للحرب أسرار لا يعرفها الكثيرون، خاصة فى العاصمة الفرنسية خلال الحرب العالمية الأولى، والتى كانت من ضمنها خدع تمويه عسكرية واستراتيجية كان بطلها رساما فرنسيا يدعى جيروند دى سيفولا، أقدم على فكرة مذهلة باستخدام الرسم والألوان فى الخنادق والمواقع العسكرية خاصة فى باريس للحد من كشف الطائرات الحربية الألمانية لها، والتى كانت تستخدم لأول مرة فى تاريخ القتال، وتستهدف مناطق المدافع والدبابات والجنود الفرنسيين بسهولة.
فخلال الحرب العالمية الأولى استخدم الطيران الحربى لأول مرة فى تاريخ القتال، فغير الكثير من مسار العمليات العسكرية والاستراتيجية، فكانت المدافع الفرنسية تتعرض بشكل متكرر للقصف الألمانى إذ إن معدنها الذى كان يلمع ويعكس ضوء الشمس، كان يكشفها بسهولة للطيران الألمانى.
واستعان الجيش الفرنسى بالرسام دى سيفولا الذى انشأ قسم التمويه لخداع العدو الألمانى، وكان يريد أن يعزز الانطباع لدى الألمان وكأن مساحات العاصمة مراع خضراء، ولم يكتف قسم التمويه بذلك بل صنعوا حيوانات زائفة بالخشب كالبقر والخرفان والماعز ويضعونها فى النهار وليلا يغيرون مكانها، لتصبح الخدعة أكثر واقعية. فيما أبدع قسم التمويه الفرنسى بإيعاز من هيئة الأركان من خلال بعض الفنانين الذين عكفوا على إنشاء باريس زائفة، بعدما كان يرتعب أهل العاصمة الفرنسية من القصف الليلى الذى كان يبدو للألمان أسهل من القصف فى النهار، لأن باريس كانت مضيئة ليلا، فرسم الفنانون باريس زائفة مشابهة فى عام 1917، بالإضاءة فقط، لحماية العاصمة إذ كانن تعتمد فى الليل نظام إضاءة متقطعا ويوحى للعدو بأنه فوق باريس الحقيقية وبإمكانه أن يقصفها بالقنابل وبذلك يكون الفرنسيون حموا باريس الحقيقية.