«يعد على شعراوى، من خيرة الوطنيين المخلصين بل من أخلص رجال مصر، وأكثرهم حبا لوطنه، وكان جريئا فى الحق، يقول ما يعتقد، ويحافظ على كرامته، وكان فى الجمعية التشريعية من العاملين لخدمة البلاد».. هكذا قال عنه القاضى، عبدالعزيز فهمى. بعض الباحثين ومعهم بعض الكتاب يتناولون شخصية على شعراوى وكأنه ظهر لأول مرة فى الساعة 11 من يوم 13 نوفمبر 1918، وفى هذا ظلم للرجل وظلم للكتابة التاريخية معا، ففى 25 نوفمبر سنة 1866 أجريت الانتخابات الأولى لمجلس شورى النواب، وانعقد المجلس فى القلعة برئاسة إسماعيل باشا راغب.
على شعراوى، ابن حسن أغا شعراوى، عمدة المطاهرة، وابن آمنة أو يامنة بلغة المنيا، شقيقة محمد سلطان باشا، تزوج فى فترة باكرة وأنجب ولده الأكبر «حسن باشا شعراوى» فيما بعد، وكان الخديو توفيق، أهدى لصديقه المخلص محمد سلطان، جارية بيضاء أنجب منها عمر، الذى أصبح فيما بعد عمر سلطان باشا، وأنجب منها هدى محمد سلطان.
انخرط على شعراوى فى العمل السياسى فى سن مبكرة، حيث ساعده على ذلك خاله محمد سلطان باشا، الذى كان أحد أعضاء المجلس النيابى الأول فى عهد الخديو توفيق، وكان هو القائم مقام الخديو فى صعيد مصر بأكمله، وتقدم على بك شعراوى، ليتزوج الفتاة المثقفة نزيلة القاهرة، والتى أصبحت فيما بعد الزعيمة النسائية المعروفة هدى شعراوى. «شعراوى» من بين مؤسسى الجريدة التى أنشأها صديقه أحمد لطفى السيد، فى 9 مارس 1907، والتى توقفت فى 30 يوليو 1915، ونجد اسم على شعراوى إلى جانب اسم شقيق زوجته وابن خاله عمر سلطان، وإلى جانب زميله فيما بعد يوم 13 نوفمبر عبدالعزيز فهمى، ونحن لا نعرف على وجه الدقة دور على شعراوى بعد ذلك فى حزب الأمة الذى شكلته فى 21 سبتمبر 1907 مجموعة الجريدة أيضا، إذ لم يكن له دور ملحوظ، فهذه هى طبيعة الرجل البعيد عن النشاط والمثابرة ومواصلة العمل السياسى بمتاعبه المعروفة. ويرى البعض أن على شعراوى، نال شهرته ودخل اسمه تاريخ مصر الحديث إلى جانب سعد زغلول وعبدالعزيز فهمى، فهو أحد مؤسسى حزب الوفد، وكان رفيق وصديق سعد زغلول فى رحلة الكفاح لتحرير مصر من الاحتلال الإنجليزى.