أصيب أكثر من 700 شخص بجروح فى محافظة كرمنشاه غرب إيران، مساء أمس الأول، إثر زلزال عنيف بلغت قوته 6.4 درجة ولم يؤدّ بحسب التقارير الأولية إلى سقوط قتلى أو إلى حدوث أضرار فى البنى والمنشآت، بحسب ما أعلنت السلطات.
وحدّد المعهد الجيوفيزيائى الإيرانى مركز الزلزال على عمق 7 كيلومترات وعلى بُعد 17 كلم جنوب غرب مدينة سربل ذهاب القريبة من الحدود مع العراق، وهى منطقة تعرضت فى السنوات الأخيرة مرات عدة لهزّات أرضية مدمّرة.
ونقل التليفزيون الحكومى عن أجهزة الطوارئ أن 716 شخصا جُرحوا، دون ورود تقارير عن سقوط قتلى أو أضرار بالغة.
وبث التليفزيون صورا لجدران متصدعة داخل منازل، وقال إن 33 شخصا فقط من الجرحى كانوا حتى صباح الإثنين لايزالون يتلقون العلاج فى المستشفى.
وأعقب الزلزال الأساسى هزات ارتدادية بلغت قوة إحداها 5.2 درجة.
وقال مرتضى سليمى، المسؤول فى جمعية الهلال الأحمر الإيرانى، إن معظم الإصابات، الأحد، نجمت عن تدافع إثر الزلزال الأول. وشعر سكان بغداد بالزلزال.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن رئيس جامعة العلوم الطبية فى كرمنشاه، محمد رضا مرادى، قوله إنّ غالبية المصابين تمّت معالجتهم ميدانياً.
من جهته، أكّد محافظ كرمنشاه، هوشنك بازوند، أن «الوضع حالياً تحت السيطرة»، وأنه «حدث انقطاع للكهرباء والماء ولكنّه لم يدم سوى بضع دقائق».
أمّا رئيس منظمة الطوارئ الصحية الإيرانية، بير حسين كوليوند، فقال للتليفزيون الرسمى إن معظم الإصابات نتجت بسبب «ذعر الناس وفرارهم من منازلهم».
ولم ترد أى تقارير فى الحال عن حدوث أضرار فى المبانى أو البنى التحتية.
وأوردت «إرنا» أنّ السلطات أرسلت 23 فريقاً عملانياً إلى المناطق المتضرّرة لتقييم الأوضاع.
وبعد ساعة من الزلزال شهدت المنطقة سبع هزّات ارتدادية ضعيفة بلغت شدّة أقواها 5.2 درجة، بحسب المعهد.
وقالت امرأة تقطن فى سربل ذهاب، تدعى فريبة باباى، (36 عاماً) إنّ «الأنوار انقطعت والجدران اهتزت لدرجة أحسسنا معها بأنّها ستنهار علينا، بينما كان الجيران جميعاً يصرخون».
وأضافت هذه المرأة التى عايشت الكثير من الزلازل المدمّرة، كان آخرها العام الماضى، وقد دمّر يومها منزلها عن بكرة أبيه: «هذه المرّة لم أركض (إلى خارج المنزل) على الرغم من أن أمّى التى كانت فى الخارج كانت تصرخ علىّ لكى أخرج».
وأوضحت باباى أنّ منزلها الذى دُمّر قبل عام تماماً فى زلزال بلغت قوته 7.3 درجة أعيد بناؤه جزئياً قبل شهر واحد، وأسرتها مازالت تدفع أقساط إعادة البناء.
وأضافت: «لم نعد قادرين أن نعيش حياة طبيعية بوجود كل هذه الذكريات السيّئة، كل هذه الصدمات النفسية وهذا الشعور المزعج بأنّ مزيداً من الزلازل تقع هنا».
وذكر مرتضى سليمى، المسؤول فى جمعية الهلال الأحمر الإيرانى، لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية، أنّ الزلزال ضرب مناطق «أعيد بناؤها مؤخّراً» بعد زلزال قوى العام الماضى.
وكان زلزال مدمّر بقوة 7.3 درجة ضرب محافظة كرمنشاه فى نوفمبر 2017، وأدّى إلى مقتل 620 شخصاً، معظمهم فى سربل ذهاب.
كما أدّى الزلزال إلى إصابة أكثر من 12 ألف شخص بجروح، وألحق أضراراً بنحو 30 ألف منزل ما أدّى إلى تشريد أعداد كبيرة من الناس مع بداية فصل الشتاء البارد فى المنطقة الجبلية.
وقدّر مسؤولون محليون يومها كلفة إعادة الإعمار بمليارات الدولارات فى الوقت الذى تعانى فيه إيران من تدهور اقتصادها.