أعلن الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إطلاق المشروع الرقمي «ذاكرة الوطن العربي» العام المقبل 2019، والذي يأتي في إطار المشروعات الرقمية التي تنفذها مكتبة الإسكندرية لحفظ شواهد التنوع الثقافي العربي.
وقال «الفقى» أن مصر تزخر بشواهد التنوع الإثني والثقافي الذي يتمتع به عالمنا العربي، وأنها كانت ومازالت نقطة التقاء وحوار بين المشرق والمغرب، وتدرك أن التتنوع الثقافي أحد مصادر القوة الناعمة التي يتمتع بها المجتمع، خاصة في عمقه التاريخي، الذي رغم كل التحديات لا يزال حريصًا على تسامحه.
جاء ذلك في الكلمة التي وجهها إلى مؤتمر «التنوع الإثني والثقافي بالوطن العربي، في مستقبل الأمة ومنزلتها الإنسانية»، وألقاها بالنيابة عنه الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية ويقام المؤتمر على مدار يومين بمقر الألكسو بتونس، وينظمه مركز جامعة الدول العربية بتونس بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية.
وافتتح المؤتمر كل من الدكتور محمد زين العابدين؛ وزير الشؤون الثقافية بالحكومة التونسية، والدكتور عبداللطيف عبيد؛ الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيس مركز تونس، والدكتور خالد عزب؛ رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية، واستاذ الفلسفة التونسي الدكتور فتحي التركي.
وقال الدكتور مصطفى الفقي في كلمته إن مدينة الإسكندرية تعكس قوة وثراء وغنى التراث الإثني والثقافي العربي، حيث تحتضن 15 ألف تونسيًا، وهي المدينة التي استقبلت ابن خلدون والعديد من علماء الزيتونة، ونرى فيها عائلات السوسي والصفاقسي والزيتوني.
ولفت إلى أن مصر تعيد اكتشاف التراث الإثني والبحث في الموروث الثقافي في إعادة بناء رؤى للمستقبل العربي، وأن مكتبة الإسكندرية تنفذ مشروعات رقمية تحفظ شواهد التنوع القافي العربي ومنها مشروع «ذاكرة الوطن العربي» والذي سيتم إطلاقه العام المقبل.
من جانبه، تقدم الدكتور عبداللطيف عبيد، بالشكر إلى وزير الشؤون الثقافية بالحكومة التونسية لرعاية المؤتمر، ومنظمة الألكسو لاستضافتها للمؤتمر وتقدم بالشكر إلى مكتبة الإسكندرية لما أبدته من حماس واستعداد للتعاون مع مركز جامعة الدول العربية بتونس، لافتًا إلى أن المكتبة نظمت في سبتمر الماضي مؤتمر «العلاقات بين المشرق والمغرب العربيين، ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاً»، والذي حظى باهتمام كبير في الأوساط الثقافية وتغطية إعلامية هائلة، وقدم فيه 23 باحثًا ومؤرخًا أوراق علمية سوف تصدر قريبا في كتاب.
وأشار إلى أن هذا الؤتمر ينطلق من إدراك أهمية الحفاظ على التنوع في العالم العربي الذي يعد أساس ثراء الثقافة العربية، مؤكدًا أن التعايش طالما كان السمة الغالبة على التنوع في الأعراق والثقافات والأديان الذي لا يخلو منه وطننا.
وأكد «عبيد» على أهمية السعي لتحقييق التقارب والانسجام بين الثقافات مع احترام الآخر وثقافته والاطلاع عليها والتعريف بها، وأن الواجب الوطني والعربي يقتضي الحرص على التنوع الثقافي واحترامه ورعايته.
وفي كلمته، تحدث الدكتور محمد زين العابدين، وزير الشؤون الثقافية بالحكومة التونسية، على دور السياسات الثقافية العربية في حماية الثقافات بتنوعها وثرائها، ودور التشريع في الاعتراف بالحقوق واحترام الثقافات دون تغافل أو تهميش.
ولفت في كلمته أيضًا إلى أهمية انسجام التنوع الثقافي العربي في السياقات الدولية، ومواجهة الأحادية التي تسود العالم المعولم، وذلك بالالتقاء حول سياسات عربية تحفظ الذاكرة والتاريخ العربي.
من جانبه، شدد الدكتور فتحي التركي على أهمية التأكيد على جملة من الفاهيم الأساسية هي التنوع، والتعددية، وقبول الآخر، مؤكدًا على رفض العولمة التي تلغي الخصوصية، وتؤكد على الواحدية الثقافية، داعيًا إلى التأكيد على التعددية الثقافية، والتخلص من ثقافة النقل، والانتقال إلى عقلية الابداع، مما يجعل للمكون العربي تأثيره في الثراء الثقافي على الصعيد العالمي.