بعد ساعات من إطفاء حريق مبنى هيئة الطرق والكبارى فى شارع قصر العينى، نشب حريق آخر فى مبنى المجمع العلمى، وقال بيان صادر عن المجلس العسكرى السبت: الحريق شب بالمجمع العلمى المصرى نتيجة لتصاعد الأحداث بمنطقة قصر العينى، وبسبب إلقاء زجاجات المولوتوف على المبنى، مما أسفر عن اشتعال الحريق. لافتاً إلى أن عناصر التأمين المتواجدة به حاولت التصدى له، بالتعاون مع عناصر التأمين بمجلسى الشعب والشورى، ومحاولة منع إتلاف وإحراق الوثائق بالمجمع.
المجمع يرجع تأسيسه إلى 20 أغسطس 1798، بقرار من نابليون بونابرت، ليكون على غرار المجمع العلمى الفرنسى، حتى إن هناك برتوكولاً متبعاً ينص على أن يكون عضو المجمع العلمى المصرى عضواً فى المجمع العلمى الفرنسى.
وكان أول مقر لمبنى المجمع فى بيت «مونج» أحد علماء البعثة العلمية الفرنسية التى رافقت نابليون فى مصر، بينما كان سكرتيره «فورييه»، الذى جعله كأمانة السر الدائمة التى يحتفظ فيه بالكتب والمخطوطات التى كتبها علماء الحملة الفرنسية عن مصر، خلال فترة الاحتلال، والتى كان أشهرها كتاب «وصف مصر»، وفى عام 1859،انتقل مقر المجمع إلى الإسكندرية، لكنه عاد مرة أخرى إلى القاهرة فى مقره الحالى عام1880.
وأكد د. محمد الجوادى، عضو المجمع العلمى، الذى يضم 15 عضوا ويرأسه الدكتور محمد محمود حافظ، أن المجمع أنشئ من أجل العمل على نشر العلم والمعرفة فى مصر، وبحث ودراسة ونشر أحداث مصر التاريخية ومرافقها الصناعية، مشيراً إلى أنه كان يتكون من شعب الرياضيات، والفيزياء، والاقتصاد والعلوم السياسية، والأدب والفنون الجميلة، إلا أنه فى 1918، عدلت الشعب، وأصبحت الآداب والفنون الجميلة وعلم الآثار، والعلوم الفلسفية، والسياسة، والفيزياء والرياضيات، والطب، والزراعة، والتاريخ الطبيعى، ليضم المجمع حوالى 40 ألف كتاب، ويصدر مجلة سنوية ومطبوعات خاصة.
وأوضح «الجوادى» أن مكتبة المجمع تعد من أعظم المكتبات فى العالم، وتضم النسخ الأصلية لمخطوطات كتاب «وصف مصر»، وكثيراً من الكتب التى كتبت أثناء الاحتلال الفرنسى لمصر، وتوضع مقتنيات وكتب المجمع فى جميع الكتالوجات العالمية العلمية.
وأكد «الجوادى» أن هيئة الطرق والكبارى هى المؤسسة الرئيسية فى وزارة النقل، التى تختص بإنشاء الطرق بين المحافظات، وتملك 50 مترا مربعا على جانبى كل طريق.
وتوقع الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ بجامعة حلوان، أن تتقدم منظمة اليونسكو العالمية بمذكرة احتجاج على تعرض هذه الآثار للسوء، فالمبنى مسجل لديها ضمن المبانى التراثية العتيقة.