بعد سداد ديونها.. روسية لحاكم دبي: قلبكم الكبير لا يميز بين الغني والفقير والانتماءات الدينية

توجهت المواطنة الروسية أناستاسيا بوبوفا، بجزيل الشكر والعرفان إلى حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على التفاته الكريمة ومساعدته لها في تجاوز محنتها بفقد والدتها في الإمارات.

وقالت أناستاسيا: «لولا مساعدة الشيخ محمد بن راشد، لما تمكنت من مغادرة الإمارات، أنا وعائلتي، بسداده جميع تكاليف المستشفى الذي كانت ترقد فيه والدتي قبل وفاتها، وكذلك تكاليف نقل جثمان أمي إلى روسيا».

وقالت أناستاسيا في مقابلة مع قناة «RT»: «وصلنا إلى دبي في الخامس والعشرين من شهر أكتوبر 2017 برفقة والدتي وابنتيّ، وفي التاسع والعشرين منه، شعرت والدتي بوعكة صحية قرب المسبح، فوضعت يدها على صدرها، وقالت إن حالتها سيئة وفقدت الوعي.. بعدها وصلت سيارة الإسعاف ونقلتها إلى المشفى السعودي الألماني، حيث قاموا بتشخيص حالتها، وقالوا إنها تعاني من»أمّ الدم الأبهرية«، وإن جراحة معقدة كهذه يمكن إجراؤها فقط في المشفى الأمريكي بدبي».

وأضافت: «نقلناها إلى ذلك المستشفى، وأجروا لها جراحة غاية في التعقيد استغرقت 5 ساعات وتكللت بالنجاح، وقال الطبيب إن والدتي نجت بأعجوبة، لأنه أسعفت في حالة حرجة، وأعربنا عن امتناننا البالغ للأطباء على عملهم، ولكن في اليوم التالي تبين أن كليتيها توقفتا عن العمل، وفي غضون 3 أسابيع كافح الأطباء من أجل حياتها، وفعلوا كل ما في وسعهم، وفي العشرين من شهر نوفمبر من نفس العالم، لم يتحمل قلب والدتي وتوقف عن الخفقان».

وأشارت المواطنة الروسية إلى أنه «وفي خضم كل هذه المجريات، توجهت إلى القنصلية الروسية العامة في دبي، بعد أن وجدت رقم هاتفهم في الإنترنت، وأخبرتهم عما جرى، فاتخذوا إجراءات على الفور.. نائب القنصل كان يزور المستشفى دائما ليطمئن على والدتي ويسأل الأطباء عن حالتها، لأن لغتي الإنجليزية ليست بالمستوى المطلوب لفهم المصطلحات الطبية، وكان موظفو القنصلية يترجمون لي دائما.. كنا نسأل عن فاتورة التكاليف، وقد كانت كبيرة جدا، والجميع قالوا لي إنه أكثر المستشفيات تكلفة في المنطقة، ولكن حينها لم يكن لدينا خيار آخر، فالوضع كان حرجا وجدنا أنفسنا فيه بالصدفة».

وتابعت الروسية بابوفا، «بعد وفاة والدتي أخبروني بالتكاليف، وما كان بمقدورنا سدادها بأي طريقة، ولم أكن قادرة على التحمل، فقد كنت في حزن وحداد لفقد والدتي، وخاصة بعد أسابيع طوال من الكفاح في سبيل حياتها، وطلبت من أصدقائي في روسيا القيام بكل ما في وسعهم من أجل أن يدقوا أبواب كل الوزارات ويعلنوا فتح باب التبرعات في روسيا لمساعدتنا، وجرى توجيه رسائل إلى كل مكان، وبدأنا في جمع المال، ولكن ما جمع لم يغط المبلغ المطلوب».

وأضافت: «في خطوتنا التالية كتبت التماسا إلى حاكم دبي، ولكن باللغة الروسية، ورغبنا بترجمة هذه الرسالة، وإحضارها شخصيا إلى مكتبه لطلب المساعدة، لأننا وقعنا في وضع لا مفرّ منه، ولكننا تلقينا خبرا مفاجئا وسارا مفاده أن حاكم دبي سيتحمل سداد التكاليف.. إنه شخص ذو قلب كبير، ولم نكن نتوقع ردا سريعا منه.. تلقيت اتصالات من قنوات إعلامية كثيرة، ومنها RT العربية، وأعتقد أن الأخيرة هي التي أوصلت حيثيات أوضاعنا المريرة إلى حاكم دبي، حيث ظهر خبر عن أن حاكم دبي يقوم بسداد ديوننا وتكاليف عودتنا إلى وطننا، وفهمنا بذلك أنه علم بالخبر بسرعة، وأنه اتخذ قرارا على وجه السرعة أيضا».

وقالت أنستاسيا: «الخبر كان لي بمثابة بارقة أمل من السماء، وشعرت بسعادة غامرة كوني سأتمكن من العودة إلى وطني مع جثمان والدتي ودفنها وفقا لأعرافنا.. أكنّ لحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم شديد الامتنان تعجز عن وصفه الكلمات.. أيها الحاكم، قلبكم الكبير لا يميز بين الغني والفقير والانتماءات الدينية، ومشكلتنا لفتت نظركم مع أننا لسنا من مواطني بلدكم، وموقفكم هذا راق جدا صدر عن رجل حقيقي، ولا أستطيع بكلمات مجردة أن أعبر عن كل مشاعري على وقوفكم إلى جانبنا».

وأكدت المواطنة الروسية رغبتها في «أن أعرب عن عميق الشكر لأصدقائي، وللأشخاص الذين لم يستطيعوا الصمت أمام مأساتي وما جرى معي، وأولئك أناس لا أعرفهم شخصيا، واعتبروا مأساتي وكأنها مأساتهم ونشروا حيثياتها لتصل إلى غيرهم من الناس، كما أشكر القنصلية الروسية العامة التي لم تتركني وحيدة طوال تلك الأيام، وقد ساعدني موظفوها بكل إمكانياتهم».

وختمت أناستاسيا: «دبي هي المدينة الأقرب إلى قلبنا، وزرناها أكثر من مرة، ويحبها أطفالي، وكانت والدتي تحبها أيضا، وكان الهدف من التماسنا لجمع التبرعات، هو أن نغادرها من دون أي ديون لكي نتمكن من العودة إليها وزيارتها لاحقا من أجل الراحة والاستمتاع بها كما اعتدنا في السابق».