(1)
تأبط الليل الظلال
أقلبُ..
مضاجع الخوف..
مُرددًا صدى الحيرة..
هل الصبح من موعده..
أم يتأبط الليل الظِلال،
مجرات الفلك..
يُعادُ رسمها..
كواكبٌ منثورةٌ.. متناثرةٌ..
كيف لها أن تُعايش التيه،
تتماهى الشخوص..
من فنجان قهوتى..
رؤى اِستشرافية لغدِ يحتضر..
الشُهبُ تداعت نحو الأرض..
فيما البيوت من زجاج
مررتُ حارس القبور..
سألته عما يجرى؟..
همس دون كلماتٍ:
ما الأموات أعلمُ من الأحياء.
حملتُ أسبال قلقى..
وتلوت على الصُم بيان الصمت.
(2)
شيفرة الزمن من ساعة دالي*
الزمن وقت..
تذوب دقائقه..
كـ ســـاعة (دالى)*..
وحده من جسد ساعة الزمن..
فالأيام تحمل الكثير..
فرحا..حزنا.. لحظات تمضى،
آية الحياة..
الاعتذار..
هو ثقافة الزمن..
لنُبقى على دقائق مضت وأثرت..
دون الاعتذار..
ستمضى تلك اللحظات..
كما مضى الأمس..
لنجعل ساعة الزمن أكثر اِستقامة..
بأن نحافظ على ما جعلنا أحياء..
إذا أيقنا أننا بحاجة لمن نحيا بهم..
دون أن نحيلهم دقائق مضت..
كما تمضى عقارب الساعةُ.
ــــــــــــــــــــــ
*الفنان العالمى سلفادورى دالى
(3)
قـــــــــبرٌ فى السماء
(1)
كان الرحيلُ قرارًا..
كما العودة للحياة،
يومئذ كان قرارًا..
لأنها ممن سمَوْتُ بها معها..
اليوم عُدت..
حفرت لها قبراً من السماء الأولى..
فالأرواح لا تبقى فى الأرض..
وحتى أقلب وجهى فى السماء..
كلما اِشتقتها..
ليبقى الرحيل قرارًا وقرار.
(2)
ذات يـــوم..
حفرتُ لكِ قبرًا..
فى السماء الأولى..
ليقينى إن السماء ديمومة الحياة..
وعلى هذه الأرض..
أما حياة أو لا حياة..
فالمد والجزر..
سمة أمواج البحر..
لا مشاعر البشر..
اليوم..
ارتقيتُ بروحكِ..
إلى السماء الثانية..
ووشّحتكِ من نقاء الغيم الأبيض
وسجيتكِ من قبرٍ يرقبُ الحياة..
فتركتُ لكِ قرار الإختيار..
لحياة الأرض أم السماء.
(4)
نصفُ عقلٍ والنصف كثيييير
أُمارسُ طقوس..
تبدأ منكِ بكِ إليكِ..
أرحل مع موسيقى صوفية..
تقشعر لها معها أوردتى..
فأدنو سمائى الأولى..
منتشيا لحظة الحلول..
نتحد روحين من جسدٍ واحدٍ..
طهارة السمو..
أرنو لها بها إليها..
ألجُّ أقرب إلى السماء الثالثة..
حيث عشق اللامُنتهى.
(2)
أنثرُ الصبر..
من أشواك حيرتى..
فالمرايا..
ما عادت عاكسة..
تُظهر شخوصًا ليس من الأرض..
آلهة مُخلقة،
أحملُ نصف عقلٍ..
ونصفى الآخر موسوم بجنون الوعى،
أرقب ما تأتى به..
زمنٌ.. لا.. لا.. لا يُشبهنى.
شعر- إبراهيم الجريفانى
جدة - السعودية