج السينما المصرية، والمهرجان ليس جهة إنتاج. وأشادت «خير الله» بالتنوع الموجود واختيار المخرج بيل أوجست رئيسا للجنة تحكيم المسابقة الدولية. وأضافت أن اختيارات لجان التحكيم للأفلام الفائزة لا ترجع للمزاج كما يثار، ولكن تعتمد على الاختيار بين عدد من الأفلام المتفوقة والجيدة، لذا تكون مسألة صعبة فى المقارنات، لأنه ليس هناك تفاوت كبير بين مستوى الأفلام، مستدلة بجوائز«الأوسكار» وترشيح 5 أفلام فى أغلب الفئات، جميعها مهم عرضت خلال العام، لكن التصويت يحسم لعمل واحد.
واعتبرت أن الإقبال الجماهيرى كان جيدًا على جميع منافذ الأفلام داخل الأوبرا وكانت بـ«الطوابير»، متمنية أن يزيد وعى الجمهور المصرى والفنانين والنقاد بأهمية الحفلات الصباحية فى الدورة المقبلة. وأضافت: شاهدت كماً كبيراً من الأفلام والبرامج المتنوعة، ولم يكن لى توقعات أفضل مما تم تقديمه بالمهرجان.
أحمد عاطف: إقبال أقل من المتوسط.. وأخطاء لا تليق
اعتبر المخرج أحمد عاطف أن الإقبال الجماهيرى بالنسبة لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى هذه الدورة كان «أقل» من المتوسط بسبب انعدام الروح التى لم يجدها الجمهور أو يتفاعل معها من خلاله. وانتقد «عاطف» عددا من المواقف التى رآها أخطاء يجب توخى الحذر منها فيما بعد والتى بدأت منذ حفل الافتتاح الذى كان «بعضا من الاستظراف»، على حد تعبيره، وتابع: «رئيس المهرجان لم يعبر فى كلمته فى الافتتاح عن دور مصر الثقافى والفنى أو السياسى بكلمة رصينة ولكنه اكتفى بالشكر لكل الرعاة اسمًا اسمًا، ورجال الأعمال وأصحاب الشركات وهذه الأمور لا تعنى أحدا. وأشار «عاطف» إلى أن ما أخذه على رئيس المهرجان إصراره فى البداية على تكريم المخرج صاحب الميول الصهيونية «كلود ليلوش» وعدم تراجعه عن التكريم إلا تحت ضغط الفنانين والسينمائيين بل إنه لم يعترف بالخطأ، واستمر الأمر بوجود منتج فرنسى يدعى ميشيل زانا، وهو أحد أكبر منتجى الأفلام الإسرائيلية والمتواجدين ضمن أيام القاهرة لصناعة السينما». أضاف «عاطف»: بالنسبة أيضًا لفيلم «ليل خارجى» الذى عرض فى المسابقة الرسمية، كيف يكون هو موزعه ولم يتخل عنه ويختار الفيلم ويفضله على كافة الأفلام المصرية. وأضاف أن هناك عددا من الأفلام الجيدة لا نريد أن نبخس حقها، وأن نغفلها ولكن كان هناك استسهال فى الاختيار للأفلام خاصة التى حصلت على جوائز فى أهم مهرجانات، بالإضافة إلى أن الميزانية هذا العام تقدر بـ38 مليون جنيه، فأين تم صرفها. وتابع: تم إلغاء جائزة الجمهور بعد انتقادها وأنها ليس لها قواعد للتصويت ولا توجد جهة مراقبة لمنح الجوائز بها.
محمد عاطف: إمكانيات العرض بالأوبرا منُظمة ومميزة
اعتبر الناقد محمد عاطف أن هناك عددا من الأشياء فى تقديره وجدها فى هذه الدورة بشكل جيد، منها الأفلام، خاصة أفلام المسابقات الرسمية، عروض الجالا، المسابقات العربية.
وأشاد بوجود أكثر من سينما وهو ما سمح للجمهور بمشاهدة الأفلام بأكثر من مكان يناسبهم، بالإضافة إلى أنه كان اللافت فى هذه الدورة ظروف وإمكانيات العرض المميزة من تجهيز القاعات فى دار الأوبرا، والذى ظهر بشكل مُشرف أمام صُناع الأفلام وبشكل حقق مشاهدة ممتعة ومنصفة للأفلام من حيث منافذ العرض والصوت، لافتًا إلى أنه بشكل كبير الفعاليات فى الأوبرا كانت منظمة. وعن الأفلام المصرية المشاركة بالمهرجان، قال «عاطف»: اعتمدت على أشياء كثيرة أولها فكرة المنتج العام لدينا كيف كان شكله، وما يصلح منها وهنا يجب الاعتماد على جودة الفيلم وقدرة المهرجان على اقتناصه. بينما على مستوى الجانب الفنى، أوضح أن كافة الأفلام المصرية التى تم عرضها بالمهرجان نستطيع القول بأنها جيدة خاصة المصرية داخل المسابقة المختلفة مثل أفلام «ليل خارجى»، «ورد مسموم»، «لا أحد هناك»، ونستطيع أن نقول إن «ليل خارجى» فيلم واضح فى حجم المجهود المبذول ومتميز، وإن به عنصر التمثيل؛ لذا فاز بجائزة أحسن ممثل، بينما «ورد مسموم» فيلم قوى، وصادم، وبديع بصريًا ولغته السينمائية ذكية جدًا، وفيلم «لا أحد هناك» اعتبره أكثر فيلم ارتفع بسقف الفكرة المبتكرة وطريقة حكيها وسردها سينمائيًا.
كمال رمزى: دورة ناجحة وليست دعاية للأزياء
وصف الناقد السينمائى كمال رمزى دورة مهرجان القاهرة بأنها «ناجحة» وجيدة وأنها مرت بسلام ولم تكن بها أى مشكلات لافتة للنظر غير بعض المآخذ القليلة.
وأوضح أن ما يؤخذ فقط على المهرجان عدم إصدار كُتب أو مطبوعات عن الفنانين على الرغم من أنه كان هناك الاحتفال بالعديد من المخرجين والتكريمات سواء عالميًا أو فى مصر فكان يجب وجود مطبوعات لهم.
وانتقد «رمزى» التغطية الإعلامية واعتبرها قليلة إلى حد ما وأن هذا لا يعتبره خطأ يخُص المهرجان.
ورأى «رمزى» أن الدورة كانت ناجحة والافتتاح كان متوازنا وجيدا، والدعاية لمصممى الأزياء كما حدث فى مهرجان سابق لم يُسلط عليه الأضواء، وهو ما اعتبره أمرًا جيدًا، مشيدًا أيضًا باختيار لجان التحكيم واصفًا إياه بـ«الممتاز».
وعن قلة الأفلام المصرية المشاركة قال إن إدارة المهرجان لا تصنع الأفلام ولا يُنسب لها ذلك ولكن يُنسب للسينما المصرية، لافتًا إلى أنه رأى أفضل الأفلام الممكنة والتى شاركت، بالإضافة إلى أن الإقبال الجماهيرى كان جيدًا بشكل كبير.
وتابع: هناك نقطة مهمة وهو فى تونس مثلاً نرى أن مهرجان قرطاج قبل أن يبدأ يحصل إصلاح وتجديد لكل دور السينما بالمدينة أو المدن التى سيتم عرض الأفلام بها، متمنيًا أن يحدث ذلك فى مصر وليس فى الأوبرا فقط وأنه يجب تواجد السينما مثلا فى مدينة نصر، شبرا، وكافة المناطق وتجهيزها قبل المهرجان بوقت كاف حتى تصل إلى قطاع كبير من الجمهور وفئات مختلفة.