قال الدكتور محمد على فهيم وكيل المعمل المركزي للمناخ، إن شتاء 2019 هو «سنة الأمراض الفطرية والبكتيرية، مثلما كان صيف 2018 هو عام الآفات الحشرية، موضحا أن أن شتاء 2019 هو عام الندوة (اللفحة) المتأخرة على البطاطس الشتوية والصيفية، وإعفان التقاوي على البطاطس الصيفية والجرب العادي، والعفن الرمادي وتبقعات ولفحات الأوراق في الفراولة، والبياض الزغبي واللفحة الارجوانية على البصل، والتبقع البكتيري والندوة المبكرة على الطماطم.
وأضاف« فهيم» في تصريحات لـ«المصري اليوم»، «نبتدي منين الحكاية.. فالمناخ يزيد التهيئة الفسيولوجية للإصابة بكثير من الأمراض الفطرية والبكتيرية»، مشيرا إلى إنه سيكون عام العفن الأبيض والصدأ على الفاصوليا، والبياض الدقيقي على معظم أشجار الفاكهة، والبياض الدقيقي وأعفان ثمار العنب، والتبقع السركسبوري على البنجر، والتبقع البني والصدأ على الفول، والصدأ الأصفر على القمح، وموت الاجنة في المانجو.
وأشار إلى أن أنظمة التنبؤ بالأمراض سيكون لها دورا فعالا جداً خلال هذه السنة لتوقع قيام «الدورة» الأولى من هذه الإصابات، خاصة لمحصول الفاصوليا وهو من المحاصيل التصديرية الهامة لمصر، مشيرا إلى العلاقة بين الإصابة بذبابة الفاصوليا بأعفان منطقة التاج والجذور في الفاصوليا.
وأوضح «فهيم» أن ذبابة الفاصوليا تتبع رتبة ديبترا أو ثنائية الأجنحة وهي الوحيدة من أجناس الرتبة التي تسلك سلوك مختلف عند التعذير حيث تتجه اليرقات في عمرها اليرقي الأخير عبر انفاقها من الورقة إلى العنق ثم الفروع واخيرا الساق الرئسية محدثة جروحا طولية ثم تعذر في المنطقة الملاصقة لسطح التربة .
وألمح الخبير الزراعي إلى أنه بمجرد الري وملامسة ماء الري لهذه الجروح تهاجمها الفطريات الجرحية وتبدأ في تحلل الانسجة ويمتد العفن للجذور والشعيرات الحذرية وبعدها يضعف الامتصاص وتصفر النباتات ثم تجف وتموت، وذلك بسبب الاصابات الوبائية هذا الموسم هو زيادة تعداد الذبابة بسبب المناخ المناسب واتصال واستمرار الأجيال لأن الفاصوليا منزرعة تباعا وأغفل معظم مزارعيها مكافحة الذبابة، بالإضافة إلى التوسع في زراعات الفاصوليا بمساحات أكبر من أي موسم فاصبحت مرتعا للذبابة .
وأضاف: «كان الحل من البداية هو مكافحة الذبابة جماعيا، بمبيد مناسب مع مانع انسلاخ ويكون الرش بعد المغرب مباشرة.. وكان يكفي رشتين فقط للتخلص من الذبابة، ولكن ما حدث كان جهلا من المزارع بمخاطر ذبابة الفاصوليا»، مشيرا إلى أن ذلك سوف يؤدي إلى تدهور كبير في الانتاجية المتوقعة للفاصوليا في هذه العروة على مستوى الجمهورية قد تصل لأكثر من 50% بسبب ذبابة الفاصوليا الملعونة.
ولفت إلى أنه قام بجولة تفقدية لمناطقَ شمال الجيزة ناحية الخطاطبة وكذلك بعض قري المنوفية، وفوجئ بالانتشار الجنوني لذبابة الفاصوليا على الزراعات بهذه المناطق، ولأول مرة في تاريخ هذه الحشرة أن تتداخل 10 أجيال كاملة، مشيرا إلى أن «التعداد المتفجر للذبابة البيضاء ونطاطات الأوراق على البطاطس والطماطم والباذنجان والفلفل وكل الخضر تقريبا.. في كل أنحاء الجمهورية بما فيهم مناطق كانت خطا إحمرا لتواجدها، ولكن ما حدث كان مغايرا للكل التوقعات حيث انتشرت ذبابة المقات على الخيار والكوسة وكأننا ما زلنا نزرع الأصناف البلدية المندثرة من 35 سنة، واتصال اجيال دودة ورق القطن ليتداخل الجيل الأخير على القطن مع الجيل الأول على البرسيم، بعدما تداخل الجيل الرابع على البرسيم مع الجيل الأول للقطن في أوائل مايو السابق وإصابتها للبنجر والبطاطس بعدما ضاق بها الحال»، مشددا على أهمية وضع الخطط العاجلة لحماية الإنتاج الزراعي إعتمادا على مبدأ الإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات للسيطرة على غزو الآفات الزراعية لمختلف المحاصيل.