وسط حالة من الانقسام، ينظم عدد من الحركات السياسية، وشباب الثورة، والأحزاب، مظاهرات اليوم الجمعة فى القاهرة وعدد من المحافظات، للمطالبة بتسريع إجراءات محاكمة رموز النظام السابق، ووضع دستور جديد، وتأجيل الانتخابات البرلمانية، وحل المجالس المحلية.
وانضمت إلى القوى المشاركة فيما يعرف بـ«جمعة تصحيح مسار الثورة» أو «جمعة الغضب الثانية»، جبهة الإصلاح الصوفى والشيعة والأشراف واتحاد شباب ماسبيرو، إضافة إلى تأكيد أحزاب الجبهة، والمصريين الأحرار، والمصرى الديمقراطى، ومصر الحرية، والناصرى، مشاركتها فى التظاهرات، إلى جانب ائتلافات واتحادات شباب الثورة. وجدد حزبا الوفد، والسلام الديمقراطى، ومعهما الجبهة السلفية، رفضها المشاركة.
وفى الإسكندرية، حدد 32 حزباً وحركة سياسية خطة التحرك فى المظاهرات فى ساحة مسجد القائد إبراهيم، وأصدروا بياناً يطالبون فيه بعدم الاستجابة لأى استفزازات من جانب الرافضين.
من جانبه، أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، فى بيانه الـ58، أنه يعترف بحق المواطنين المصريين فى التظاهر السلمى، وأنه لن يطلق رصاصة واحدة على المصريين، وأعاد التأكيد على أنه لن يتواجد فى أماكن التظاهرات المتوقعة اليوم. وفى السويس وزع الجيش الثالث الميدانى منشورات على المواطنين يؤكد فيها حماية القوات المسلحة للثورة، ويحذر من اندساس مغرضين فى المظاهرات. وامتد الانقسام إلى الشارع المصرى، حيث أجرت «المصرى اليوم» استطلاعاً مصغراً للرأى، انحازت غالبية آراء المشاركين فيه إلى رفضهم المشاركة، تجنباً لزعزعة الاستقرار أو توتر العلاقة بين الجيش والشعب. وتتفق نتائج هذا الاستطلاع مع استطلاع مماثل أجرته صفحة «كلنا خالد سعيد» على فيس بوك، إذ أكد نحو 60 ألفاً من المشاركين رفضهم المظاهرات، مقابل موافقة نحو 38 ألفاً.
من جانبه، أكد الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة، أن التظاهر السلمى حق أصيل ومشروع لكل مصرى للتعبير عن رأيه وعرض مطالبه. وذكر فى رسالة كتبها على صفحته الخاصة على موقع «تويتر»، تعليقاً على مظاهرات الغضب، أنه لا يجب المزايدة على مطالب الشعب أو التشكيك فى نواياه. وأضاف أنه دون استعادة الأمن وتصحيح المسار «سنظل ندور حول أنفسنا غارقين فى الصغائر، غافلين عن التدهور الاقتصادى والاستقطاب الاجتماعى». وأكد مصدر رسمى بوزارة الصحة رفع حالة الاستعداد القصوى فى جميع أقسام الاستقبال والأشعة وبنوك الدم فى المستشفيات بجميع المحافظات، تحسباً لتلقى أى حالات حوادث خلال المظاهرات لافتاً إلى توفير أكثر من 30 عربة إسعاف بالقرب من ميدان التحرير ووسط البلد ومناطق التجمعات بالقاهرة وحدها.