عادت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى، مساء أمس، إلى بروكسل لإجراء «تعديلات» نهائية قبل قمة حاسمة حول بريكست يُفترض أن تصادق على اتفاق تاريخى، لكن مدريد تهدد بالعرقلة لغياب «ضمانات» حول مصير جبل طارق.
والتقت ماى عند الساعة السادسة بتوقيت جرينتش رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، ورئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك، عشية القمة الاستثنائية المرتقبة اليوم.
والمتطلبات الإسبانية هى العقبة الأخيرة أمام موافقة القادة الأوروبيين بالإجماع على اتفاق بعد أن تمكن المفاوضون من وضع الصيغة النهائية لـ«معاهدة انسحاب» المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبى و«إعلان سياسى» يحدّد علاقاتها المستقبلية معه.
وحذر رئيس الحكومة الإسبانية بدرو سانشيز من أنه «فى حال لم يتم التوصل إلى اتّفاق (حول جبل طارق)، ومن الواضح أن هذا ما سيحدث، فإنّ من المحتمل جدًا ألا تُعقد (قمّة) المجلس الأوروبى»، معتبراً أن «الضمانات لاتزال غير كافية» وبالتالى فإن إسبانيا «تحتفظ بقدرتها على تعطيل بريكست».
وتطالب مدريد بالحصول خطيا على قدرة لتعطيل أى عملية تفاوض مستقبلية حول مصير جبل طارق، وهو جيب بريطانى واقع فى جنوب إسبانيا تطالب مدريد بالسيادة عليه.
وطالب وزير الدولة الإسبانى للشؤون الأوروبية لويس ماركو أغيريانو الذى وصل إلى بروكسل أمس الأول، لندن بتعهّد «خطى» فى ملف جبل طارق قبل القمة الأوروبية.
وأفادت مصادر عدة بأن إسبانيا لا تملك قدرة على تعطيل اتفاق بريكست.
وقال المدير السابق للدوائر القانونية فى المجلس الأوروبى جان كلود بيريس الذى أصبح مستشاراً: «المقرر رسمياً هو موافقة بغالبية مؤهلة» من الدول الأخرى فى الاتحاد الأوروبى. وأضاف: «سواء وافقوا (الإسبان) أم لا اليوم، فهذا لن يغيّر شيئاً على المستوى القانونى».
وقال مصدر أوروبى: «إنها مسألة سياسية، وليست قانونية: ستكون مشكلة حقيقية بالنسبة للدول الـ27 ألا تنضمّ دولة كبيرة مثل إسبانيا اليوم إلى المصادقة على اتفاق الانفصال».
كما تم «التوصل إلى حل» لمسألة كانت لاتزال عالقة فى الأيام الأخيرة، وهى حقوق الأوروبيين بالصيد فى المياه الإقليمية البريطانية، وفق ما أكد مصدر دبلوماسى آخر بعد اجتماع رفيع المستوى لممثلى القادة الأوروبيين فى بروكسل.
وقال دبلوماسى إنه يُفترض أن تكون مسألة الصيد التى لم تُحلّ فى معاهدة الانسحاب، موضوع نصّ منفصل فى بيان قمة اليوم.
وأضاف مصدر ثالث أن «الأمور تتقدم، نرى نورا فى نهاية النفق».
ولا تهدف زيارة ماى، مساء أمس، لبروكسل إلى إجراء مفاوضات نهائية حول النصوص التى أنهيت صياغتها بعد 17 شهراً من المفاوضات المتوترة.
فقد أوضح مصدر دبلوماسى «أنها زيارة لتثبيت الرسائل السياسية التى ستصدر بشكل علنى اليوم»، مؤكداً أنها «لم تعد مسألة تفاوض بشأن أى شىء» مع ماى.
وتواجه ماى انتقادات فى صلب معسكرها، فالبعض يتهمها بأنها قدمت تنازلات كثيرة للاتحاد الأوروبى.