أكد الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، أن الوزارة تحرص، من خلال الافتتاح الكبير للمتحف المصرى بالتحرير، الإثنين، فى ذكرى تأسيسه الـ116، على إرسال رسالة مهمة للعالم أجمع تؤكد قيمة هذا الصرح العظيم، والذى تم تصميمه وإنشاؤه منذ البداية ليكون متحفا للآثار، لافتا إلى أن المتحف المصرى لن يموت أو حتى يتأثر بإنشاء المتاحف الكبرى، مضيفًا: «سنقوم بالعمل على إثراء المتحف بآثار رائعة من المكتشفات الحديثة ومن الآثار المستردة، وكذلك اختيار مجموعات جديدة متميزة من بين عشرات الآلاف من القطع المحفوظة بالمخازن، ليستمر المتحف المصرى درة تاج المتاحف العالمية».
وأوضح أن المتحف يظهر فى حلته الجديدة بأولى خطوات العرض المتحفى، بإعادة تقديم كنوز «يويا وتويا» فى ثوب جديد، لتعرض كاملة لأول مرة منذ اكتشافها فى مقبرتهما بوادى الملوك عام ١٩٠٥. ويضم العرض الجديد 214 تحفة أثرية متنوعة وفريدة، منها قطع كانت مخزنة تُعرض لأول مرة للجمهور، مثل مومياوتى يويا وتويا وبردية يويا الملونة، أكبر بردية فى مصر، ويبلغ طولها حوالى عشرين متراً، ومكتوب عليها كتاب الموتى. وتم تقسيمها إلى 34 جزءا بالإضافة إلى جزء صغير خال من الكتابات ليكون المجموع 35، والتى تم تجميعها بأيدى مرممى المتحف المصرى.
وأضاف العنانى أن وزارة الآثار فى الفترة الماضية قامت بجهود حثيثة للترويج للمتحف، فقد تم فتحه لأول مرة ليلا للجمهور يومى الخميس والأحد من كل أسبوع.
وأضاف العنانى أن العمل مازال مستمرا حتى الآن، لاستكمال أعمال تطويره من خلال التعاون مع متاحف تورين وبرلين واللوفر ولايدن والمتحف البريطانى، للوصول به إلى المعايير المعتمدة من منظمة اليونسكو وذلك من خلال خطة عمل تستمر سبع سنوات.
وقال الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إن تطوير المتحف لن يقتصر فقط على تطوير سيناريو العرض المتحفى، بل يتزامن مع تطوير ورفع كفاءة البنية الأساسية للمبنى، وإعادة المتحف إلى حالته الأولى وقت افتتاحه منذ ١١٦ عاما.
وقالت إلهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف، إن المتحف المصرى بالتحرير يضم قرابة الخمسة آلاف قطع أثرية تتنوع بين المعروض، والموجود داخل المخازن الخاصة به، والمكتشفات الأثرية الحديثة، والآثار المستردة من الخارج.
وأشارت إلى أن أعمال التطوير تتضمن المدخل وإعادة سيناريو العرض المتحفى الخاص بالقاعات 46،47،49،50،51. كما سيتم وضع رؤية استراتيجية شاملة وخطط للتسويق والترميم والحفظ وغيرها من الخطط التى تهدف إلى ربط الجمهور بالمتحف وخلق قنوات للتواصل والتفاعل مع مختلف الفئات المجتمعية، ودمج أهم الوسائل التكنولوجيا الحديثة.
وقالت صباح عبدالرازق، مدير عام المتحف، إن يويا وتويا هما والدا الملكة تى، زوجة الملك العظيم أمنحتب الثالث، وجد وجدة الملك أخناتون. وقد حظى كلاهما بمكانة رفيعة، كانت وراء نحت مقبرتهما فى وادى الملوك بالبر الغربى بالأقصر، هذا المكان الذى كان مخصصًا فقط لمقابر الملوك.
وتعود أصول يويا إلى مدينة أخميم، حيث كان ينتمى إلى طبقة النبلاء وكان أحد كبار رجال الجيش، فضلاً عن عمله كاهناً للإله مين المعبود الرئيسى فى أخميم. كما شغل عدة مناصب مهمة فى القصر، مثل المشرف على الخيول، وقد يشير لقبه «والد الإله» إلى دوره المتميز بصفته حما الملك.
كما حملت تويا العديد من الألقاب الدينية، فضلًا عن لقب «الأم الملكية للزوجة العظيمة للملك»، وهو اللقب الذى اعتزت به كثيرًا، وسجلته مرارًا وتكرارًا على توابيتها ومقتنياتها. وبالإضافة إلى الملكة تى أنجب يويا وتويا ابنًا يُدعى عنن، كان يشغل منصب الكاهن الثانى لآمون.
وتعد مقبرة يويا وتويا من أجمل المقابر التى تم اكتشافها لما تحتوى من كنوز عظيمة تعبر عن الحياة اليومية لهما مثل العجلة الحربية ليويا والأسرة والكراسى وصناديق حفظ الحلى المصنوعة من الخشب المذهب والمطعم من الفيانس والعاج والأبانوس، وأوان من الألباستر والحجر الجيرى الملون. كما احتوت أيضا على مومياء كل من يويا وتويا فى حالة جيدة من الحفظ والتوابيت الداخلية والخارجية لهما، والأقنعة الخاصة بهما وهى مصنوعة من الكارتوناج المذهب والمطعم بالأحجار الكريمة، كما تم العثور على صناديق وأوانى الأحشاء وتماثيل أوشابتى.
كما تظهر للجمهور وتعرض لأول مرة بردية «يويا» المدونة بالخط الهيروغليفى المبسط والتى تعد أطول بردية عثر عليها فى مصر.