كانت ساحة دار الأوبرا المصرية تعج بحيوية العشرات من الشباب فى قصر الفنون ممن جاءوا مشاركين ومشاهدين لانطلاق الدورة 29 من صالون الشباب، والتى افتتحتها الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة، وتستمر فعالياتها حتى 13 ديسمبر، بحضور الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والدكتور فتحى عبدالوهاب، رئيس صندوق التنمية الثقافية، والفنان أسامة إمام، القوميسير العام، والدكتور حمدى أبوالمعاطى، نقيب التشكيليين، مع عدد من النقاد والمهتمين بالفن التشكيلى.
ويشارك فى فعاليات الدورة الحالية 170 فناناً بـ176 عملًا فى مجالات التصوير، الرسم، النحت، الفنون الرقمية (التصوير الضوئى، الكمبيوتر جرافيك)، الخزف، الجرافيك، التجهيز فى الفراغ، العمل الجماعى، الميديا (فنون الفيديو)، والفنون التفاعلية، وتضم لجنة الفرز والتحكيم الفنانة الدكتورة سرية صدقى، رئيسًا، وأمانة الفنانة رحاب عبدالواحد، وعضوية كل من: الفنانين عقيلة رياض، عماد عبد الهادى، هشام عبد الله، كلاى قاسم، الدكتور ضياء الدين داوود، الدكتور محمد غالب.. وصالون الشباب فكرة أطلقها الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق، بهدف إتاحة الفرصة أمام شباب الفنانين المصريين للتجريب والابتكار حتى أصبح أحد أهم المعارض المتخصصة فى هذا المجال، وبدأت أولى دوراته عام 1989
كان صالون الشباب هو الحدث الأكثر زخمًا بين جيل الفنانين، معتبرين المشاركة فى هذا الحدث انطلاقة لهم للانفراد بفنهم ورؤاهم الخاصة، وهو ما لمسته وزيرة الثقافة خلال جولتها فى حفل الافتتاح، إذ قالت: «إن التوجّه العام للصالون يعتمد على البحث عن الأفكار الخلاقة التى تحمل قيما فنية متنوعة ترتكز على التجريب اللامحدود وروح المغامرة»، مشيدة بالأعمال المعروضة، ومؤكدة أنها تحمل قراءات ورؤى متميزة تعبر عن أحلام وطموحات واهتمامات الجيل الجديد، وأن دورات الصالون تعد بوابة حقيقية للعبور إلى المشهد التشكيلى المصرى ومسرحاً واقعياً للمغامرين الذين وصلوا بتجاربهم الفنية إلى نتائج إبداعية تثير الإعجاب وتعد الجميع بمستقبل مشرق.
ويوضح خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، أن الصالون يمثل إشارات استباقية لاستشراف مستقبل وطن خلده وحفظ ريادته، وأن الدورة الجديدة تنطلق محمّلة بهموم وقضايا واهتمامات شباب مصر، وتعكس لنا قراءات ورؤى يجب دراستها وتقييمها بمنتهى الدقة، مؤكدًا أن الصالون منذ انطلاقته يعد مسرح التشكيليين الرئيسى لعرض طاقاتهم الإبداعية ونافذة أمل لمواهبهم، مشيرًا إلى أننا يجب أن نتناول هذا الملتقى فى ظل الظروف التى تموج بمنطقتنا العربية، وعلينا مناقشة وانتقاد أفكار الشباب فى هذا السياق.
وقالت الفنانة د. سرية صدقى، رئيس لجنة فرز وتحكيم الصالون، إن هناك عددا غير قليل من المشاركين فى الدورة الحالية يبشرون بآفاق مهمة فى مستقبل الحركة الفنية، حيث تتكامل الخبرة التقنية والقيم الجمالية مع الفكرة لديهم، من أمثلة ذلك فى مجالات التصوير والجرافيك والنحت والخزف والأعمال المركبة، حيث تجسد الوعى بمعطيات الخامة وملاءمتها للشكل والفكرة بصورة متجانسة ومتجددة فى نفس الوقت، غير أنه فى بعض الأعمال المركبة كان هناك خلل فى السياق الذى يوحدها حول فكرة مركزية مبتكرة، كما ظهرت أمثلة من التصوير المبنى على الأشكال النمطية المتكررة.
الفنان أسامة إمام، القوميسير العام للصالون، يرى أن المغامرة والتجريب كانا ولا يزالان سببًا للوصول إلى كل ما هو جديد ومتطور فى الحياة، وإن الخوف والتردد أيضًا كانا سببًا لكل جمود وخضوع، ولم تأت الإنجازات الإنسانية إلا عن طريق المغامرين الذين فتحوا آفاقًا جديدة للتفكير والبحث عن كل جديد وغير مألوف سابقًا، ودائمًا كانت ساحة صالون الشباب مسرحًا واقعيًا للمغامرين الشباب الذين وصلوا بتجاربهم الفنية إلى نتائج صادمة أحيانًا، ولكن حتى الصدمات لها أيضًا دور كبير فى تطوير حياة الإنسان.
وشهدت الدورة الحالية لصالون الشباب بعض التطورات والمستجدات التى تصب جميعها فى سبيل تشجيع المشاركة فى المعرض وزيادة المدى العمرى الشبابى، وكذلك زيادة التحفيز للمشاركة وتطوير المشاركات من الناحية الفنية.
ويقول قوميسير عام الصالون لـ«المصرى اليوم» إن إدارة الصالون أكدت فى الشروط العامة فكرة المعرض الرئيسية، وهى روح المغامرة والتجريب اللامحدود كى يخرج المعرض بأفكار جديدة وشكل جديد ومختلف عن الدورات السابقة.
ويوضح «إمام» أنه تم رفع القيمة المادية للجوائز مع استحداث ثلاث منها تحمل اسم كبار التشكيليين، هى جوائز نبيل درويش وصالح رضا ومحمد طه حسين، مع طرح فكرة مناصفة الجوائز لدعم أكبر عدد من الفنانين، كما يشير قوميسير الصالون إلى مشاركة أصغر فنانة فى المعرض بعمر 17 عاما، هى باربارا ريمون، لتشجيع طلبة المدارس أيضًا على المشاركة لتوسيع رقعة المتقدمين وعدم حصرهم فى طلبة الكليات الفنية أو محبى الفنون، وكذلك التأكيد على الالتزام التام بكامل شروط تنظيم المعرض لتثبيت فكرة احترام القواعد المنظمة.
وأضاف أسامة إمام أن الدورة الحالية تشهد مشاركة عدد كبير من أعمال التجهيز فى الفراغ والأعمال الجماعية والتفاعلية، مما أتاح الفرصة للمتلقين للتفاعل مباشرة مع الفنانين والتواصل معهم، مما يقرب المسافة بين الجمهور والفن التشكيلى.
وتعطى الجائزة المادية لـ«صالون الشباب» حافزًا إضافيًا، وقد جاءت جوائز الدورة 29 الحالية لصالون الشباب كالتالى:
الجائزة الكبرى وقيمتها 25 ألف جنيه، وجائزة «أوسكار» وشهادة تقدير، وذهبت مناصفة بين محمود أحمد عبدالعظيم (تجهيز فى الفراغ)، ورحاب خالد حسن وزينب وليد محمد (عمل جماعى)، فيما ذهبت جوائز الصالون وقيمة كل منها 12500 جنيه، وجائزة «أوسكار» وشهادة تقدير فى التصوير مناصفة بين السيد عطا السيد ونهلة رضا عبدالحميد، وجائزة النحت مناصفة بين يحيى عبدالفتاح وإيمان بركات، وجائزة الرسم مناصفة بين مصطفى ربيع صديق ودينا أنور، وجائزة الخزف مناصفة بين أحمد محمد الحسينى وهدير أحمد عبدالمحسن.