فى ليل الثامن عشر من نوفمبر جلست هاجر جمال تتصفح موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» لمشاهدة تحضيرات مهرجان القاهرة السينمائى المقرر انطلاقه بعد يومين حينها، يخفق قلبها فرحًا كلما صور لها خيالها أنها ستتواجد يومًا ما مع هؤلاء النجوم على السجادة الحمراء، حينها تلقت مكالمة هاتفية من رقم مجهول لم يقل سوى جملة واحدة: «إنتى هتروحى لهانى البحيرى بكرة عشان تقيسى الفستان».
فرحة عارمة انتابت هاجر جمال الملقبة بـ«مادونا» حينما أخبرتها رنا خليل، مؤسسة حملة قد التحدى، بأنها ستحضر المهرجان هذا العام فى دورته الأربعين، بصفتها الطالبة الوحيدة من المعهد العالى للفنون المسرحية من طلاب الصم وضعاف السمع، تقول مادونا: «مكنتش مصدقة لما قابلت هانى البحيرى وسألنى عن شكل الفستان اللى نفسى فيه وجبلى أجمل فستان شوفته فى حياتى».
وتكمل: «يوم المهرجان الصبح رحت الكوافير وبعدين لبست الفستان ودخلت المهرجان مع أستاذ أشرف زكى وروجينا كنت حاسة أنى فى خيال».
فستان أزرق ارتدته الفتاة العشرينية كالسندريلا، تسير وخلفها أمينة خليل ووجنتيها تكاد أن تنشق من الفرح، تذهب وتقف بجوار حسن الرداد لالتقاط صورة تذكارية مع محبوبها.
ولكن الصورة تزداد بهجة برقصة مع الرداد، تقول مادونا: «كان نفسى من زمان أتصور معاه، وأحنا بنتصور واحدة قالتله أرقص معاها مسك إيدى ورقص، كنت طايرة من الفرحة».
فى بداية العام التحقت مادونا بالمعهد العالى للفنون المسرحية كإحدى طلاب الـ5% من ذوى الاحتياجات الخاصة التى يقوم المعهد بضمهم.
تقول مادونا: «أخدت ورشة فى ٣ شهور وبعدين دخلت الاختبار قولت مونولج بلغه الإشارة وكانت معايا واحدة بتترجم والدكاترة كانوا مبهورين».
وتردف: «دكتور جلال الشرقاوى قال النتيجة وأنا واقفة، ودى كانت أول مرة النتيجة تعلن فى وقتها، المفروض بتكون بعدها بأسبوعين، قالى انتى نجحتى ولازم يكون معاكى حد من صحابك صم عشان متبقيش لوحدك، أقنعت صفوت صديقى ودخل الاختبار ونجح».