x

المخرج أحمد عبدالله: اختيار «ليل خارجى» للمسابقة الرسمية بمهرجان «القاهرة» دعم للسينما الجادة

السبت 24-11-2018 20:39 | كتب: مادونا عماد |
المخرج أحمد عبد الله المخرج أحمد عبد الله تصوير : آخرون

فيلم مصرى وعربى وحيد فى المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى الـ40 هو «ليل خارجى» للمخرج أحمد عبد الله السيد.

يضع صُناع العمل آمالًا عريضة، وفى الوقت نفسه يشعرون بصعوبة المسؤولية الملقاة على الفيلم الذى يحمل بمفرده مسؤولية الدفاع عن السينما المصرية والعربية، ورغم أن إدارة المهرجان كانت أمامها الفرصة لإشراك أكثر من فيلم مصرى بالمسابقة إلا أنها قررت الاقتصار على مشاركة «ليل خارجى». «المصرى اليوم» التقت مخرج الفيلم أحمد عبد الله، وكان معه هذا الحوار:

■ كيف تلقيت مشاركة الفيلم فى مسابقة المهرجان؟

- مبدئيًا، أنا سعيد جدًا بأنه الفيلم المصرى الوحيد الذى يشارك فى المسابقة الرسمية بالمهرجان، بعد غيابى عن المهرجان لسنوات، وهذا يشعرنى بالفخر، فأنا تربيت وتعلمت السينما من المهرجان والورش الفنية، فأنا لست خريجًا فى المعهد العالى للسينما، بالتالى أنا مَدين للمهرجان بتعلمى فنون السينما. أفلامى سبق أن عُرضت فى مسابقات مختلفة بالمهرجان، لكن لم يُعرض لى من قبل أى فيلم بالمسابقة الرسمية، وهى المرة الأولى بفيلمى «ليل خارجى»، فشاركت فى المسابقة العربية بفيلمى «هليوبوليس»، وحصلت بهذا الفيلم على جائزة أفضل فيلم عربى فى ديسمبر 2010. وشاركت بفيلم «ديكور»، ببرنامج عروض خاصة ضمن المهرجان بالمسرح الكبير فى 2014، وهى إشارة إلى أن السينما الجادة لها مكانة مُشرقة ويدعمها المهرجان.

■ تقدم ٣ شخصيات خلال قصة الفيلم؟

- القصة تدور حول ثلاث شخصيات، من خلفيات وثقافات مختلفة، ورغم اختلافاتهم الفكرية والاجتماعية والأخلاقية، إلا أنهم يجدون أنفسهم معًا مجبرين على التعامل مع الأوضاع والتغيّرات التى غيرت من شكل الحياة التى اعتادوها. تقع أغلب أحداث الفيلم داخل سيارة تاكسى، يطوفون من خلالها معًا عبر شوارع القاهرة، ويكتشفون المدينة فى أعماقها الشعبية فى ظلام الليل. وبمرور الوقت تجبرهم تلك الرحلة، التى تمتد ليوم كامل، على الاقتراب من بعضهم واكتشاف كل شخص بين الشخصيات الثلاث، فيتعرّفون على أنفسهم ويتعمقون فى التفكير فى علاقاتهم الاجتماعية بالأشخاص فى حياتهم، أثناء جولاتهم.

■ الشخصيات بالفيلم تتشابك بها الصراعات؟

- الشخصيات الرئيسية الثلاث بالفيلم: مو، ويؤدى دوره كريم قاسم، ويجسد دور المخرج الذى يصارع من أجل عمل فيلمه الجديد، و«توتو» بائعة الهوى التى تقابلهم للمرة الأولى، وتلعب شخصيتها منى هلا، و«مصطفى» سائق التاكسى، والذى تتحوّل ليلته إلى صراع مع «مو»، ويلعبه شريف دسوقى، حيث يحاول كل منهما إثبات القوة والقدرة على القيادة، وتظل «توتو» العنصر الوسط بين طرفى النزاع وازدحام المدينة ورحلتهم. وخلال الرحلة يلتقى الثلاثة مع باقى أبطال الفيلم، فينجحون فى تحريك والتلاعب بمجرى الأحداث، فيظهر أحمد مالك فى دور شخص يدعى «جيمى»، وأحمد مجدى فى دور «مجدى»، وبسمة وتجسد دور امرأة تدعى «رباب»، وعدد آخر من الفنانين، مثل عمرو عابد ومجدى أحمد على.

■ حرصت على اضفاء الكوميديا على الفيلم؟

- الفيلم رغم جدية تفاصيله إلا أنه ينقل إليك إحساسا بالكوميديا، وسيُفاجأ به الكثيرون بعد مشاهدته، وهذا ما حاولنا الالتزام به أثناء مراحل التجهيز للفيلم وأن يكون «دمه خفيف».

■ معظم أحداث الفيلم جاءت داخل التاكسى؟

- الفيلم لا يدور بأكمله بسيارة الأجرة، لكن يتحرّك أبطال العمل الثلاثة ويمارسون بعضا من عاداتهم الحياتية اليومية، لكن سرعان ما يعودون إلى التاكسى لاستكمال الرحلة، لذا هناك مشاهد خارج السيارة لإعطاء فرصة للشخصيات بأن تُظهر تصرفاتها نحو الآخرين بالفيلم. وكان بالفعل لدىّ مساحة إخراجية.

■ الفيلم أشبه برحلة داخل المجتمع المصرى.

- الرحلة عبر التاكسى تدور حول معنيين، الأول معناها الجغرافى الشائع، وهو كونهم يتحركون بين بضعة أحياء داخل العاصمة، والمعنى الثانى الفلسفى، هو كون الرحلة شكّلت فرصة للاختلاط بين الثلاثة وباقى الأبطال، رغم الطبقات والعوالم الثقافية المُتباينة. الفيلم يحاول الخوض فى مسألة علاقة الطبقات ببعضها، فالأبطال الثلاثة يعيشون فى منطقة سكنية مُتقاربة، وتفصلهم عن بعضهم محطة مترو واحدة، لكن تلك المحطة ورغم قِصر المسافة إلا أنها تشكل فرقا كبيرا جدًا فى أوضاعهم الاجتماعية وثقافاتهم. وكل فرد من الثلاثة يرى القاهرة وفقًا للمنطقة التى يسكنها وبيئته التى نشأ داخلها، إلى أن يبدأوا فى التواصل الفكرى والثقافى مع الاحتكاك الإنسانى.

■ هل تقدم أفلامك بمنطق أن لها هدفاً ورسالة؟

- بالنسبة للهدف، أنا لا أؤمن بالأعمال الفنية ذات الهدف الثابت، لكن أؤمن أكثر بالفيلم الذى يطرح مشكلة ويبحث عن حلول لها مع المشاهدين، دون وضع حلّ جازم ونهائى باللقطات الأخيرة من الفيلم. وهذا ما فعلته مع كل أفلامى، مثل «هليوبوليس» و«ميكروفون» و«فرش وغطا»، فأنا هدفى أن يدخل المُشاهد إلى العالم الذى أطرحه بالفيلم، حتى يعبّر بنفسه عن اتجاهه وآرائه، لكن لا أملك رسالة واضحة من أفلامى لبثها للجمهور؛ فأنا أُفضّل توسيع دور المُشاهد ونقله من مُتلقٍ صامت إلى مُشارك فعال يشاركنا الحكاية التى أراها مُسلية وجزءًا من الواقع الملموس.

■ هل قابلتك مشاكل خلال تصوير الفيلم والتجوّل بالكاميرا فى الشوارع؟

- الازدحام نهارًا وضيق بعض الشوارع، فى المقابل، كنت ألجأ إلى التقليل من حجم فريق العمل خلف الكاميرا، بسبب اختيار شوارع لا تتحمل أعدادا بفعل الازدحام، كما فضلت التصوير فى ساعات متأخرة من اليوم لاختيار وقت يقل خلاله تدفق الأشخاص بالشوارع.

■ ما هى معايير اختيارك لأبطال فيلمك؟

- اختيارى للفنانين قائم على عاملين، القدرة على التحدث مع الفنان أو الفنانة، والتفكير سويًا على أن نكون سعداء بالعمل، وهذه الصفات لا أجدها مع الكثير من الممثلين. والنقطة الثانية تفهّم الفنانين طبيعة السينما التى أقدّمها وعلى استعداد للإضافة للعمل.

■ البعض يخلط بين فيلمك وفيلم آخر بعنوان «ليل داخلى»، كيف ترى ذلك؟

- على مستوى الفيلمين «ليل داخلى» و«ليل خارجى»، هناك بعض المواقع الإخبارية خلطت بين قصة «ليل داخلى»، بطولة بشرى وعدد من الفنانين وأحداثه تسلط الضوء على فساد صناعة السينما، وقصة فيلمى، ولا أصف هذا الخلط إلا بأنه «نوع من الاستسهال» بدلًا من التحقق من قصة الفيلم.

■ هل ترى أن «ليل خارجى» خرج بالشكل الذى تخيلته فى بداية التحضير له؟

- ليس هناك شخص قادر على أن يطلق فيلمه بنسبة 100% كما تخيله، بفعل ظروف وصعوبات تعوقك، وتتعلق بأماكن التصوير ومشاكل تصيب المُعدات، ومواعيد الممثلين، وأسعى إلى تخطى الظروف والمعوقات للانتهاء من العمل بنجاح.

وأنا أرى أننى قدّمت العمل بنسبة 70% من الصورة التى تخيلتها، و30% ترجع إلى الأقدار، وفى النهاية الجمهور يضع النسبة برأيه النهائى.

■ لماذا تختفى كمخرج لسنوات بين العمل والعمل التالى؟

- فكرة إطلاقى الأعمال الفنية لا تتعلّق بالفترة الزمنية بقدر تعلّقها بالمحتوى وفكرة العمل الفنى الذى أقدّمه إلى الجمهور، والأفضل أن أكون صادقا مع نفسى وجمهورى قبل تقديم أى فيلم، وبهذه الطريقة يكسب الفيلم الرهان ويحصد إعجابا وتفاعلا من المشاهدين. ودائمًا لا أبحث أو أهتم بإطلاق أفلام بصورة مُتتالية ومُتعاقبة من أجل المال، لكن أسعى إلى تقديم أفلام ترضينى وترضى الجمهور وتعيش فى أذهانهم. وبالطبع نوع الأفلام التى أقدمها تتعرض للظلم فى الدعاية، ويخشى الموزعون من طرحها ضمن فئة الأفلام الجماهيرية وفى أكثر من دور عرض وتقليل حجم الدعاية للعمل، مثل فيلم «ميكروفون»، وذلك خوفًا من عجز الفيلم عن تحقيق الربح، وهو ما ينعكس على شباك التذاكر، ويتعرّض الفيلم بالتالى للظلم ويقلل من نسبة الربح ويضعف قدرته على المنافسة العادلة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية