اختفى رجال الشرطة نهائياً من ميدان التحرير والشوارع المحيطة به الجمعة، فى «جمعة الغضب الثانية»، التى شارك بها عشرات الآلاف.
ففى شارع قصر العينى وقف 3 عساكر فقط أمام مجلس الوزراء لتأمين المكان وواحد أمام مجلس الشعب، أما مجلس الشورى فخلا تماماً من أى فرد أمن أو مجند شرطة. وقبل ميدان التحرير بأمتار عند شارع «الشيخ ريحان» وقف مجموعة من الشباب لتفتيش المتجهين إلى «الميدان» وأغلقوا الشارع بأقماع حمراء تابعة لإدارة مرور القاهرة، وتولى فريق آخر منهم تحويل مسار السيارات إلى الكورنيش «يساراً» أو إلى داخل شارع الشيخ ريحان «يميناً».
وبالقرب من الميدان فى شارع قصر العينى وقفت 5 سيارات إسعاف وافترش عدد من المسعفين الطريق ممسكين بـ«قطع من القطن» يجففون بها عرقهم من شدة الحر.
وعند شارع محمد محمود وضع الشباب كتلاً صخرية لإرغام قائدى السيارات على تغيير المسار حتى لا يدخلوا الميدان، وتولوا تفتيش المارة تفتيشاً دقيقاً قبل دخول الميدان، خوفاً من وجود أسلحة بحوزتهم. واكتظ الميدان بـ«عشرات الآلاف» من المتظاهرين، بعضهم يحمل لافتات تنادى بالثورة وعودة الأموال المنهوبة، وآخرون يحملون لافتات عليها أسماء وصور رموز النظام السابق، وأطفال ونساء يرسمون أعلاماً على وجوههم، ويحملون لافتات مكتوباً عليها كلمة «مدنية»، وباعة جائلون. واختفت سيارات الشرطة والجيش من شارع طلعت حرب، وأغلق الشباب مدخل الشارع فى اتجاه الميدان بالحبال لإرغام المارة على الوقوف وتفتيشهم.
ووقف 4 عساكر أمام بوابة المتحف المصرى من ناحية التحرير ومثلهم فى ميدان «عبدالمنعم رياض» لتفتيش الزوار والموظفين، واختفت سيارات الشرطة والجيش حول المتحف.
وعند وزارة الداخلية لم يختلف الوضع كثيراً، إذ اختفت سيارات الشرطة من أمام مصلحة الأدلة الجنائية، وأمام مدخل الوزارة وقفت عربة «بوكس» جلس إلى جوارها مقدم ومجند شرطة يحمل سلاحاً شخصياً «طبنجة» وأمام الوزارة وقفت 5 سيارات شرطة زرقاء خالية.
وفى شارع نوبار باشا ناحية وزارة العدل جلس شخص يرتدى ملابس ملكية وعلى بعد أمتار منه كان اثنان آخران يرتديان الملابس الملكية أيضاً، ولم تظهر سيارة شرطة واحدة بها أفراد، أمن فى محيط وزارة الداخلية بالكامل.