x

الموسيقار البحريني وحيد الخان: أنا مفتون بالموسيقى المصرية.. والأوبرا أعادتني للحياة (حوار)

الأربعاء 07-11-2018 22:18 | كتب: سعيد خالد |
الموسيقار وحيد الخان أثناء حواره لـ «المصرى اليوم» الموسيقار وحيد الخان أثناء حواره لـ «المصرى اليوم» تصوير : اخبار

12 عاما قضاها الموسيقار البحرينى وحيد الخان فى دراسته للموسيقى بالمعهد العالى للكونسر فتوار فى مصر. زامله فى دراسته كبار الموسيقيين المصريين مثل الدكتورة إيناس عبدالدايم والمايسترو مجدى بغدادى وغيرهما، وبعد الانتهاء من دراسته قرر الاتجاه إلى نشاط آخر وابتعد لفترة عن الموسيقى لكنه سرعان ما عاد ليطلق ألبومه «العودة» الذى تضمن العديد من المقطوعات التى قام بكتابتها على مدار 6 سنوات. يعود وحيد الخان مجددا إلى القاهرة، حيث يقدم لأول مرة فى مهرجان الموسيقى العربية الـ27 فاصلا موسيقيا يتضمن العديد من مقطوعاته الشهيرة. «المصرى اليوم» التقت به وأجرت معه هذا الحوار:

■ ماذا من مشاركتك الأولى بمهرجان الموسيقى العربية؟

- أنا أبن مصر، درست فيها 12 سنة، وكنت نشيطاً جداً خلال فترة الثمانينيات فى تأليف المقطوعات الموسيقية، ومعظم الموسيقيين حاليًا كانوا زملائى بالكونسرفتوار، منهم د.إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، والمايسترو نادر العباسى ومجدى البغدادى، وبعدها تركت الموسيقى لأكثر من 15 سنة تقريبًا واتجهت لإدارة الأعمال، وهناك أشخاص أدين لهم بالفضل فى عودتى مرة أخرى للتأليف الموسيقى، أولهم وزير الداخلية البحرينى معالى الشيخ راشد بن عبدالله، ود. إيناس عبدالدايم منذ أن كانت رئيسة للأوبرا وهى تحثنى على العودة، وكنت أرد عليها بأننى بعيد منذ فترة وترد قائلة «الموسيقى مثل قيادة السيارات لا تنسى مع مرور الوقت على الإطلاق»، وأنت تمتلك مخزونا كبيرا، وبالفعل بمجرد أن اتخذت قرار العمل على ألبومى «العودة- روح البحرين» وجدت نفسى منطلقا وكأننى لم أغب طوال تلك السنوات، والحمد لله نتيجته كانت غير اعتيادية، وتواصلت معى وقتها وزيرة الثقافة المصرية وطلبت منى الانتهاء من الألبوم استعدادا لإحياء حفل قريبًا فى مصر، وهو ما حفزنى كثيرًا، ومن هنا جاء ترشيحى للمشاركة فى مهرجان الموسيقى العربية بدورته الـ27.

■ وما الذى تمثله لك دار الأوبرا المصرية؟

- بالتأكيد هى صاحبة مكانة رفيعة لكل موسيقار فى الوطن العربى، وكنت حريصا على تقديم حفل ضخم فيها رغم أننى قدمت أكثر من حفل فى أوروبا، وما أسعى له حاليًا هو التنسيق مع إدارة الأوبرا على حفل ضخم بعد انتهاء المهرجان وعدم الاكتفاء بفاصل غنائى، وأطمح لأن يصاحبنى أوركسترا القاهرة السيمفونى فى حفلاتى بالبحرين ومنها إلى جولة بدول مجلس التعاون الخليجى، وأستعد لتأليف مقطوعة تجمع بين أعمالى والفلكلور المصرى.

■ ولماذا لم تفكر فى تلحين الأغانى رغم كل هذه الخبرة؟

- أنا لست ملحنا، ولكنى مؤلف موسيقى، ولم أفكر يومًا أن أكون ملحنا، ولكنى قمت بتوزيع العديد من الأوبريتات الكبرى، ووزعت أغانى لمطربين بحرينيين مثل خالد الشيخ وأحمد الجميرى.

■ كيف ترى أهمية مهرجان الموسيقى العربية فى التقريب بين الثقافات؟

- المثقفون والموسيقيون فى البحرين فخورون بأن يكون وزير الثقافة فى مصر موسيقيا وباهتمام رئيس الجمهورية المصرى عبدالفتاح السيسى بالثقافة والصحة والتعليم، وبالتالى الانعكاس واضح وكبير على مهرجان الموسيقى الذى يحظى باهتمام من الدولة المصرية، ومصر هى قلب الأمة العربية، وكلنا فى دول الوطن العربى نمتلك أجزاء من جسد الأمة، ولكنها للأسف الشديد مبتورة الآن ولم يتبق سوى مصر، وبالتالى فإن أهميتها الآن فى الحفاظ على الثقافة لتزداد وتحتوى السوريين والعراقيين والخليجيين والتوانسة والمغاربة من الموسيقيين والمثقفين، ومصر لم تتأثر بآفة «تسليع» الفن والإبداع لمن يستطيع أن يدفع، وهى الوحيدة التى تتيح الثقافة والفنون لكل فئات الشعب، باعتبارها ضرورة واحتياجا، وبالتأكيد المهرجان على قدر كبير من الأهمية من خلال أبحاثه التى يتم توثيقها والتلاحم العربى من خلاله.

■ وهل ستشارك فى المؤتمر وحلقات البحث؟

- ليس فى تلك الدورة، هذا العام أشارك فقط كموسيقى، ولدىّ أكثر من كتاب فى التراث الشعبى، لأننى درست علوم موسيقى الشعوب خلال دراستى فى الكونسرفتوار.

■ وإذا تحدثت عن برنامج حفلك.. ماذا تقول؟

- سأقدم خلاله بعض مقطوعات من ألبومى الأخير «العودة»، وفكرته وهدفه إيصال البحرين إلى العالم، ويتضمن موسيقى أوركسترالية سيمفونية بروح بحرينية، و«العودة» تعنى هنا الكثير فى معناها «العودة إلى الموسيقى، والطفولة والحب»، اعتمدت فيها على كتابة قصة «حكاية» وأبنى عليها الموسيقى، مثلا مقطوعة «النخلة» فى الألبوم رسالتها تقول إن التربة تغيرت ولم تعد صالحة للزراعة وكذلك الناس تغيرت ولم تعد كما كانت، وهذا كان هدفى من الألبوم نقل عدة رسائل من خلال قصص، وهذا فى رأيى دور القوة الناعمة ممثلة فى الفنون، وأن أسهل طريقة للوصول لشعوب العالم يكون من خلال الفنون وليس السياسة على الإطلاق، وسأقدم خلال الحفل 8 مقطوعات، بالإضافة إلى مفاجأة أقدمها للشعب المصرى قمت فيها بمزج لحن «طلعت يا محلا نورها» بلحن شعبى بحرينى يحمل نفس المعنى اسمه «بان الصبح بان» بتوزيع جديد وبمشاركة مطربين مصريين وآخرين بحرينيين.

■ وهل كانت لك طلبات محددة فى حفلك؟

- إطلاقًا، قبلت العرض دون تردد على الإطلاق، وما كنت أتمناه أن أقدم مقطوعة يشاركنى فيها زملائى القدامى العازفون كالدكتورة إيناس ومجدى البغدادى وأن يعزف كل منهما قطعة خاصة ضمن أوبريت، وكنت أفضل أن يكون الحفل خاصا بى ليركز الجمهور فى الموسيقى التى أقدمها، وأن تكون هناك فرصة لإعداد بروفات عديدة لأن الوقت ضيق، ولكنى أثق بقدرات الأوركسترا السيمفونى وسرعتهم وإمكانياتهم وكلهم أساتذة.

■ هل اختلفت أذواق الجماهير العربية فى السنوات الأخيرة؟

- بالتأكيد تتغير الأذواق مع تغير الأجيال فى ظل الانفتاح على العالم، والموسيقى فن عالمى، ووسائل التواصل الاجتماعى سهلة للوصول إلى أى فنان وأن يكون له مستمعون وجماهير فى أى بلد، وأنا مثلا فوجئت بأن مقطوعاتى مصنفة ضمن فئة موسيقى العالم على الإنترنت، وهو ما يعنى أنها تصلح لكل الأذواق، ورغم أنها تحتوى بعض المقامات الشرقية، فإننى اخترت التى لا تحتوى على الربع تون.

■ لماذا أعدت تلحين قصيدة «يا من هواه أعزه وأذلنى»؟

- بالفعل أعدت تلحينها لأنها تحمل كلمات عميقة ومعظم من سبق ولحن تلك الأغنية كانت ألحانهم لا تخدم الكلمات، والحمد لله اللحن انتهيت منه وأقدمه فى حفلى بمهرجان الموسيقى العربية.

■ كيف ترى دور ومكانة الأوبرا المصرية فى ظل انتشار الأوبرات الخليجية حاليًا؟

- السؤال هنا: هل المبنى أهم أم المحتوى؟ بالتأكيد المحتوى، ومن هنا تأتى الإجابة بأن كل دور الأوبرا الموجودة فى الخليج مازالت فى طور المبنى الضخم، لا نمتلك محتوى أو أوركسترا أو مؤلفين، كل هؤلاء «استيراد»، وبالتالى المعادلة بغير محتوى عكس مصر، التى تحتوى القاعدة الكبرى فيها على الموسيقيين والمؤلفين والعازفين والمطربين، وبها المعادلة مكتملة، والدليل أن كل مسارحها مشغولة طوال العام، عكس الخليج، وفيه للأسف بعض الأوضاع يجب ألا تستمر لأن بعضها تؤجر مسارحها لأى شخص يغنى ما يشاء، وخطأ كبير استخدام دار الاوبرا وكأنها «قاعة للإيجار»، وهذا والحمد لله غير موجود فى البحرين.

■ كيف تتأثر وتتعايش مع أى عمل تقوم بتأليف موسيقاه؟

- معظم مقطوعات ألبومى «العودة» كتبتها منذ عام 2010 وحتى عام 2016، وكما قلت التأليف ملكة أو فكرة، تبدأ بالحكاية ثم الموسيقى، وفى المرحلة القادمة سأقوم بتجربة إنتاج المرئيات حينما يعزف الأوركسترا ستكون هناك مشاهد عبر شاشة فى الخلفية وهو أمر ليس سهلا على الإطلاق، والجزء الأكبر من وقت التحضير لأى مقطوعة يكون فى الفكرة والحالة والتصور العام والخيال، ودائما أرفض العمل على مقطوعة واحدة من مقام واحد ولكنى أتجول فيها بين 5 أو 6 مقامات لخدمة الحالة التى أقدمها، وذلك حتى لا يمل المستمع، ومعظم حكايات ألبوم العودة حدثت لى بالفعل وأضيف لها بعض النهايات، فمثلا هناك مقطوعة تحت عنوان «قومى ارقصى لى» وهى لحن شعبى بحرينى لرقصة وقور للنساء الكبار على إيقاع «سامرى».

■ ماذا عن المقطوعة الأصعب فى هذا الألبوم؟

- «الدانة» والمقصود بها «اللؤلؤة الكبرى»، كان الأصعب، ورسالته تنقل للعالم أن حياة الشعب البحرينى ما قبل النفط قاسية للنساء والرجال ولم تكن عادية، والمقطوعة كان فيها الكثير من المراحل الصعبة فى تنفيذها.

■ هل هذا النوع من الموسيقى لا تزال له جماهيرية؟

- الموسيقى الكلاسيكية، الجادة والرفيعة تعيش للأبد ولا تموت أبدًا، وفى كل مرة تسمعها بشكل مختلف.

■ لماذا لم تفكر فى احتراف العمل الموسيقى فى مصر؟

- أعتبر عودتى للموسيقى فى مصر شهادة ميلاد جديدة لوحيد الخان، وكأننى أبدأ من جديد فى بلد الثقافة والفنون مصر، حيث أعاد مهرجان الموسيقي العربية الحياة لى من جديد.

■ لماذا لم تقدم مقطوعات لألحان مصرية شعبية؟

- أحضر لمشروع ألبوم جديد عن بلد ثان بعد «العودة لروح البحرين»، وإن شاء الله سيكون لمصر، والفنان الذى يمتلك القدرة على المحاكاة والتلون بالعلم والموهبة يسهل عليه كل شىء، وقدمت مؤخرًا أغنية شعبية فى المجر، وبحمد الله «كسرت الدنيا»، وأنا متشبع ومفتون بالموسيقى المصرية قبل الخليجية.

■ هل من الممكن أن تنظم حفلا تجاريا قريبًا فى مصر؟

- أفكر فى ذلك، وسيكون حفلا على يومين، وسيكون فى إطار ثقافى بين الأوبرا ووزارتى الثقافة المصرية والبحرينية، وأن ينظم حفل آخر فى البحرين.

■ هل تحضر لتأليف موسيقى تصويرية لبعض الأعمال الدرامية؟

- أتمنى تأليف موسيقى تصويرية فى السينما المصرية شرط أن يكون فيلما يناسب أسلوبى فى التأليف.

■ وماذا عن الجانب التمويلى والعائد من الألبومات؟

- ليس لها أى مردود أو عائد مادى، ولولا أننى مقتدر ما كان خرج للجمهور، ولكن ليس هذا الهدف بالنسبة لى، لأنها صناعة ويجب أن تستمر، وأنا أطرح نفسى كمؤلف، ويجب أن يقدم المنتج نفسه ليتبنى هذا النوع، لكن الوطن العربى ليس فيه ذلك.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية