x

السيسي: المؤامرات تواجه مصر على مر العصور ودورنا التصدي لها

الإثنين 19-11-2018 14:25 | كتب: محسن سميكة |
 كلمة السيسي في الاحتفال بالمولد النبوي كلمة السيسي في الاحتفال بالمولد النبوي تصوير : آخرون

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الإشكالية الحقيقية الحالية في العالم الإسلامي ليست اتباع سنة النبي أو عدم اتباعها وإنما القراءة الخاطئة لأصول الدين.

وأضاف الرئيس، في كلمته خلال الاحتفالية التي نظمتها وزارة الأوقاف بمناسبة المولد النبوي الشريف، متسائلا :"هل إساءة من يقولون نأخذ بتعاليم كتاب القرآن فقط وليس سنة الرسول أكثر أم التفكير المتطرف ، متسائلا عن سمعة المسلمين في العالم حاليا".

وقال الرئيس إن المؤامرات موجودة على مر العصور ودورنا هو التصدي لهذه المؤامرات ، مؤكدا أهمية أن يخرج من مصر مسار عملي حقيقي للاسلام السمح من خلال ممارسات حقيقية وليست مجرد نصوص نكررها في المؤتمرات والخطب.

وأشار الرئيس إلى أن سلوكيات العديد من المسلمين بعيدة تماما عن صحيح الدين سواء في الصدق أو الأمانة أو الإخلاص في العمل أو احترام الآخرين، قائلا : "أرى العجب في إدارة الدولة".

وأوضح الرئيس أن مشارف معرفة الانسان تؤثرعلى فكره، مشيرا إلى أن العقلية الدينية مختلفة عن العقلية السياسية ومختلفة أيضا عن العقلية الاقتصادية، مشيرا إلى أن رجل الدين الحقيقي الذي يجب أن يتصدى كمفكر لقضايا عصره يجب أن تكون عقليته جامعة لكل المعارف في كافة المجالات.

ووجه الرئيس بضم عدد من شباب الدعاة للأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب حتى يتم توسيع مداركهم بمختلف المعارف والعلوم.

وقال الرئيس إن : "رسالة الإسلام التي تلقاها، سيد الخلق وأشرفهم صلى الله عليه وسلم، صاحب هذه الذكرى العطرة، والذي بعثه الله تعالى رحمة للعالمين، حرصت كل الحرص على إرساء مبادئ وقواعد التعايش السلمي بين البشر وحق الناس جميعاً في الحياة الكريمة، دون النظر إلى الدين أو اللون أو الجنس، فقد خلقنا المولي شعوباً وقبائل، متنوعين ثقافياً ودينياً وعرقياً، لكي نتعارف، قائلا :"فما احوجنا اليوم إلى ترجمة معاني تلك الرسالة السامية إلى سلوك عملي وواقع ملموس في حياتنا ودنيانا".

وأضاف الرئيس : "إننا وإذ نحتفي بذكرى مولد نبي الرحمة والإنسانية، نسأل الله العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة الكريمة على الشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع بالخير واليمن والبركات".

وأشار الرئيس إلى أن الدين الحنيف علمنا أنه لا إكراه في الدين، ليرسخ بذلك قيم التسامح وقبول الآخر، إلا أنه من دواعي الأسف أن يكون من بين المسلمين من لم يستوعب صحيح الدين وتعاليم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فأخطأ الفهم وأساء التفسير، وهجر الوسطية والاعتدال، منحرفاً عن تعاليم الشريعة السمحة ليتبع آراء جامحة ورؤى متطرفة، متجاوزاً بذلك ما جاء في القرآن الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من حرمة النفس، وقدسية حمايتها وصونها من الأذى والاعتداء.

ولمواجهة تلك الظاهرة، أكد الرئيس أنه على كل فرد أن يقف بكل صدق أمام مسئولياته، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، وتأتي في مقدمة تلك المسئوليات أمانة الكلمة، وواجب تصحيح المفاهيم الخاطئة، وبيان حقيقة الدين الإسلامي السمح، وتفنيد مزاعم من يريدون استغلاله بالباطل، بالحجة والبرهان.

وأضاف أن بناء الإنسان وتنوير العقول وتكوين الشخصية على أسس سليمة، يعد المحور الأساسي في أية جهود للتقدم وتنمية المجتمعات، وهو ما وضعته الدولة هدفاً استراتيجياً لها خلال الفترة الحالية. لذا فإنني أدعو علمائنا وأئمتنا ومثقفينا إلى بذل المزيد من الجهد في دورهم التنويري، دعونا نستدعي القيم الفاضلة التي حث عليها الإسلام ورسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم والتي تنادي بالعمل والبناء والإتقان، لنواجه بها أولئك الذين يدعون إلى التطرف والإرهاب.

وأوضح الرئيس أنه رغم جهود العلماء والأئمة والمثقفين، ودورهم المحوري في هذه المعركة الفكرية والحضارية، إلا أننا نتطلع إلى المزيد من تلك الجهود لإعادة قراءة التراث الفكري، قراءة واقعية مستنيرة، مضيفا : "نقتبس من ذلك التراث الثري ما ينفعنا في زماننا ويتلاءم مع متطلبات عصرنا وطبيعة مستجداته، ويسهم في إنارة الطريق لمستقبل مشرق بإذن الله تعالي لوطننا وأمتنا والأجيال القادمة من أبنائنا".

ودعا الرئيس لإنقاذ العقول من حيرتها، وتنبيه النفوس عن غفلتها، ونشر المفاهيم الحقيقة السمحة للإسلام، مطالبا بالحرص على غرس القيم الإنسانية السامية في القلوب والأذهان لنبذ العنف والكراهية والبغضاء.

وقال الرئيس : "لقد كان رسولنا الحبيب صلي الله عليه وسلم وما يزال قدوة للناس جميعاً، فلقد كان على خلق عظيم، فدعونا نقتدي بنبي الرحمة الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق، لنجعل من وطننا الحبيب مصر منارة للسلام والرقى، ولتستعيد مكانتها الطبيعية كمركز للحضارة والعلم والثقافة للإنسانية جمعاء".

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية