خرج عشرات آلاف السوريين فى العاصمة دمشق وعدة مدن أخرى فى جمعة «حماة الديار» تكريما للجيش السورى، مطالبين بسقوط النظام وسط حالة من الاستنفار الأمنى المشدد فرضتها قوات الأمن السورى، التى قمعت المظاهرات فى دير الزور ودرعا وداعل وأدلب وريف دمشق، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، وفى الوقت الذى غير فيه المتظاهرون تكتيكاتهم لتفادى القتل والاعتقال بالتظاهر ليلا، تسعى المعارضة السورية فى المنفى إلى تجميع قواها لتعزيز الضغط على النظام
وتوافرت أنباء عن إطلاق قوات الأمن النار على المتظاهرين فى درعا، مهد الحركة الاحتجاجية، ما أدى لقتل 3 أشخاص على الأقل فى قرية داعل قرب درعا. وأفاد نشطاء بأن درعا وبلدة المحطة شهدتا تظاهرات احتجاج على أسطح المنازل بدلاً من الشوارع بسبب الحظر، وأضافوا أن قوات الأمن اقتحمت منطقة شيخ مسكين فى ريف درعا، وشنت حملة اعتقالات واسعة. وقالت مسؤولة فى الأمم المتحدة إن البعثة الدولية ستواصل جهودها للحصول على الموافقة لدخول درعا لمعرفة حقيقة ما يجرى هناك، وكانت دمشق قد وافقت على السماح للبعثة بدخول المدينة لكنها تراجعت بحجة أن ما يجرى فى سوريا شأن داخلى.
وأطلقت قوات الأمن الرصاص الحى على المحتجين فى بلدة دير الزور والصالحية شمال شرق البلاد، وخرجت مظاهرات فى مدينة الرستن السورية بعد أداء صلاة الجمعة، كما تظاهر الآلاف ليلا فى منطقة القابون فى دمشق مطالبين بالحرية وجرت التظاهرات وسط حصار أمنى غير مسبوق لكبرى المدن، وفرقت قوات الأمن بالقوة مئات المتظاهرين فى حى ركن الدين شمال دمشق. وأفاد ناشطون سوريون بحصار كامل لحيى دوما وحرستا فى ريف دمشق وانقطاع كامل للاتصالات، وعلت أصوات التكبير ليلاً فى بانياس وحمص وحماة ودوما واللاذقية ومدن أخرى. وجاء خروج المتظاهرين تلبية لدعوة على صفحة «الثورة السورية» على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، مطالبين الجيش بالانضمام إلى ثورة الشعب فى «جمعة حماة الديار»، و«حماة الديار» هما أول كلمتين فى النشيد الوطنى.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن المتظاهرين غيروا استراتيجيتهم بالتظاهر ليلا لتفادى إطلاق الرصاص ولخداع قوات الأمن حتى تواجه صعوبات فى ملاحقتهم واعتقالهم، وهو ما يتيح لمزيد من المواطنين المشاركة بعد الخروج من أعمالهم أو المدارس. وأضافت الصحيفة أن التكتيك الجديد يعكس التطور فى مسيرة الحركة الاحتجاجية المتواصلة منذ 9 أسابيع ولتفادى حملة القمع العنيفة التى ينظمها الجيش والأمن بحق المتظاهرين، كما سعى المتظاهرون إلى مشاركة المزيد من المنظمات الحقوقية والتنسيق فيما بينهم. وتقول منظمات حقوقية إن أكثر من 1000مدنى قتلوا خلال الاحتجاجات كما اعتقل أكثر من 10 آلاف آخرين. ونقلت الصحيفة عن أحد المتظاهرين ويدعى حذيفة قوله إن التظاهر ليلا ليس آخر البدائل.
واتخذت الأزمة السورية منحى دوليا جديدا إذ بدأ مجلس الأمن الدولى بحث مشروع قرار يحذر سوريا من ارتكاب محتمل لـ«جرائم ضد الإنسانية» خلال عمليات القمع الدامية بحق المتظاهرين، ولا يتطرق مشروع القرار إلى عقوبات على النظام السورى لكنه يدعو إلى وقف تزويد دمشق بالسلاح.