ساعات قليلة وتنطلق الدورة الـ40 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى والتى تقام خلال الفترة من 20 حتى 29 نوفمبر الجارى. تحديات كثيرة واجهتها إدارة المهرجان، فى مقدمتها ضيق الوقت المتاح أمامها للانتهاء من التخطيط لبرنامج الأفلام ودعوة صُناعها، ورغم أنه لا يتبقى أمام حفل الافتتاح سوى ساعات قليلة إلا أن السيناريست والمنتج محمد حفظى، رئيس المهرجان، والناقد أحمد شوقى، نائب المدير الفنى للمهرجان، كشفا فى ندوة «المصرى اليوم» عن مفاجآت عديدة لم يتم الإعلان عنها، منها أسماء لنجوم عالميين وأفلام انضمت للمهرجان.. وإلى تفاصيل الندوة.
■ لماذا تأخرتم فى الإعلان الكامل لأفلام المسابقة الرسمية للمهرجان؟
- لا أرى فى ذلك أى أزمة، ومعظم المهرجانات الكبرى تؤجل الإعلان عن الأفلام المهمة فى مسابقاتها الرسمية ويعلنون عنها قبل الافتتاح بأيام قليلة، وأعلنا مؤخرًا انضمام فيلمين إلى المسابقة الدولية، هما «مامانج» للمخرج الفلبينى دينيس أوهارا، و«البجعة الكريستالية» للمخرجة البيلا روسية داريا زوك، مثلنا فى ذلك كمثل مهرجان كان وتورونتو وفينيسيا، وتأجيل الإعلان أمر مقصود لنمنح أنفسنا وقتا كافيا فى الاختيار والمفاضلة بين الأفلام المتاحة، ومعيارنا هو الجودة الفنية وأن نعرض عددا كبيرا من الأفلام عرضا أول فى المهرجان أو نالت العديد من الجوائز الدولية.
■ كانت هناك فرصة متاحة لمشاركة أكثر من فيلم مصرى فى المسابقة الرسمية، لماذا اقتصرت على فيلم واحد؟
- بالفعل كانت هناك فرصة لذلك، ولكننا اكتفينا بفيلم «ليل خارجى» للمخرج أحمد عبد الله وكان المعيار الأهم هو اختيار فيلم يليق بمستوى المسابقة، وهذا العام تشهد منافسة قوية رغم احتوائها على بعض الأفلام غير معروفة جماهيريًا، ومثلا فيلم مامانج الفلبينى هو عرض أول أو ثان عالميًا، ولكن الفيلم المصرى بصفة عامة متواجد بقوة فى الدورة الـ 40 ولدينا 7 أفلام طويلة، بالإضافة لفيلم تسجيلى يحمل اسم «فى استديو مصر»، تمت إضافته مؤخرا يتناول تاريخ استديو مصر وحكايته مع الخصخصة من إخراج منى أسعد، بالإضافة إلى 3 أفلام قصيرة تعرض لأول مرة فى المنطقة.
■ وماذا عن دعم وزارة الثقافة للمهرجان؟
- بالصدفة اطلعت على خطاب ترشيحى من قبل وزيرة الثقافة د. إيناس عبدالدايم، بتاريخ 27 مارس، وأعتبره توقيتا متأخرا بالنسبة للتحضيرات والطموح المطلوب للمهرجان، لأنها التجربة الأولى بالنسبة لى أن أكون على رأس مهرجان كبير فى حجم «القاهرة السينمائى»، نعم كنت مديرا لمهرجان الإسماعيلية على مدار عامين، ولكن الفارق كبير بينهما والمسؤولية الآن أصعب، والحقيقة كنت محتاجا أفكر كثيرًا قبل بدء العمل على البرنامج، والحمدلله ولحسن حظى كانت هناك قامات تمتلك خبرات ساعدتنى كثيرًا، مثل يوسف شريف رزق الله وأحمد شوقى، وفريق إدارة الأفلام، وبصراحة شديدة كانت وزيرة الثقافة متعاونة معى بدرجة كبيرة، وأتاحت لى فرصة الإضافة والابتكار فى طريقة تقديم المهرجان للعالم وأن يكون فيها تسويق وأن يكون للمهرجان دور مهم فى الصناعة وألا يكون مجرد شاشة عرض فقط للأفلام، وأن يكون هناك اهتمام أكبر بالتواصل مع المجتمع السينمائى الدولى، وكذلك تنوع فى البرمجة.
■ المنصة ودعم الأفلام كيف وفرتم ميزانية لها؟
- حصلنا على دعم من عدة جهات، منها الخاصة والحكومية، والحمد لله حصلنا على دعم خارجى يتجاوز ضِعف الميزانية التى حصلنا عليها من وزارة الثقافة، وإجمالى الجوائز يصل لدينا إلى 150 ألف دولار، وهو رقم يتساوى مع جوائز مهرجان الجونة، وما يتردد عن تجاوزها الـ 220 ألف دولار غير صحيح.
■ تعرضتم لحملة شرسة لإلغاء تكريم كلود ليلوش، كيف نظرتم إليها؟
- هناك فرق بين الميديا والسوشيال ميديا، والموضوع لم يأخذ حيزا كبيرا من الميديا ولكن المشكلة كانت فى السوشيال ميديا، وهى فى رأيى خادعة جدًا، لأن أصدقاءك مختلفون عن أصدقائى، وبصراحة المجتمع السينمائى كثير من صناعه رفضوا الإدلاء بآرائهم وكانوا مؤيدين لتكريمه واستضافته لكن لم يعلنوها حتى لا يضعوا أنفسهم أمام المدفع ويواجهوا تهمة التطبيع، وأنا شخصيًا تلقيت كما كبيرا من المكالمات طلبت منى الثبات على موقفى، وأصوات عالية أخرى طلبت إلغاء التكريم وهو حق لهم وأحترمه، والبعض رشح بدائل، ونحن كمهرجان لم نفكر فى عدد زيارات الرجل إلى إسرائيل أو ما إذا كان تم تكريمه هناك أم لا، قد تكون تلك سذاجة منا، لكن الترشيح للتكريم كان على العطاء والمشوار السينمائى.
■ ولماذا لم تستمع للأصوات المؤيدة؟
- بعد اتساع وانتشار ردود الأفعال تواصلنا معه، واعتذر شخصيًا عن عدم الحضور والتكريم حتى لا يتعرض لموقف محرج.
■ لماذا تغيب السينما الإيرانية عن المهرجان؟
- ليست لدينا مشكلة فى عرض الأفلام الإيرانية، لكن الأزمة والتوتر السياسى يحول دون استضافة صُناع أو ضيوف من السينما الإيرانية، وكان لدينا فيلم إيرانى هذا العام وبالفعل تواصلنا مع الموزع وتمت الموافقة على عرضه من جهاز الرقابة على المصنفات، لكننا لم نصل لاتفاق نهائى مع الموزع.
■ وماذا عن بيان إلغاء التكريم وتسريبه ثم تكذيبه؟
- لأننا بالفعل اتخذنا وقتها قرارا بالإجماع بإلغاء التكريم ولم نعلن ذلك، لوجود انقسام فى الآراء وأنه اعتذر شخصيًا وبالتالى تراجعنا عن إصدار البيان، ولكنْ واضح أن أحد الأشخاص نشر بيانا غير رسمى يعبر عن آراء كثيرة داخل اللجنة، لكنه لم يكن رسميًا.
■ وماذا عن التمثيل السورى؟
- لا توجد أزمة فى استضافة صُناع أفلام سوريين، ويشارك فى المنصة هذا العام فيلم سورى قصير، ولم نحصل على حق مشاركة فيلم «مسافرو الحرب» لجود سعيد الذى شارك فى مهرجان قرطاج، لأنه إنتاج سورى تونسى، ومنتجته اعتذرت لى لأنها تبحث عرضه فى برلين لأن عرضه فى تونس يعتبر محليا، وكنا نتمنى مشاركته.
■ غياب مهرجانات كبرى مثل دبى وأبو ظبى، هل تمنحكم فرصة أفضل فى الاختيارات والعمل؟
- بالتأكيد غياب مهرجان دبى يمنحنا فرصة ويخفف الضغط علينا، خاصة أن هناك مهرجانا قويا، مثل الجونة، وبصراحة المنافسة كانت ستكون صعبة جدًا، وكان وجوده سيؤثر علينا ولن نتمكن من الحصول على هذا الكم من الأفلام، لأن المنافسة لا تكون على الأفلام فقط، ولكن على استقطاب واستضافة أهم صُناع الأفلام، ورغم كل ذلك أفضل العمل فى إطار المنافسة، وأعتقد أننا نقف على أرض قوية ولدينا أفلام كثيرة ومهمة، حتى المشاريع التى تم تقديمها لملتقى القاهرة السينمائى مهمة ولدينا 17 مشروعا بالإضافة لـ 17 مشروعا من الجونة، فالحالة السينمائية المحيطة بنا تكشف أن هناك نشاطا ملحوظا وصُناعا يقدمون أعمالا مختلفة.
■ هل هناك نجوم عالميون سيتم تكريمهم فى الختام؟
- بالفعل، هناك اسم مفاجأة فى الختام نعلن عنه قريبًا، واختياراتنا للضيوف الأجانب كانت لسببين: الأول أن نكرم اسما بجائزة فاتن حمامة التقديرية، أو آخر يشارك بفيلمه ضمن برنامج العرض، وهناك نجمة كبيرة من أمريكا اللاتينية لديها فيلمان فى المهرجان، وحصلت على جائزة أفضل ممثلة فى مهرجان كان ويعرض فيلمها الجديد وتشارك كعضو لجنة تحكيم، وريف فاينز، وقررنا ألا تكون مشاركة الضيوف الأجانب لمجرد الشو الإعلامى ولكن للمشاركة فى الفعاليات وأن يكونوا جزءا منها.
■ موعد إقامة المهرجان هل يقلل من فرصه فى الفوز بالعرض الأول لعدد أكبر من الأفلام؟
- نظريًا إقامة المهرجان فى نهاية العام وما إذا كان يضعه فى منافسة مع مهرجانات كبرى، غير منطقى، فحتى إقامة المهرجان مثلا فى مارس هل سيتيح لنا الحصول على أفلام عرض أول عالمى يمكن أن تشارك فى مهرجانات مثل كان وغيره، بالتأكيد لا، لذلك موعد إقامة القاهرة السينمائى مناسب جدًا ويمنحنا فرصة مشاهدة الأفلام المتنافسة فى تلك المهرجانات، واخترنا هذا العام 35 فيلما فى قسم البانوراما، حصلت على جوائز من المهرجانات الكبرى، بالإضافة إلى أن هذا التوقيت يمنحنا فرصة للاستكشاف والمفاضلة والاختيار بين الأفلام، وبصراحة نحن لا نطمح بأن يكون نصف برنامج المهرجان عروضا أولى، مثل تورونتو، لكننا نحرص على الحصول على عروض أولى فى الشرق الأوسط واكتشاف أفلام مهمة لم يسلط عليها الضوء عالميًا.
■ هذا الموعد يأتى فى نوفمبر يأتى بعد انتهاء المهرجانات الكبرى، هل ترى ذلك ميزة أم عيبا؟
- نرتبط بخريطة الاتحاد الدولى للمهرجانات وبمواعيد المهرجانات فئة «A»، وتغيير الموعد شىء صعب، ورأيى أن إقامته فى نوفمبر ميزة بالتأكيد لأنه يمنحنا فرصة للحصول على الأفلام التى حصلت على جوائز فى مهرجانات، مثل كان وفينيسيا وتورونتو، ولدينا النصيب الأكبر منها هذا العام، بالإضافة إلى أنه توقيت مناسب للأفلام المصرية.
■ كيف تعاملت مع اللوائح والروتين الحكومى؟
- نحاول من جهتنا مع الوزارة فهم بعضنا البعض لوضع خطة عمل ترضى الطرفين، ونحاول التماشى مع احتياجات الدورة الحالية التى نقوم فيها ببعض الإجراءات لأول مرة، منها مثلا التعاون مع شركات أجنبية لإدارة شؤون الصحافة الأجنبية، وطريقة وشكل السجادة الحمراء والمسرح وكم الخامات والإنتاج ضخم جدًا استهلكت جزءا كبيرا من الميزانية عكس سنوات سابقة، لكنى أراها من أهم البنود لتسويق المهرجان لجذب الرعاة وتلك النفقات لم تتحملها ميزانية الدولة، والعام الماضى تحملت قناة دى إم سى ميزانية الافتتاح والختام، وكانت هى المنوطة بتنظيمهما، وهو ما رفضته هذا العام، وستكون القناة جهة داعمة مقابل حصولها على حقوق حصرية، ولكن المهرجان هو المنظم للفعاليات، وكان يتطلب منا ذلك الجودة والسرعة فى التنفيذ، وواجهنا بالتأكيد صعوبات بسبب الروتين الحكومى البطىء وفرض علينا إيقاعا معينا، ولكن عناصر إدارة المهرجان لديهم الرغبة فى التغلب على الروتين وكسره وفى الوقت نفسه نلتزم بقواعده.
■ لماذا لا تعود السوق للمهرجان؟
- فكرة الملتقى ومنصة أيام القاهرة لصناعة السينما تعتبر أشبه بالسوق، ولكنهما ليسا لبيع وشراء الأفلام وعرضها، ولكنهما سوق مشتركة للمشاريع، ويتيحان فرصا للتعاون بين المنتجين وجهات الدعم ومديرى مهرجانات ومبرمجى مهرجانات، ولدينا مثلا ضيوف سيشاركون معنا مثل مدير مهرجان فينيسيا، ومدير قسم نصف شهر مخرجين فى كان، ومديرة المركز الصحفى فى كان، وهى أيضا عضو مجلس إدارته، وسكرتيرة الاتحاد الدولى للمنتجين، بالإضافة إلى وجود أسماء دولية لامعة فى هوليوود تعقد ورشا وتلقى محاضرات فى الدراما التليفزيونية وكتابتها وتطوير السيناريو الخاص بها، ومحاضرات فى السينما، وفى رأيى استحالة أن تكون لدينا سوق مثل كان وبرلين، لأننا لا نمتلك كم الإنتاج والقدرة على جذب الشركات الكبرى لعرض أفلامها فى المنطقة العربية التى تعتبر سوقا صغيرة جدًا بالنسبة لهم مقارنة بأوروبا وأمريكا اللاتينية والصين وفرنسا، وصعب جدًا أن تكون هناك سوق حقيقية فى الوقت الحالى، لكن قد يمكن أن يتحقق ذلك بعد 10 سنوات مع الانفتاح السعودى وأن تتعدد الأذواق ويكون هناك إقبال على السينما الأوروبية وليس الأمريكية فقط، بالإضافة لفتح دور عرض وزيادة عددها فى مصر.
■ لماذا لا يتم بث فعاليات المهرجان اليومية على قناة فضائية خاصة بالمهرجان طوال مدة إقامته؟
■ سيُنقل حفل الافتتاح والختام والسجادة الحمراء يوميًا والندوات والأنشطة اليومية التى لنا حقوق نقلها، وسيتم بثها بتقنية الفيديو على الصفحة الخاصة بالمهرجان على مواقع التواصل الاجتماعى، وقناة دى إم سى ستعرض حصريًا على شاشة التليفزيون، وسنفكر فى تخصيص قناة للمهرجان على النايل سات خلال السنوات المقبلة تنقل فعالياته على الهواء مباشرة للعالم كله.
■ هناك عدم انتظام ببرنامج عروض الأفلام، هل سيتم التغلب على هذه المشكلة؟
- تلك الأمور واردة، ولكن على مدار السنوات الأخيرة لم تكن هناك أزمات كبيرة فى هذا الإطار، وهذا العام الجودة التقنية ستكون أفضل بكثير وتم تجهيز المسرح الكبير سينمائيًا وتمت الاستعانة بماكينات عرض على أعلى مستوى وشاشات العرض.
■ كيف تغلبتم على مشكلة ماكينات العرض وأجهزة الـ dcb؟
- قمنا بشراء هذه الأجهزة بدلا من تأجيرها وأصبح المهرجان يمتلكها، لأن ذلك كان يحمّل الميزانية مبلغا ضخما، ولأن مهرجان القاهرة ليس لديه هيكل قانونى يسمح له بشراء تلك المعدات وتحمّل مسؤولية تخزينها، لأنها عهدة فى النهاية، وجاء ذلك بدعم من مؤسسة ساويرس واستطعنا التغلب على هذه المشكلة، وكنا محظوظين ونسابق الزمن لتجهيز المسرح الكبير والصغير.
■ ولماذا لا يكون المهرجان مؤسسة مستقلة من وجهة نظرك؟
- بدأنا فى تنفيذ هذه الخطوة فى سنوات سابقة، ثم تم التراجع فى تلك الخطوة، ليعود المهرجان لوزارة الثقافة، وهو ما أعتبره «ضهر» ودعما للمهرجان.
■ لماذا يغيب التكريم العربى عن المهرجان؟
- ملحوظة صحيحة، لكن اختيار الشخصيات السينمائية للتكريم يكون بالتوافق مع ظروف المكرمين، فبعضهم يكون وقته غير مناسب للتكريم، وموعد المهرجان يتوافق هذا العام مع عيد الشكر، ومعظم الأمريكيين اعتذروا عن عدم الحضور لهذا السبب، فهى مناسبة يصعب عليهم فيها ترك العائلة، وتكريم العرب لم يكن عليه أى محظورات، وسيكون لدينا شخصية أجنبية مفاجأة تُكرم فى الافتتاح.
■ كونك منتجا، هل تهتم بالإيرادات التى تحققها أفلام المهرجان؟
- أتمنى أن يكون هناك إقبال جماهيرى على الأفلام، وهناك حملات ضخمة على السوشيال للأفلام المشاركة فى المهرجان، وقيمة التذاكر فى متناول الجميع وستكون بـ40 جنيها للفيلم، ولكن الطلاب يحق لهم شراء دفتر من شباك التذاكر يوفر له عرض عدد كبير من الأفلام بـ120 جنيها، وتم حل المشكلة الخاصة بالسينمائيين، وهناك دفتر بـ 225 جنيها متاح لأى شخص يسمح له بمشاهدة 3 أفلام يوميًا.
■ حرصكم فى هذه الدورة على اختيار أفلام متنوعة جغرافياً هل جاء على حساب السينما الأمريكية؟
- كان مخططا من البداية أن تشهد الدورة الـ 40 من عمر المهرجان عرض كم كبير من الأفلام الجماهيرية والأمريكية، مقارنة بالدورات السابقة، وجرت العادة أن يتم اختيار أفلام السينما الأمريكية المستقلة من إنتاج مخرجيها، وكنا نواجه مشكلة كبيرة فى هذا الأمر مع صعوبة التعاون والتواصل مع كبار موزعى الأفلام الأمريكية وعلاقة المهرجان بهم كانت شبه مقطوعة، وهذا العام نجحنا فى كسر هذا الحاجز وتم التواصل مع كبار الموزعين ونعرض فى الافتتاح أهم فيلم أمريكى هذا العام «كتاب أخضر» للمخرج بيتر فاريلى وبطولة فيجو مورتينسين، وسنعرض كذلك أهم فيلم أنتجنته منصة نت فليكس على الإطلاق وهو «roma»، وهى المرة الأولى التى يعرضون فيها أحد أفلامهم فى الشرق الأوسط على شريط سينما، ونعرض عددا كبيرا من الأفلام الأمريكية الكبرى خارج المسابقة مقارنة بالـ5 سنوات الماضية، وإذا نظرت للمسابقة الدولية ستجد معظم مناطق العالم ممثلة من أمريكا الجنوبية وآسيا وشرق وغرب أوروبا ومصر.
■ نلاحظ ضَعف المشاركة العربية فى المسابقة، لماذا؟
- بالفعل فى المسابقة الرسمية التمثيل العربى ضعيف ويقتصر على مصر فقط، ولكن ضمن برامج المهرجان المتعددة ستجد عددا كبيرا من الأفلام العربية المشاركة مقارنة بالدورات الـ 5 الماضية، وستجد مثلا فى المسابقة العربية 8 أفلام، وأسبوع النقاد 3 أفلام، والبانوراما والعروض الخاصة هناك تمثيل كبير، ودعنى أوضح أن عدد الأفلام العربية المشاركة فى المسابقة الرسمية خلال عمر المهرجان تتراوح بين فيلم و3 أفلام على الأكثر، ونشترط أن يكون عرضا أول فى الشرق الأوسط، ونظرًا لارتباط بعض صُناع الأفلام ورغبتهم فى عرض فيلمهم بمهرجانات أخرى عربية يخرج من المسابقة الرسمية وينضم لأسبوع النقاد أو المسابقة العربية.
■ برأيك، هل نجح المهرجان فى خلق التنوع الجغرافى لأفلامه؟
- بالتأكيد، ونحن كمبرمجين نتحرك فى نطاق ضيق جدًا ويقتصر اطلاعنا ومشاهدتنا للأفلام على المشاركة فى المهرجانات الكبرى بأوروبا والشرق الأوسط، وإذا نظرت لأفلام الدورات السابقة من مهرجان القاهرة السينمائى ستجد أن 70% منها أوروبى والباقى عربى ونادرًا ما تجد فيلما من أمريكا الجنوبية وآسيا، ولكن فكرة أن تكون هناك قصدية وتعمد على أن يكون البرنامج ممثلا من كل مناطق العالم، سواء من روسيا وأمريكا الجنوبية، واستعنا بمبرمجين متخصصين فى أفلام تلك المناطق، وهى نواة أولى سنعمل على تطويرها فى المستقبل.
■ أعلن المهرجان عن جائزة أفضل فيلم عربى باعتبارها مستحدثة، رغم أن الوزارة كانت تدعمها فى السابق بـ 100 ألف جنيه؟
- الوزارة لم تكن تدعم تلك المسابقة على الإطلاق بأى شكل من الأشكال، والدورتان الماضيتان نقابة المهن السينمائية كانت تدعم المسابقة العربية بجائزتين ماديتين: الأولى 2000 دولار والأخرى 1000 دولار، وهى مبالغ زهيدة جدًا لدرجة أن بعض المخرجين كانوا يتنازلون عنها، ووجدنا أن هذه الأرقام لم تعد مقبولة وفى الوقت نفسه نعانى من مشكلة ونحاول جذب وعرض الأفلام العربية فى المهرجان، خاصة بعد إلغاء مهرجان دبى ووجود منافسة على استقطاب العروض الأولى للأفلام العربية، وهذا العام لدينا جائزة عربية تم ابتكارها بالتعاون مع الرعاة، وهى «أحسن فيلم عربى فى المهرجان» يخصص لها لجنة مستقلة دولية تشاهد كل الأفلام العربية المشاركة فى الدورة الحالية بالمسابقة الدولية والعربية وأسبوع النقاد، ومنها تختار فيلما يحصل على جائزة 15 ألف دولار، بالإضافة إلى مسابقة «آفاق السينما العربية» تتنافس عليها 8 أفلام التى أديرها هذا العام، وأسسها الأستاذ سمير فريد ولديها جائزتان ماديتان بمبالغ جيدة.
■ تؤيد أم ترفض استقلالية المهرجان عن وزارة الثقافة؟
- منصب رئيس المهرجان ثقافى وفنى وكذلك منصب سياسى، لأنه مهرجان ضخم لا يمكن أن ينظم بعيدًا عن الرقابة وعيون الدولة لأنه قد يستخدم فى التحالفات والتربيطات ويجب أن يكون مراقبا لأنه ضخم فى ميزانيته وضيوفه ويحمل فى النهاية اسم مصر شئنا أم أبينا، والأصح أن يكون له سياق قانونى واضح، لأنه من تنظيم وزارة الثقافة، لكن المهرجان ليس جهازا من أجهزتها.