واصلت كافة الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء، اهتمامها بمنتدى شباب العالم المنعقد حاليا بشرم الشيخ، بمشاركة ورعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالإضافة إلى مجموعة من الموضوعات المهمة، جاء في مقدمتها زيارة رئيس مجلس الوزراء إلى الصين.
وذكرت صحف «الأهرام» و«الأخبار» و«الجمهورية أن الرئيس عبدالفتاح السيسي تطرق في أعمال اليوم الثالث لجلسات منتدى شباب العالم، بشرم الشيخ، إلى جملة من القضايا الداخلية والإقليمية والدولية المهمة، وكشف عن عدد من المحددات والحقائق المحيطة، في عدة ملفات، مؤكدا أنه يصارح الشعب بالحقائق، فالشعب أكبر من الاستخفاف به أو خداعه، محذرا من أنه دون تكاتفنا جميعا لن تكون النتائج المرجوة.
وقال الرئيس، خلال مشاركته بجلسة «كيف نبنى قادة المستقبل»، أمس، إن الدولة تدعم الشباب الذي يقدم أفكارا ناجحة بناءة، مشددا على أنه من حق الشباب الماهر الكفء الدفع بهم في المناصب، كى تستفيد الدولة من قدراتهم، منوها بأن الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب خير مثال في هذا الشأن، وفق معايير محددة دون أي تحيز لأى فرد.
وأشار الرئيس إلى أن طلاب الكليات العسكرية سوف يخضعون لمعايير تلك «الأكاديمية»، لاختيار العناصر المناسبة، ليكونوا ضمن قيادات الدولة في المستقبل، ورحب باقتراح إنشاء مدينة شباب إفريقيا، موجها بإدراج الفكرة ضمن توصيات المنتدى.
وأضاف السيسى أن الحكومة تسعى حثيثا لتغيير الواقع في مصر إلى الأفضل، لافتا إلى أنه كانت هناك عملية إنقاذ للدولة من الانهيار أولا، وأن تطوير التعليم بدأ بالفعل منذ سنتين، ونحن الآن في الطريق، لاسيما بعد الانتهاء من تجهيز العملية التعليمية وبناء بنك المعرفة.
وقال إن عملية تطوير التعليم تتطلب جهدا لإقناع الناس بمساراتها، مبينا أن التحدى الأكبر هو تطوير الإنسان الذي يقوم بتطوير العملية التعليمية، وليس بناء الفصول والمدارس فقط، مبينا أنه طلب استحداث آلية لتقويم الخريجين وقياس مدى جاهزيتهم لسوق العمل.
وشدد الرئيس على بذل كل جهد ممكن لوضع اسم مصر في مكانها اللائق بين الأمم، موضحا أن 700 ألف طالب جديد يدخلون التعليم كل عام، والزيادة السكانية هي العائق الأكبر أمام تقدم بلادنا.
وأكد أننا نحتاج إلى 250 ألف فصل دراسى، خلال ثلاث أو أربع سنوات، تكلفتها 130 مليار جنيه، للوصول إلى كثافة 40 تلميذا في الفصل.
وطالب بالاهتمام بصحة التلاميذ ولياقتهم البدنية، والتوقف عن النظر إلى خريج التعليم الفنى بنظرة أقل شأنا من الخريج الذي يحمل شهادة جامعية، منبها إلى أن شهادات التخرج لطلاب التعليم الفنى، بعد اعتماد نظام الجودة الجديد بالتعاون مع ألمانيا، ستكون دولية معترفا بها، تدل على تميز هؤلاء الخريجين، مطالبا بالتعاون والتنسيق مع المجتمع المدنى للتغلب على التحديات التي تواجه تطوير العملية التعليمية. وأشار السيسى إلى أن هناك 22 جامعة جديدة يتم إنشاؤها، سيتم افتتاحها في 30 يونيو 2020، تتكلف الجامعة الواحدة نحو 5 مليارات جنيه.
وفى مداخلته بجلسة «مواقع التواصل الاجتماعى تنقذ أم تستعبد مستخدميها»، أمس، أعلن الرئيس تشكيل لجنة قومية لمناقشة ووضع إستراتيجية لتعظيم الاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعى، محذرا من استخدامها في إحداث تطورات جديدة وخطيرة، تهدد سلامة المجتمعات، خاصة في الدول الأقل تقدما، مطالبا بالاستفادة الإيجابية من التكنولوجيا، مثل تحويلها إلى منصات لآليات التعليم والصحة، بدلا من نشر الشائعات والهدم.
وفى أثناء مشاركته بجلسة الحوار، للرد على أسئلة المشاركين بالمنتدى، مساء أمس الأول، أكد السيسى أن المنطقة العربية والإسلامية تواجه مشكلات مركبة ومعقدة، تحتاج جهودا كبيرة لإيجاد حلول لها، وتطرق إلى أزمات اليمن وسوريا وليبيا وأفغانستان، وشدد على موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية بإقامة دولة مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، مبينا أنه لا يوجد ما يسمى بصفقة القرن..والمصطلح طرحته وسائل الإعلام. وأشار إلى أن الجيش المصرى يتميز بأنه ليس مسيسا أو طائفيا، بل هو جيش وطنى مستعد للتضحية، حفاظا على الدولة، وأوضح الرئيس أن القاهرة، تسعى لتطوير علاقاتها بشكل متوازن مع الجميع بعيدا عن الاستقطاب والتكتلات.
فيما اهتمت الصحف بتأكيد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، أن التعاون الاقتصادى بين مصر والصين يمثل ركيزة أساسية في ملف التعاون المشترك بين البلدين، وذلك خلال افتتاح الدورة الأولى لمعرض الصين الدولى للواردات بمدينة شنغهاي، حيث قال إن الصين تعد الشريك التجارى الأول لمصر على مستوى الدول، ومصر تعد رابع أكبر شريك تجارى للصين في القارة الإفريقية، فوفقاً لإحصاءات عام 2017 فقد بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين ما يقرب من 11 مليار دولار أمريكي.
وأوضح رئيس الوزراء أنه انطلاقاً من رغبة البلدين في تحقيق مزيد من التعاون الاستثمارى المشترك، في إطار الشراكة الإستراتيجية الشاملة ومبادرة الحزام الاقتصادى لطريق الحرير الجديد، فقد تم إبرام الاتفاق الإطارى لرفع القدرات الإنتاجية بين البلدين، والذى يعد آلية مهمة لدعم التعاون الاستثمارى المشترك بين البلدين، في إطار ما يوفره الاتفاق من أدوات لتنفيذ العديد من المشروعات الاستثمارية المشتركة .
وأشار إلى الدور الحيوى الذي تلعبه الشراكة الاستثمارية المصرية الصينية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لكلا البلدين، مشيراً إلى اهتمام مصر الكبير بتعزيز التعاون الاستثمارى الإقليمى المشترك بين البلدين في إطار مبادرة الحزام والطريق، وكون مصر تعد نقطة مهمة ومحورية على طول الطريق البحرى، اتساقاً مع الأهمية الإستراتيجية لقناة السويس باعتبارها مركزا لوجستياً حيوياً، من شأنه أن يسهم في تحقيق أهداف المبادرة.
ودعا رئيس الوزراء مجتمع الأعمال الصينى لتعزيز التعاون التجارى والاستثمارى مع نظيره المصري، والاستفادة من المزايا التي تتيحها السوق المصرية
من جانبه أكد المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة عضو الوفد المرافق لرئيس الوزراءالصيني أن مصر تتطلع لتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع الصين، ليس فقط على المستوى التجارى بل والاستثمارى أيضا، فمصر بموقعها الفريد تمثل محور ارتكاز لنفاذ المنتجات الصينية إلى السوق الافريقية الواعدة .
وقال في تصريحات صحفية خلال افتتاح الجناح المصرى بالمعرض، إن الصين تحتل المرتبة رقم 21 بين الدول المستثمرة بمصر، حيث شهدت الفترة الماضية منذ عام 2014 وحتى الآن تطوراً ملموسا في حركة الاستثمارات الصينية لمصر، خاصة عقب إبرام الاتفاق الإطارى لرفع القدرات الإنتاجية بين البلدين .
ولفت نصار إلى أن مشاركة مصر في معرض الصين الدولى للواردات، تأتى في إطار كونه أحد اهم الفعاليات الدولية التي يمكن لمصر الاستفادة منها، في تعزيز نمو الصادرات المصرية.
محليا، وفي مجال التعليم، أبرزت الصحف موافقة الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، على إتاحة الموقع الإلكترونى الرسمى للوزارة، لتحديث وتسجيل بيانات المرشحين للعمل كرؤساء ومراقبين أوائل للجان سير امتحان شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة، للعام الدراسى الحالي، وكذلك رؤساء مراكز توزيع الأسئلة، وذلك في إطار الاستعداد الجيد والمبكر لعقد امتحان شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة للعام الدراسى الحالى 2018/2019.
وكذلك اهتمت الصحف بقيام اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، صباح أمس، بزيارة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، حيث قدم واجب العزاء في شهداء الوطن من المصريين الذين صعدت أرواحهم الطاهرة لبارئها، عقب عودتهم من دير الأنباء صموئيل بالمنيا بيد الإرهاب الغادر.
وأكد وزير الداخلية- خلال الزيارة- أن مثل هذه الحوادث لن تزيد المصريين إلا تكاتفا وتآزرا، وقال إن مصر الكنانة قادرة، بعون الله تعالى وبترابط نسيجها الوطني، على دحر فلول الإرهاب، وإن رجال الشرطة كانوا وسيظلون في تكاتف فريد مع جموع الشعب المصرى العظيم يمثلون لأمن الوطن درعا، ويرجون لمسيرتها التنمية الازدهار والنماء.
وكانت وزارة الداخلية قد نجحت في أقل من 48 ساعة من الثأر لشهداء دير الأنبا صموئيل المعترف في المنيا، حيث تمكنت أجهزة وزارة الداخلية من تحديد هوية منفذى الحادث الإرهابي، وقامت القوات بمداهمة مكان اختباء العناصر الإرهابية بالمنطقة الجبلية بالظهير الصحراوى الغربى لمحافظة المنيا، إلا أن الإرهابيين بادروا القوات بإطلاق الرصاص، مما دفع الأمن لمبادلتهم إطلاق النار، ما أسفر عن مقتل 19 عنصرا إرهابيا من عناصر الخلية المنفذة للحادث.