كشفت مصادر مسؤولة فى هيئة المجتمعات العمرانية عن أزمة «كامنة» ومتوقع حدوثها خلال الأيام القليلة المقبلة، بين الهيئة والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، بسبب ما وصفته بـ«سوء التوزيع» من محطات مياه المدن الجديدة إلى محطات مياه المحافظات دون وجه حق، وطالبت المصادر، الدكتور فتحى البرادعى، وزير الإسكان - الذى يترأس الجهتين - بضرورة الفصل بينهما، بعد أزمة مياه مدينتى القاهرة الجديدة و 6 أكتوبر، اللتين لحقت بهما مدينة العاشر من رمضان.
وقالت المصادر - التى رفضت ذكر اسمها - لـ«المصرى اليوم»: «إن الوزير السابق أحمد المغربى، أصدر قرارا منذ حوالى 3 سنوات بتولى الشركة القابضة مهام تشغيل المياه والصيانة فى المدن الجديدة، ولكن فوجئنا فى الهيئة خلال السنة الماضية، بأن الشركة (تستغل) محطات المياه فى المدن الجديدة بالقاهرة الكبرى، لحل مشاكل لديها فى المحافظات، مما ترتب عليه مشكلة فى هذه المدن، وإلقاء المواطنين اللوم على الهيئة بأننا وراء الأزمة».
وأضافت المصادر: «منذ نحو سنة، أكد مسؤولو الشركة أن خطى المياه المغذيين مدن السلام والنهضة ومدينة نصر، اللذين ينتجان نحو 100 ألف متر مكعب فى اليوم مغلقان، ولابد من مد خط آخر من مدينة القاهرة الجديدة لتغذيتها، ووافقنا على ذلك، إلا أننا فوجئنا منذ 3 أيام فقط بأن الخطين يعملان بكفاءة عالية، وأصبحنا الآن فى مأزق بسبب وجود أزمة فى القاهرة الجديدة، فى الوقت الذى تمد فيه الشركة خطوطاً للمدن التابعة لها، بالرغم من عدم اختصاص الهيئة بذلك».
وتابعت: «ننتج نحو 660 ألف متر مكعب مياه فى اليوم، من محطة مدينة العبور، التى تأخذ منها المدينة نحو 130 ألف متر مكعب فقط، و50 ألفا لمدينة الشروق، و360 ألفا أخرى لمدينة القاهرة الجديدة، دون أن نعرف أين يذهب باقى إنتاج المحطة الذى يصل إلى 120 ألف متر مكعب فى اليوم، فى الوقت الذى تعانى فيه القاهرة الجديدة الآن من أزمة مياه».
وحول أزمة مدينة 6 أكتوبر، أشارت المصادر إلى أن الهيئة كانت وافقت منذ تولى الدكتور محمد إبراهيم سليمان، الوزير الأسبق، مهام الوزارة، على مد المنطقة الاستثمارية فى محافظة الجيزة، بنحو 80 ألف متر مكعب، من محطة الشيخ زايد، وذلك لمدة 10 سنوات، وعندما انتهت، طالبت بعودة هذا الخط مجددا، إلا أن الشركة رفضت، بالرغم من عدم توافر مياه لتوصيلها إلى المستفيدين فى مشروعى «ابنى بيتك» و«الأولى بالرعاية» فى المدينة، بسبب هذا الخط حتى الآن، وأصبحت الهيئة مطالبة بنحو 2.2 مليار جنيه، لإنهاء تنفيذ محطة مياه أكتوبر، التى بدأ تنفيذها عام 2009، وأنفقت عليها نحو 500 مليون جنيه فقط، من إجمالى 2.7 مليار جنيه، ولم يعد لدى الهيئة اعتمادات لإنهائها فى ظل الأزمة الحالية.
وأكدت المصادر أن أزمة المنطقة الاستثمارية لا تتوقف عند محطة 6 أكتوبر فقط، وإنما تعدتها إلى محطة العاشر من رمضان، التى من المتوقع ظهور أزمتها أيضا خلال الأيام القليلة المقبلة، بسبب مشروع «هليوبوليس» الواقع بين مدينتى الشروق وبدر، والتى تتم تغذيتها من محطة العاشر التى تنتج نحو 600 ألف متر مكعب فى اليوم، يتم توزيعها على مدن العاشر وبدر والشروق وخليج السويس، ومشروع هليوبوليس، مشيرة إلى أن الهيئة عاجزة الآن عن توصيل المياه إلى أراضى المطورين العقاريين فى المدينة، بسبب توزيع المياه على مدينة استثمارية وطول الخط الواصل إلى خليج السويس.
واعتبرت أن توصيل المياه إلى خليج السويس أثر بشكل كبير على أزمة المياه فى العاشر من رمضان، بسبب طول الخط الذى يصل إلى 1400 كيلو متر، بعد أزمة بيع الأراضى فى خليج السويس دون مرافق، والتى اضطر معها رئيس الوزراء الأسبق لمد خط للمياه من مدينة العاشر إليها، للانتهاء من هذه المرافق.