تباينت اتجاهات صحف السبت فى تناول مظاهرات الجمعة المسماة بـ«جمعة الغضب الثانية»، ففى حين ركزت الأهرام على ما رأته انتصارا لوحدة العلاقة بين الجيش والشعب، اهتمت الوفد بمشاركة أعداد كبيرة من المتظاهرين دون أثر لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وقالت الوفد في عنوان تلا عنوانها الرئيسي: «التحرير يسترد الثورة من الإخوان.. ويطالب بمحاكمة الملط وفاضل وإقالة الجمل والمحافظين»، أما الدستور فاهتمت برصد المظاهرات المؤيدة للجيش والتى أقيمت أمام المنصة فى تقليد بات أسبوعيا.
وقالت الأهرام إن عشرات الآلاف شاركوا في تظاهرات الجمعة وسط أجواء سلمية، مبرزة مطالب رفعها متظاهرون بانتخاب جمعية تأسيسية للانتهاء من وضع الدستور أولا قبل إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية. وألا ينفرد المجلس العسكري وحده بإصدار القوانين التى تمس المستقبل السياسى والاقتصادى للبلاد، وأشارت إلى أن المتظاهرين قاموا بحماية الميدان فى غياب تام لقوات الشرطتين المدنية والعسكرية.
أما الدستور فعنونت تقريرها بهتاف للمتظاهرين يرفضون فيه التصالح مع رموز نظام الرئيس السابق وعائلته، وقالت الدستور إن المحافظات شهدت مظاهرات «هادئة» فى غياب الإخوان وأتباع التيار السلفي والجماعة الإسلامية.
ونقلت الصحيفة تصريحات لوزير الاتصالات المهندس ماجد عثمان قال فيها إن «الاستعجال» هو سبب الدعوة لجمعة الغضب الثانية خاصة أن النجاحات السريعة التى حققتها الثورة فى فترة قصيرة – بحسب تصريحاته- دفعت البعض لرفع سقف مطالبهم واستعجال تنفيذها.
وتحت عنوان «الشعب يريد إعدام مبارك» نقلت الوفد مطالبات المتظاهرين بميدان التحرير بإعدام الرئيس السابق ومحاسبة المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، متهمين إياه بالتستر على جرائم الرئيس السابق طوال فترة بقائه فى الحكم.
بطاقات تموينية
نشرت الوفد تحقيقاً على صفحتها السابعة يتناول عجز الدولة عن توفير السلع المنصرفة من خلال البطاقات التموينية، وخاصة السلع الثلاث الرئيسية المتمثلة فى الزيت السكر والأرز. وقالت الوفد إن 80 من المواطنين يعتمدون على هذه البطاقات فى توفير احتياجاتهم الرئيسية.
واستطلع الزميل مختار محروس آراء عدد من المستفيدين من البطاقات التموينية والساعين للحصول عليها ونقلت الصحيفة على لسان بعض من استطلعت آراءهم أنهم يجدون صعوبة وتعنتا من الموظفين بوزارة التضامن الاجتماعى فى استخراج بطاقاتهم التموينية منذ ثلاثة أشهر. بالإضافة لشكاواهم المتعلقة بنقص بعض السلع وخاصة الزيت والأرز مما يتسبب فى كثير من المشاجرات بين المواطنين وبقالي السلع التموينية الذين شكوا للوفد تأخر وصول السلع إليهم ونقص كمياتها عن حاجات المواطنين.
أزمة سلعية أخرى تحدثت عنها الدستور في صفحتها الثالثة وقالت في تقرير لها إن هناك توقعات بانتهاء أزمة السولار قريبا بعد ضخ نسبة إضافية تصل إلى 25 بالمئة من الكمية المعتادة. لتصل الكمية إلى 40 مليون لتر يوميا.
ونقلت الدستور عن حسام عرفات، رئيس شعبة الصناعات البترولية باتحاد الصناعات، أن الأزمة نتجت عن نقص السيولة المادية لتوريد السولار بالتزامن مع زيادة معدلات استهلاكه فى موسم حصاد القمح خلال شهرى مايو ويوليو، مرجعا زيادة أسعار السلع الغذائية إلى ارتفاع اسعار السولار بالسوق السوداء مما أثر على تكلفة النقل والسعر النهائى لتلك السلع.
حوار مع «السني»
نشرت الوفد على صفحتها الثامنة حوارا قالت إنها أجرته مع محمد إبراهيم عبد المنعم الشهير بمحمد السنى، أمين الشرطة المحكوم عليه بالإعدام فى قضية قتل 20 متظاهراً بمنطقة الزاوية الحمراء.
ونشرت الوفد صورا لوالد أمين الشرطة الذى قررت محكمة الجنايات الأسبوع الماضي إحالة أوراقه للعرض على المفتى تمهيدا لصدور حكم عليه بالإعدام.
ولم تشر الوفد إلى طريقة إجراء الحوار مع أمين الشرطة وإن قالت إنه رفض أن يلتقيه الصحفي أو أن تلتقط له أية صور.
وقال محمد السني لمحرر الوفد إن قوات الأمن المركزى هى من قامت بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، وإنه طالب مأمور القسم بإصدار أوامر بوقف إطلاق النار، مؤكداً أنه لم يطلق سوى أعيرة الخرطوش وليس مسؤولا عن استشهاد أي من المتظاهرين.