«أرى الشهادة قرب ميدان التحرير».. كلمات يتذكرها للشيخ عماد عفت مريدوه وتلاميذه، منهم الباحث السياسي، ومنهم الشاعرة.. وبين هؤلاء وهؤلاء يقف كثيرون أمام علمه وابتسامته لعلهم يتعلمون.
تصفه أسرته في بيان لها بأنه «سارع بالتواجد معهم (الثوار) كلما دعا داعي الوطن، وكان معهم في معركة تحريره من أسر المتجبرين» ويصفه مفتي الديار المصرية بأنه «كان من الثوار»، ويصفه الثوار بـ«الشيخ الثائر» وبين هؤلاء وهؤلاء لم يقف الشيخ كثيرا أمام الكعبة في زيارته الأخيرة لها إلا ليتمنى أن تضمه السماء إلى قائمة شهداء الثورة.. وقد كان.
ولد الشيخ صاحب الابتسامة الرقيقة عماد الدين عام 1959، وحصل علي ليسانس اللغة العربية قبل أن ينال ليسانس الشريعة الإسلامية في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف في عام 1997م، ودبلومة بالفقه الإسلامي العام من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر في عام 1999، ودبلومة الشريعة الإسلامية من كلية دار العلوم بالقاهرة، وفيما يسير في طريقه كانت مصر تسير في طريقها، وفي ميدان التحرير التقيا.
رزق الشيخ الشهيد بأربعة أطفال يتذكر وجوههم عدد كبير من المتظاهرين عندما كان يحملهم الشيخ معه وفوق كتفيه في الاعتصامات أو التظاهرات المتتالية، كما يتذكرون وقوفه بعمامته وزيه الأزهري إلى جوارهم في العديد من المواقف، سواء بفتاواه مثل تحريم التصويت للفلول في انتخابات مجلس الشعب، أو بقوله كلمة حق في وجه سلطان جائر.
تولى الشيخ الشهيد منصب مدير إدارة الحساب الشرعي بدار الإفتاء المصرية وعضو لجنة الفتوى بالدار، وذلك بعد أن كان رئيس الفتوى المكتوبة، وتم تعيينه في دار الإفتاء في أكتوبر 2003، كما عمل كباحث فقهي بدار التأصيل للدراسات الشرعية، قبل أن يترك كل هذا ويرحل في أحداث شارع مجلس الوزراء برصاصة خلال الاشتباكات بين قوات الجيش والمتظاهرين، لتنعيه أسرته بسطور يسجلها التاريخ، قالت فيها: «نحن إذ تعتصر قلوبنا ألما على فراق الشيخ، فإننا نؤكد عزمنا سلوك كل الدروب، واتخاذ كل الأسباب، لا لمحاسبة المسؤولين عن قتله فحسب، وإنما لتحقيق ما خرج من أجله في أول الأمر، وهو استعادة الوطن لأهله، وتحرير إرادته من أسر أعدائه، وإعادة بنائه والنهوض به ليدافع عن الأمة ويحرر أراضيها ويحقق مصالحها».