قالت جيلان المسيري، ممثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة، إنه حتى الآن لم يتم تحديد حجم ظاهرة العنف ضد المرأة على مستوى العالم على الرغم من كافة الجهود المبذولة لتحديد حجم الظاهرة مشيرة إلى أن السبب الرئيس وراء عدم تحديد حجم تلك الظاهرة حتى الآن هو خوف المرأة من نظرة ووصمة المجتمع تجاهها.
وأوضحت «المسيرى» – خلال انطلاق سيمنار اتحدوا والذى ينظمه برنامج دراسات المرأة والتحول الاجتماعي بمكتبة الإسكندرية من خلال عدد من الأنشطة والفعاليات المختلفة في ضوء حملة الـ16 يوماً لمكافحة العنف ضد المرأة، خلال الفترة من اليوم الأحد وحتى 10 ديسمبر المقبل – أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة أطلقت الحملة هذا العام تحت شعار «اسمعنى» وذلك بهدف القاء الضوء على الظاهرة والحديث عنها وبداية مواجهتها. .
وكشفت «المسيرى» عن أنه لا زال هناك فجوة بين مواد الدستور والتشريعات القانونية وبين الممارسة الفعلية ضد المرأة على أرض الواقع، فلا يوجد تعريف موحد للعنف ضد المرأة في قانون العقوبات، بالإضافة إلى عدم وجود مادة واضحة وصريحة للعنف المنزلى ضد المرأة، مشيرة إلى مطالبة الهيئة لسن قانون يحمى المرأة داخل الأسرة؛ لأنه أكثر أنواع العنف انتشاراً في العالم.
وقالت الدكتورة مها معز، مديرة برنامج دراسات المرأة والتحول الاجتماعي بالقطاع الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية، إنه يوجد اكثر من مليار امراة تتعرض للعنف على مستوى العالم من خلال موروثات ثقافية تقلل من شأن المرأة، وليس على أساس دينى، وإنما العامل الدينى يلعب دور من خلال التفسير الخاطئ لبعض الأيات مثل الزواج المبكر، بالإضافة إلى العوامل الاجتماعية والاقتصادية، والعوامل الذاتية، والتى تتمثل في نظرة المرأة تجاه نفسها.
وأكدت «معز» خلال مشاركتها في الفعاليات على إن للمرأة دور في مواجهه العنف الذي يمارس ضدها وعلية لابد من التغيير الفكرى والثقافى، ولكن على المرأة أن تبدأ بنفسها أولا.
من جانبها أكدت الدكتورة ماجدة الشاذلى رئيس فرع المجلس القومى للمرأة، على إن الدستور المصرى أكد على المساواة بين الرجل والمرأة، وإنما العنف ضد المرأة يأتى من موروثات إجتماعية وثقافية خاطئة وتواجه المرأة «التنمر» من خلال السنوات الأولى لها كفتاة، مروراً بفترة المرأة وصولاً إلى مرحلة العمل ويمارس ضدها العنف من خلال عدم أخذ حقها الوظيفى.
وأشارت إلى أن المجلس طالب بإنشاء وحدة تكافؤ الفرص لضمان حق المرأة بالعمل، كما طالب المجلس بتوفير ضابط سيدة لبحث قضايا وبلاغات العنف ضد المرأة خاصة ليلا .
وتهدف الحملة التي تم اطلاقها إلى رفع الوعي العام في هذا الشأن كما تدعو الحملة والتي ترفع شعار «اتحدوا» لإنهاء العنف ضد المرأة إلى «تلوين العالم باللون البرتقالي» والذي يرمز إلى مستقبل أكثر إشراقًا دون عنف كما يتم تنظيم الفعاليات في الشوارع والمدارس والمعالم المميزة حول العالم.
ويشمل جدول الأنشطة سيمنار إطلاق الحملة بمكتبة الإسكندرية إضاءة مبنى مكتبة الإسكندرية باللون البرتقالي أسوة بغيره من المعالم المميزة حول العالم والتي يتم إضاءتها في نفس الوقت.
وتقوم الحملة باستطلاع رأي لرصد ظاهرة العنف ضد المرأة في المجتمع المصري، وسيتم تنفيذ هذا الاستطلاع داخل المكتبة خلال حملة الـ 16 يوماً من النشاط لمكافحة العنف ضد المرأة وإصدار تقريراً شاملاً يتم إطلاقه خلال شهر مارس 2019 (شهر المرأة) كما يتم تنظيم ورشة عمل بمكتبة الإسكندرية تحت عنوان «قصتها للقضاء على الجوع» لتدريب الشابات على إنتاج ونشر المعرفة عن الموضوعات التي تخص قضايا المرأة والغذاء وخاصة على ويكيبيديا وتأتي هذه الحملة في إطار المبادرة التي أطلقتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة مع مكتب برنامج الأغذية العالمي في مصر.
ويضم جدول الحملة أيضًا ورشة عمل تحت عنوان «رحلتهن للبحث عن السعادة» بالتعاون مع مبادرة «شباك السعادة»، خلال يومى 9 و10 ديسمبر المقبل بقاعة المؤتمرات بمكتبة الإسكندرية. وتقام هذه الورشة في إطار الستة عشر يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة وتتناول الورشة عرض تفاعلي لتقرير السعادة العالمي 2018، كما تسلط الضوء على الصعوبات والمخاطر المختلفة في انتقال المرأة من مكان إلى آخر بحثاً عن السعادة، وكيف يؤثر قرار الاغتراب في جودة الحياة الشخصية، وماهي النتائج المترتبة على اتخاذ هذا القرار.
ويشارك في ورشة العمل عدد من الخبراء والأكاديميين وممثلي الهيئات والمنظمات المعنية بشؤون المرأة، لعرض خبراتهم وآراءهم عن مدى تأثير الاغتراب على جودة الحياة وانعكاسها على معدلات السعادة.
ويقام على هامش الورشة أيضًا عدد من الأنشطة التفاعلية مثل ورش عمل «استمعي إلى صوتك الداخلي» التي تهدف إلى استخدام الفن والثقافة لمناهضة النظرة السلبية للعنف ضد المرأة وتحويلها إلى نظرة إيجابية للمرأة بصفة عامة.
وتأتي هذه الحملة في إطار تبني مكتبة الإسكندرية لقضايا عديدة طيلة السنوات الماضية في صميم التنمية المستدامة وخاصة تمكين المرأة، وضمن أنشطة برنامج دراسات المرأة والتحول الاجتماعي والذي تم إنشاؤه حديثًا ليكون منبرًا لأنشطة وبرامج المرأة وحاضنًا ومروجًا للتغيير ورصد معايير التحول الاجتماعي البناء.